رفعت المؤسسات الدولية والإقليمية سقف توقعاتها لحجم استثمارات المنطقة في قطاع السفر والسياحة إلى 3.4 تريليون دولار، مؤكدة أن هذه المعدلات القياسية الجديدة تأتي في ظل المشاريع الضخمة المعلن عنها. وأكدت تقارير لمنظمات متخصصة وخبراء شاركوا في"مؤتمر ومعرض الفنادق 2007"، الذي أنهى أعماله في دبي أن التقديرات التي أُعلن عنها خلال سوق السفر العربي"الملتقى 2007"بداية أيار مايو الماضي تغيرت خلال شهرين فقط لتضيف نحو 300 بليون دولار، وترفع سقف التوقعات إلى آفاق لا حدود لها، في ظل استمرار أسعار النفط عند مستوياتها القياسية، ومواصلة دول المنطقة سياسات الإصلاح الاقتصادي التي بدأتها والتي تعطي أولوية كبيرة لتنويع مصادر الدخل وضخ المزيد من الاستثمارات في البنية التحتية وقطاعات الخدمات، خصوصاً السياحة والسفر والفنادق. ولمح خبراء عالميون إلى أن النمو في القطاع والتوقعات حول مستقبل التنمية المستدامة في المنطقة"أديا إلى تغييرات جوهرية في توجهات المستثمرين". وكشف الخبير الفندقي المدير العام ل"منتجع هيلتون صلالة"ميشال بامبيرغ عن تحالف بين"هيلتون صلالة"وپ"طيران الجزيرة"وحكومة صلالة في سلطنة عمان لتعزيز السفر إلى تلك الوجهة لأبناء المنطقة، الذين لا يعرفونها كما يعرفها الأوروبيون والآسيويون". ورأى أن على رغم الاستثمارات الكبيرة في القطاع الفندقي في المنطقة، إلا أنها"لا تزال عاجزة عن تلبية الطلب عليها، كما يتزايد العجز في الغرف الفندقية وربما يحتاج الأمر إلى 4 سنوات لتقليصه". وتوقع تقرير"نظرة على فنادق الشرق الأوسط عام 2020"، الذي أصدرته شركة"غلوبال فيوتشرز اند فورسابت"، استثمار ما يزيد على 3.39 تريليون دولار في الفنادق الإقليمية والبنى التحتية الرديفة بحلول عام 2020، في ظل خطط لإضافة ما لا يقل عن 750 ألف غرفة فندقية الى القطاع السياحي في المنطقة من مصر الى إيران. ولفتت مديرة معرض الفنادق ماغي مور الى أن الاتجاهات في المنطقة"بدأت تشهد تغييراً من التصاميم التقليدية والكلاسيكية الى التصاميم المعاصرة المستدامة، وبدأ ذلك ينعكس على اختيار ديكورات الفنادق". واعتبرت أن الطلب الإقليمي المتزايد على تصاميم داخلية خضراء ومعاصرة وحديثة"لعب دوراً رئيساً في استقطاب نحو 15 ألفاً من رجال الأعمال للمعرض بارتفاع 29 في المئة عن العام السابق". وأوضحت مور ان ما يجعل سوق الشرق الأوسط مختلفة عن اي سوق أخرى أنها"صاعدة ولكن على مستوى ضخم"، لافتة الى أن"غالباً ما يهتم الموردون في أوروبا والولايات المتحدة وجنوب شرقي آسيا، بتجديد الفنادق القائمة او توسعتها. فيما إقليمياً، يمكن المصممين تقديم تصاميم ديناميكية معاصرة بسهولة اكبر لسوق تتطور في شكل متسارع، حيث تحتاج الفنادق الى التميز وسط تصاعد المنافسة". وكشفت سلسلة العروض التوضيحية التي عُرضت خلال"مؤتمر السبعة نجوم"عن التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط من ناحية الموارد البشرية، إذ يجب على قطاع الضيافة في المنطقة تأمين ما يزيد على مليوني فرصة عمل خلال السنوات العشر المقبلة، ما يوجد منافسة حادة لاستقطاب اليد العاملة الماهرة من الأسواق الصاعدة بفرص متساوية ومستوى اقل بكثير لكلفة المعيشة.