تتسلّح المغنّية ليديا كنعان بمخزونٍ من الشّغف الفني لا ينضب. وليديا التي انطلقت صوب العالميّة في سويسرا واشادت بها مجلات وصحف فنّية تكتب وتلحّن وتغنّي باللغة الانكليزية، وتندرج اغنياتها في إطار البوب وتطاول كلّ الاعمار. وقد جعلتها قدراتها الصوتيّة التي تصل الى ثلاثة اوكتافات تتميّز كمغنّية روك في الشرق الاوسط، فاجتذبت من المنتجين العالميين أمثال ديفيد ريتشارد الذي ينتج أعمال مغنين بارزين مثل ريس ريا وفرقة كوين وديفيد بوي، وانتشرت أغنياتها في بريطانيا، البرتغال، اسبانيا، ايطاليا، اليونان، وجنوب افريقيا. وعلى رغم أنّها بدأت الغناء منذ اواسط الثمانينات فان رصيدها الفنّي لا يتجاوز الاسطوانتين Beautiful life & Sound of love - التي طرحت اخيراً في الاسواق -. الى ذلك لم تحيي بعد أي حفلاتٍ كبرى لأنّها تؤمن بطريقين الى العالميّة "إمّا تسجيل أغنيات وإرسالها الى شركات الاسطوانات لتوزيعها عالميّاً، وإمّا إنشاء فرقة والتنقّل معها من بلدٍ الى بلد". رشّحت أغنيتها Without you مع خمس أخرى من بين آلاف الأغنيات لفيلم جيمس بوند الأخير، لكن الخيار وقع على أغنية فرقة Garbage إلاّ أنه يكفيني شرف وصولي الى هذه المرتبة المتقدّمة بين مغنّين عالميين كبار كما تقول. تقوم ليديا حالياً بتسويق شريطها الأخير Sound of love منطلقةً من لبنان الى البلدان الخليجيّة والعربيّة كلّها. وتستعيد ليديا اليوم بحنينٍ واضح قصّتها المشوّقة مع الغناء وهي إبنة برمانا. فقد أحبّت اللغة الانكليزيّة منذ صغرها وكتبت فيها منذ كانت في الحادية عشرة، وكانت تحلم بالغناء على المسرح وتسمع أغاني أسمهان وعبدالحليم حافظ وفيروز ونصري شمس الدين وزكي ناصيف، أمّا غربياً فطالما أحبّت Groupe Aba، وال"بي جيز"، والتون جون، وكيرستيل غايل وباربرا سترايسند وأزنافور. منذ طفولتها أحبّت الموسيقى الشاملة التي تعبر القارّات وتدخل القلوب سواء كانت انكليزيّة، فرنسيّة أم عربيّة. غير أن معارضة أهلها منعتها من متابعة الدراسات الموسيقيّة، ودفعهم خوفهم من اختيارها الغناء الى منعها من متابعة دراسة آلة البيانو في المدرسة. "هذا الأمر ولّد فيّ طاقة" داخليّة جعلتني استطيع التلحين من دون استعمال الآلات الموسيقيّة ممّا أثار إعجاب موسيقيين تعرّفت اليهم في ما بعد في سويسراولندن و"اعتبروا الأمر معجزة!". تضيف ليديا "حين أكتب الشعر تولد النغمات تلقائيّاً". الحرمان يعطي قوّة الإبداع، "تعبت كثيراً لتخطّي الحاجز الكبير الذي وضعه أهلي أمامي، وتمكنت من الوصول الى المسرح بصعوبة كبيرة". المرّة الاولى، التي لاقت فيها ليديا الجمهور كانت عام 1984 على مسرح شاتو تريانو ضمن فرقة Equation "كانت الفرقة تفتّش عن شاب يغني الروك، وبعد مقابلاتٍ عدّة لم يستطع أحد أن يتخطّى النوطات العالية في هذا النوع من الغناء، عندها اقترح عليّ أحد الاصدقاء التقدّم، فقبلت على رغم أنني فتاة وعلى رغم أنني افضّل البوب على الروك. هكذا صرت عضواً في الفرقة وعرفت باسم أنجل". لاقت ليديا نجاحاً كبيراً في بداياتها لا سيّما بعد اغنية Why all the hurt التي كتبتها بعد فقدانها صديقةً في الحرب عام 1986 واحتلّت المرتبة الاولى في الإذاعات اللبنانيّة، وبعدما ملّت الغناء الصّاخب أكملت المشوار وحدها، وكرّت سبحة اغنياتها مثل A Hard situation، After Knowing you، It doesn't need some action، Hey Ricky. لكنّ مأساة الحرب منعتها من تسويق أغنياتها فاكتفت ببثّها عبر الإذاعات. ومع مرور الزّمن عاد حلم العالميّة يدغدغ ليديا التي طالما أرادت إيصال صوتها الى أكبر عددٍ ممكنٍ من النّاس، فتركت لبنان بحثاً عن نجوميّةٍ أوسع. سافرت وحيدة الى سويسرا وهناك تلقّت صدمةً كبيرة حين أعلمتها شركات الإنتاج انّ رصيدها ما انجزته في لبنان لا يساوي شيئاً وانّ عليها الإنطلاق من جديد. فراحت تتصل بالإذاعات وشركات الانتاج متسلّحة بإيمانها بالله وبارادة قويّة وتصميم على النجاح. عرضت عليها إحدى الشركات غناء الروك فرفضت مصرّة على تأليف وتلحين أغنيات بوب قريبة من الناس، وتعرّفت إلى منتج سويسري انتج لها أغنية Desire فسمعها منتج انكليزي هو ديفيد ريتشارد فلم يصدّق أنّها لبنانيّة، اتصل بها وطلب التعرّف اليها ووقّع معها عقداً اتاح لها تسجيل أغنياتها لمدّة سنة في استديو Mountains. "كنت في تلك الفترة أكتب بغزارة وبدأت اغنياتي تبثّ عبر الإذاعات والتلفزيونات انطلاقاً من سويسرا الى العالم. ورحت أصقل صوتي على يد أليتا بونتي مغنّية الأوبرا المعروفة. وأرسيت اتصالات مع شركات الاسطوانات في انكلترا. ومن هناك اتصل بي ستيوارت سلايتر وهو رئيس شركة انتاج في لندن وعرّفني بباري بلو كاتب أغنية Beautiful life التي أوصلتني الى العالميّة، وراحت أغنياتي تبثّ عبر تلفزيون الموسيقى العالمي MTV وشاركت في مهرجان الموسيقى في ميديم في كان. هكذا وصلت شهرة ليديا الى افريقيا حيث اتخذ نلسون مانديلا اغنيتها Beautiful life شعاراً لحفل خيري كبير نظّمه. وتعترف ليديا أنّها لم تواجه كلبنانيّة ايّة صعوبات في انطلاقتها العالميّة "لم يسألني أحد عن هويّتي يوماً، بل كان الاهتمام منصبّاً دوماً على صوتي وأدائي". تعاونت ليديا مع شعراء وملحنين عالميين مثل نويل كوهن، دين كاي ومايكل جاي الذي أعطى أغنياتٍ لباربرا سترايسند وويتني هيوستن وسيلين ديون. جلّ ما تتمناه ليديا اليوم هو ان تفتح لها ابواب هوليوود "لانني اشعر بوجود طاقاتٍ فنّية كبيرة كامنة في داخلي احبّ التعبير عنها غناءً وتمثيلاً". تسعى ليديا بمعاونة زوجها توماس فيتينز باجتهاد لتحقيق حلم الوصول الى النجوميّة العالميّة وهي اللبنانيّة الأولى التي تصل الى هذه المرحلة المتقدّمة من الأضواء العالميّة في مجال الغناء ولها معجبون في العالم كله. ومنذ بداية تسويق شريطها الاخير Sound of love اي منذ شهرين زار موقعها على الانترنت ما يزيد على ال150 الف زائر. ومحبّو صوت ليديا يمكنهم سماع أغنياتها مجاناً ومراسلتها على العنوان الآتي: www.lydiacanaan.co