يعيش المغني السعودي جواد العلي داخل "رومانسيته". لقّبه البعض ب "مطرب الأحلام"، فيما وصفه آخرون بال"طائر في فضاءات الأصوات الشرقية الأصيلة". لكنه يبقى الفنان الذي لمع اسمه في سماء الأغنية العربية والخليجية. وهو لا يقف عند حدود لهجة واحدة أو حتى نمط واحد، بل يبحث دائماً عما هو جديد، مبتعداً من روتين الغناء العادي. فكان أول من غنى باللغة الهندية ثم الفارسية، وهو يستعد الآن لأغنية بلغارية مشتركة كعادته. كما برز موهوباً في الكتابة والتلحين. وعلى رغم ذلك، لا يدعي أنه شاعر. يقول:"خبرتي مع الكلمة جاءت من الجلسات المستمرة مع الشعراء والملحنين، هذا ما طوّر موهبتي وعمّق خلفيتي الفنية. وترافق ذلك مع حبي للكلمة الأدبية التي أملكها أساساً في داخلي... ما ساعدني على خوض التجربة". ويوضح العلي ان في ألبومه"حبيتك""خاطرة"غناها إضافة الى أغنياتٍ كثيرة كان يكتب مطالعها ويقدمها لأصدقائه من الشعراء ليكملوا الفكرة، مثل أغنية"علموني أحب"... وهو لم يندم أبداً لإعطائه أفكاراً يكتبها غيره، قائلاً:"في النهاية هذه أغنيتي، وما يهمني هو نجاح عملي حتى لو لم أكن أنا من كتبه ولحنه". وعن الخلاف على أغنية ال"ديو"مع راشد الماجد، قال:"إنها أغنية خاصة وليست للتوزيع، إذ غنيتها للشيخ عامر بن زايد، وكنت أعلم بأن راشد غناها قبلي. لكن الشيخ طلب ان يسمعها بصوتي وقال إنه يحضر لي مفاجأة. وبالفعل سجلها وأنتجها. وعندما علمت الصحافة بالأمر، كتبوا بأن خلافاً وقع، وهذا ما لم يحصل". ووعد العلي جمهوره بأغنية مصورة مع الفنانة نادية مصطفى قريباً. وستليها أغنية"ديو"باللهجة اللبنانية لم تكتمل فكرتها بعد. ويتذكر جواد بداية غنائه باللغات الأخرى:"بما أنني أتقن اللغات ومنها البلوشية والفارسية والتركية، لم أتركها بل فضلت غنائها لتصل الى الجمهور والناس الذين عشت معهم وتعلمت لغتهم. ولم أتوقف عند هذه الحدود، بل أتعلم الآن اللغة البلغارية". وعن عدم غنائه بالإنكليزية، على رغم إتقانه لها، أشار العلي الى ان المشروع موجود، ولكنه لم يتخذ قراراً بالغناء باللغة الإنكليزية. فعندما أريد أن أقدم على أي خطوة، يجب أن أكون متمكناً من الفكرة ومتأكداً من وصولها الى الناس بسهولة". أما الأسماء التي تعجبه من المغنين الأجانب، فكثيرة، يذكر منها ماريا كاري وكريستينا وجورج مايكل. ويُعتبر جواد العلي أول من دخل عوالم جديدة لتصوير أغنياته في تركيا وبلغاريا، ليلحق به آخرون الى هناك. وخلال مسيرته الفنية، طاردته إشاعات كثيرة بلا هوادة، فكان رده دائماً بأن"هذه الإشاعات غير المنطقية لا تستدعي الرد عليها، خصوصاً أنني أعلم بالإشاعة بعد انتشارها". وعن رأيه ب"كليبات العري"التي تغزو شاشات الفضائيات العربية اليوم، رفض العلي الدخول في تسميات أصحابها أو صاحباتها، ناصحاً الصحافيين بإهمالها لكي لا تأخذ حجماً أكبر مما تستحق، مكتفياً بالقول:"أعتبرها أعمالاً تجرح الحياء والنظر. وأعتقد ان الجمهور واعٍ ويستطيع تحديد خياراته". وعن انحدار بعض الأعمال الغنائية، قال:"أنا مقتنع بأن الجيد يظهر بوجود الأعمال السيئة. وفي نهاية المطاف، ستكون الغلبة للفن الراقي... وهو الباقي". وأوضح العلي الذي درس الهندسة:"بدأت رحلتي الفنية مع أول سنة دراسة، ولأنني أحب الفن وأملك المؤهلات لاحترافه، لم أرَ مشكلة في دخول عالمه فيما أتابع دراستي الأكاديمية. وبعد انتهائي من دراسة الهندسة... غلبت كفة الفن". وأشار العلي الى آخر أعماله، وهو أغنية جديدة بعنوان"ما عرفت الحب"، موضحاً انه صوّرها مع مخرج هندي ومثلت معه ممثلة معروفة، وليست عارضة، و"فيها تجسيد للرومانسية وبساطة المشاعر الجميلة".