واصل رئيس "اللقاء النيابي الديموقراطي" اللبناني وليد جنبلاط مواقفه الداعية إلى التهدئة والتمسك بالدولة، والى اعادة الاعتبار إلى مقررات الحوار التي تم التوافق عليها, فيما تفاوتت ردود الفعل عليها من جانب المعارضة بين مرحب ومتحفظ. وإذ أشار جنبلاط في موقفه الأسبوعي في صحيفة"الأنباء"التي تصدر عن الحزب التقدمي الاشتراكي إلى"ان الحماسة الزائدة لا تفيد ولا تؤدي إلى النتائج المرجوة"، شدد على وجوب احترام الاختلاف وثقافة الحوار. وكرر في ذكرى تأسيس الحزب دعوة جميع أعضائه ومناصريه إلى"العودة إلى مبادئ الحزب وفكره التي تقول بالتنوع والحريات وقبول الآخر والحوار السياسي والديموقراطية بعيداً من أجواء التوتر والتشنج الذي لا يفيد ويناقض ثقافتنا السياسية التي طالما بنينا عليها نضالنا من اجل لبنان والقضايا الوطنية والعربية". وقال:"نحن مدعوون اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى إعلاء شأن ثقافة الحوار واحترام الاختلاف لأن هذا هو التطبيق الفعلي لأحكام الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني أي الطائف التي تضمن المشاركة السياسية وتثبت نهائية لبنان وعروبته المتنورة". وأضاف جنبلاط:"لا تفيد الحماسة الزائدة ولا تؤدي إلى النتائج المرجوة، أننا متمسكون بالدولة ومؤسساتها الأمنية والقضائية التي بذلت جهداً استثنائياً في خلال الأيام القليلة الماضية لكشف ملابسات قتل الشابين زياد الغندور وزياد قبلان، وهي حددت الجناة وتسعى كل جهدها لإلقاء القبض عليهم في أسرع وقت، وهو ما يؤكد ان الدولة وحدها تستطيع ان تكون الحاضن الحقيقي لكل اللبنانيين وهي الوحيدة التي يمكن لها ان تكون القاسم المشترك بينهم". وشدد جنبلاط على ان"اللبنانيين قادرون على إنشاء دولة الطائف والدستور والمؤسسات التي تستطيع ان تبسط حمايتها ورعايتها لكل الأطراف والتي تنجح في إزالة كل الهواجس السياسية وهذا يتم فقط من خلال الحوار الوطني وليس له أي سبيل آخر", داعياً إلى"إعادة الاعتبار لمقررات الحوار التي تم التوافق عليها وتشمل المحكمة الدولية والتحديد ثم الترسيم الحدود مع سورية والعلاقات الديبلوماسية مع سورية والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات والنقاط السبع التي تم التوافق عليها بالإجماع قبل الأزمة الوزارية، لأن هذه المقررات أصبحت بمثابة الثوابت السياسية والوطنية التي من شأنها ان تؤسس لمرحلة جديدة تحقق طموحات اللبنانيين وأحلامهم ببناء دولة حرة سيدة ديموقراطية حرة". وفي ردود الفعل, اعتبر رئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"النيابية محمد رعد"ان لبنان لديه من الحصانة ما يمنعه من الوقوع في فتنة داخلية", لافتاً إلى"ان المرحلة الراهنة هي مرحلة مراوحة وان الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت لتمحيص المواقف". ووصف رعد في حديث إلى إذاعة"النور"التابعة لپ"حزب الله" أن الكلام الأخير للنائب جنبلاط"تدوير في زوايا اللهجة"، مشيراً إلى"أن جنبلاط لا يستطيع عمل سمير جعجع رئيساً للجمهورية". ورأى"ان هناك تدخلاً اميركياً سافراً ووقحاً بالصوت والصورة في الشؤون اللبنانية الداخلية"، مطالباً السفير جيفري فيلتمان وإدارته"بكفّ شرهم عن اللبنانيين". واعتبر رعد"ان الأميركيين يتصرفون وكأنهم هم الذين يريدون ان يأتوا برئيس للجمهورية اللبنانية"، مؤكداً ان"رئيس جمهورية لبنان لن يكون أميركياً لا بالالتزام ولا بالهوى". وقال رعد:"بكل صراحة أي رئيس للجمهورية غير ملتزم بدعم خيار المقاومة وتعيّنه السفارات الأجنبية لا يعبر عن اللبنانيين وعن تطلعاتهم"، موضحاً"ان هذه الخطوط غير متوافرة في صفوف قوى الرابع عشر من شباط". ولفت إلى"ان حزب الله يقبل رئيسا للجمهورية يلتزم التفاهم الموقع بينه وبين النائب ميشال عون"، مؤكداً"ان المعارضة الوطنية اللبنانية لن تتعاطى مع رئيس منتخب خارج نصاب الثلثين على انه رئيس دستوري وهي لن تعترف بشرعيته ولا بدستوريته". وتحدث رعد عن خيارات متعددة يمكن ان تلجأ إليها المعارضة ورئيس الجمهورية"المؤتمن"على الدستور في حال تعذر انتخاب رئيس للجمهورية بنصاب الثلثين ومنها تشكيل حكومة جديدة، و"عندها نكون أمام حكومتين في البلد". واعتبر رعد"ان مسؤول"القوات اللبنانية"سمير جعجع يصادر التمثيل المسيحي داخل الحكومة الفاقدة الشرعية على رغم انه يمثل نسبة محدودة جداً من المسيحيين ويتصرف على أساس انه مرشح أو انه يريد تعيين المرشح الذي يجب ان يكون رئيساً للجمهورية". ووصف مبادرة الرئيس فؤاد السنيورة الأخيرة"بمبادرة اللامبادرة"واعتبرها"لعباً بالأرقام والأوقات من اجل تضليل الناس"، واعتبر مذكرة السنيورة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون عن تهريب السلاح من سورية إلى لبنان محاولة"لاستدراج أوسمة من الخارج". وعن المحكمة الدولية, رأى رعد"ان المحكمة أصبحت ورقة في جيب الأميركي يلعب بها وقت يشاء", مشيراً إلى"ان الأميركيين غير مستعجلين لإقرارها وهم ابلغوا بان ذلك". وعن التعويضات عن عدوان تموز يوليو, أكد رعد"ان الناس صبرت كثيراً ومضت ثمانية اشهر بعد العدوان وحتى الآن لم تباشر الدولة بصرف التعويضات، وإذا صُرفت تُصرف بكيدية وانتقائية"، مشيراً إلى"ان المساعدات لم تأتِ للرئيس السنيورة بل أتت للبنان وللبنانيين، ومن واجب الأخير تقديم المساعدات للشعب اللبناني من موقع وجوده كأمر واقع يتحكم بالمال". وقال رعد:"لم يعد بإمكاننا تهدئة الناس ولا نستطيع ضبط الناس، وأي تحرك شعبي في هذا الإطار سنواكبه ونرى انه تحرك مشروع". وقال:"ان المعطيات الميدانية والواقعية التي لدينا تجعلنا نستبعد خيار شن العدو الإسرائيلي حرباً جديدة على لبنان إلا إذا كان لدى الأميركيين مشروع جديد لتوريط إسرائيل اكثر". وقال عضو كتلة"المستقبل"النيابية مصطفى علوش ان"الترجمة الفعلية لإيجابية خطاب 14 آذار بالعودة الى الحوار والنقاط التي توقف عندها قبل 12 تموز وبحث الاستراتيجية الدفاعية". وأضاف:"هناك إيجابية من الناحية الكلامية عند"حزب الله"لكنه يصر على البنود التي أدت الى انفجار الوضع السياسي". وعن احتمال ان يكون الرئيس المقبل من المعارضة، قال:"إذا كان الرئيس المقبل من 8 آذار فهو ملتزم بوضع لبنان تحت الوصاية السورية - الإيرانية واستمرار التخريب على استقلال لبنان، وملتزم إعاقة الدستور والتقدم. ولا اعتقد ان احداً من قوى 8 آذار ممكن ان يتمتع بصفات رئيس الجمهورية".