سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اشتباكات متقطعة وسحب 16 جثة لمسلحين ... و"رابطة علماء فلسطين" تواصل مساعيها . وزير الدفاع : الجيش اللبناني قتل وجرح وأسر 340 عنصراً من "فتح الإسلام" في معارك "البارد"
أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع اللبناني الياس المر أن نحو 300 شخص في صفوف عناصر تنظيم"فتح الإسلام"المتشدد سقطوا بين قتيل وجريح في المعارك التي شهدها مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان. وقال المر لفضائية"العربية"ان"الجيش اللبناني اعتقل 40 عنصراً من الجماعة"، مشيراً الى"أن رئيسهم شاكر العبسي شوهد في الأيام الأخيرة في المخيم القديم الذي تبلغ مساحته عشرين في المئة من أصل المخيم وهو مطوق من جميع الجهات". ميدانياً، واصل مسلحو"فتح الإسلام"الذين فروا الى المخيم القديم، قيامهم بعمليات تسلل وقنص على مواقع الجيش اللبناني، وإطلاق قذائف هاون في اتجاه قرى مجاورة، ما دفع بالجيش الى الرد بعنف على مصادر النيران. وشهد المخيم أمس اشتباكات متقطعة عنفت أحياناً، خصوصاً بعدما أطلق المسلحون قذيفة هاون على بلدة المنية وأخرى على بلدة دير عمار، واقتصرت أضرارهما على الماديات. وسجلت الاشتباكات على المحورين الشرقي والجنوبي، في حين طاول القصف المدفعي أماكن استخدمها المسلحون في عمليات القنص. وكان الجيش صد ليلاً محاولات تسلل لمجموعات مسلحة من"فتح الإسلام"على المحورين الجنوبي والشرقي. وأفادت المعلومات بأن الجيش حقق إصابات مباشرة في المجموعات المتسللة وسقط عدد كبير منها بين قتيل وجريح. وأشارت"الوكالة الوطنية للإعلام"الرسمية إلى أنه تم سحب نحو 16 جثة لمقاتلين من"فتح الإسلام"من محيط مجمع ناجي العلي والتعاونية والمدخل الشرقي للمخيم، ووضعت هذه الجثث في المستشفى الحكومي في طرابلس. وتفقد رئيس الأركان في الجيش اللواء الركن شوقي المصري الوحدات المنتشرة في مدينة طرابلس ونهر البارد، على اثر تنفيذ وحدات من الجيش عملية دهم في محلة أبي سمرا، وجال على مراكزها واطلع على سير العمليات الأمنية، ثم اجتمع الى الضباط والعسكريين ونقل إليهم توجيهات قائد الجيش العماد ميشال سليمان. ونوه اللواء الركن المصري بتضحيات العسكريين وشجاعتهم في عملية الدهم التي تمكنوا خلالها من القضاء على جميع الإرهابيين الذين كانوا متحصنين في أحد المباني، مؤكداً"أن ضريبة الدم الجسيمة التي دفعها الجيش في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان هي أقل بكثير من الثمن الذي كان سيدفعه اللبنانيون جميعاً لو لم يتصد هذا الجيش بحزم وقوة لعصابات الإرهاب العابثة بأمن الوطن واستقراره". من ناحية ثانية، تواصل"رابطة علماء فلسطين"مساعيها لإيجاد حل للأزمة. وأعلن العضو فيها الشيخ علي يوسف أن وفداً من الرابطة"سيدخل اليوم أمس الى المخيم للقاء أحد قادة"فتح الإسلام"شاهين شاهين الذي كان الوفد التقاه قبل أيام ثم التقى مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد الركن جورج خوري". وقال يوسف ل"وكالة الأنباء المركزية"المحلية عن موقف قيادة الجيش من الطرح الذي حمله الوفد إليها، إن القيادة"مصرّة على قضية التسليم وبناء عليه نحاول إقناع الطرف الآخر بوقف إطلاق النار وإذا ما حصل ذلك وانسحب المسلحون الى المخيم القديم وتركوا المواقع التي ما زالوا فيها حتى الساعة فعندها يمكن ان يكون تفاهم حول مخرج للموضوع فيه جزء من التسليم وانسحاب وانكفاء وحل تنظيم"فتح الإسلام". وأضاف:"التطورات التي حصلت على الصعيد الفلسطيني والمتجلية باحتدام الخلاف بين"فتح"وپ"حماس"انعكس سلباً على تشكيل القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة ما حدا بنا الى التوجه نحو فصائل منظمة التحرير وقوى التحالف والتقينا بممثل المنظمة عباس زكي طالبين ان تكون القوة الأمنية بمنأى عن التجاذبات الداخلية الفلسطينية فتم الاتفاق على ذلك وتوصلنا الى نتيجة بتشكيل القوة الأمنية لتأخذ دورها في حال تم الانكفاء الكامل لپ"فتح الإسلام"الى داخل المخيم القديم وأعلنوا حل التنظيم". ونفى ان تكون قيادة الجيش رفضت طرح الرابطة،"إنما طلبت ان نبذل جهداً لمحاولة إقناعهم بداية بوقف إطلاق النار الشامل والانكفاء الى داخل المخيم القديم وان يسلموا مواقعهم في تعمير المخيم. واليوم أمس سندخل الى المخيم في الرابعة بعد الظهر للاجتماع بشاهين شاهين ومحاولة إقناعه بفكرة الانكفاء وشيء من التسليم". وتابع:"شاهين يريد ان يستمع منا الى موافقة الجيش على وقف إطلاق النار ونحن نحاول إقناعه بالمبادرة من قبله الى ذلك، وكلما حاولنا إقناعه يحصل إطلاق نار عنيف يجدد الاشتباكات فإذا أفلحنا في إقناعه بالانكفاء والتسليم فإن جزءاً كبيراً من الحل يتم ويبدأ دور القوة الأمنية المشتركة لإنهاء الازمة". وعن دور القوى الأمنية المشتركة، قال يوسف:"أهم دور لها هو استلام الأسلحة ومواقع"فتح الإسلام"كلها، وتحافظ على أمن المخيم". وأشار الى أن"المفاوضات تجرى على قدم وساق بشأن تسليم بعض الأشخاص لكننا حتى الساعة لم نصل الى نتيجة". وقالت مصادر فلسطينية في مخيم نهر البارد ل"الحياة"إن"المفاوضات عالقة عند نقطة واحدة وهي تسليم المطلوبين، أما بقية البنود فهي تفاصيل"، مشددة على"ضرورة الوصول الى حل سياسي لوقف المعارك لأن المخيم والناس لم يعد في امكانهم التحمل أكثر خصوصاً ان 70 في المئة من المنازل دمرت جزئياً أو كلياً". وأكدت المصادر أن"من تبقى من سكان المخيم يحاولون قصارى جهدهم منع تغلغل من تبقى من مسلحي"فتح الاسلام"بين منازلهم، وهذا الموضوع يتكرر يومياً مع الناس العاديين الذين يؤكدون أن المعركة ليست معركتهم، وأن الطرفين اللبنانيوالفلسطيني خاسران منها"، مشيرة الى أن"حركة فتح تصدت قبل أيام لبعض العناصر من"فتح الاسلام"الذين حاولوا استخدام بعض الأسلحة في منطقة نفوذها"، نافية"حصول اشتباكات مباشرة ووقوع اصابات انما حصل اطلاق نار في الهواء". وتطرقت المصادر الفلسطينية الى الحال الانسانية الصعبة في المخيم، الذي لم يدخله أي طعام أو ماء منذ 15 يوماً إضافة الى تدمير كل البنى التحتية، وپ"لم يبق فيه شيء على حاله وكأننا عدنا الى أيام النكبة". من ناحية ثانية، نفذ عشرات من النازحين من مخيم نهر البارد، اعتصاماً رمزياً أمام مكتب وكالة غوث اللاجئين"اونروا"في مخيم البداوي، مطالبين الوكالة بالعمل على"اعادتهم الى منازلهم في اقرب وقت". ورفع المعتصمون لافتات ورددوا شعارات تطالب ب"عدم هدم أبنية في المخيم الجديد، خشية ان يتسبب ذلك بتأخير عودتهم الى المخيم". وحاول المعتصمون الخروج الى الطريق الرئيسي داخل المخيم، وقطع حركة العبور فيه، احتجاجاً، غير ان تدخل مسؤولي الفصائل والمشايخ حال دون قيامهم بذلك. قضائياً، اصدر قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر بصفته محققاً عدلياً في جريمة تفجير حافلتي ركاب في عين علق، 5 مذكرات توقيف وجاهية في حق 5 مشتبه فيهم بعد استجوابهم. كما استجوب عنصراً من"فتح الإسلام"كان أصدر مذكرة توقيف وجاهية في حقه. ونفى سفير السعودية في لبنان عبدالعزيز خوجه، فرار المواطن السعودي عايض عبدالله القحطاني 22 عاماً، المعتقل لدى المخابرات اللبنانية، إلى أراضي السعودية، كاشفاً أن"التحقيقات ما زالت جارية معه من السلطات اللبنانية"، إثر مشاركته في القتال إلى جانب جماعة"فتح الإسلام". وقال ل"الحياة":"يجب أن تترك الفرصة للسلطات اللبنانية للتحقيق معه"، مؤكداً"عدم وجود طرف سعودي للتحقيق في قضية المعتقل السعودي القحطاني". وأعلن"عدم ترحيل أي من المعتقلين السعوديين الذين شاركوا في أحداث"نهر البارد"إلى الأراضي السعودية حتى الآن"، كاشفاُ أن"هناك سعوديين شاركوا في أحداث نهر البارد، كما قتل ثلاثة آخرون في حادثة حي أبي سمراء"، مؤكداً"وجود تنسيق كامل بين السلطات السعودية واللبنانية، واتصال دائم بين الرياض وبيروت بشأن المعتقلين السعوديين في الأراضي اللبنانية". مخاوف من تحصينات لپ"جند الشام" الى ذلك، أثار رئيس بلدية صيدا عبدالرحمن البزري مع وفد من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة الجنوب برئاسة خالد عارف، إقدام عناصر من"جند الشام"، على إقامة دشم ومتاريس في حي التعمير وفي حي الطوارئ في مخيم عين الحلوة، ما أثار حفيظة الأهالي القاطنين في المنطقة، لا سيما بعدما أقيمت تحصينات على أسطح عدد من الأبنية السكنية وحصول اشكالات متعددة مع الأهالي الرافضين إقامة المتاريس على أبنيتهم. وتم خلال اللقاء الذي عقد في منزل البزري في صيدا، اتصال بمسؤول"عصبة الأنصار"الشيخ"أبو طارق"الموجود في عين الحلوة، ووعد بمتابعة الموضوع ومعالجته.