صعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقاده لخطة الولاياتالمتحدة نشر درع مضادة للصواريخ في شرق أوروبا الشرقية، مهدداً بإعادة توجيه الصواريخ الروسية نحو أوروبا في عملية"إعادة توازن قد تعيد تحريك سباق التسلح"، في وقت حذر وزير خارجيته سيرغي لافروف من ان موسكو"ستزيل"التهديدات التي تمثلها الدرع الأميركية في حال نشرها قرب الحدود الروسية، من دون إعطاء مزيد من التوضيح. ويأتي هذا التصعيد عشية اللقاء المرتقب بين بوتين والرئيس الأميركي جورج بوش خلال قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى في ألمانيا الأربعاء، وسط أجواء تشاؤم أوروبية بنتائج القمة. راجع ص8 وورد كلام بوتين في صحيفة"ال كورييري ديلا سيرا"الإيطالية التي قررت نشر النص الكامل لحديث أدلى به الرئيس الروسي لثمانية صحافيين يمثلون دول مجموعة الثماني، علماً انه كان مقرراً ألا ينشر الحديث قبل الاثنين، لكن مجلة"دير شبيغل"الألمانية كسرت السبت الحظر"جزئياً"ونشرت مقتطفات منه. ولم توجه روسيا صواريخها نحو اوروبا منذ نهاية الحرب الباردة. وسئل بوتين عما اذا كان سيفعل ذلك مرة اخرى اذا نفذت اميركا خطة نشر الدرع الصاروخية فاجاب"بالطبع نعم". واضاف:"اذا امتدت القدرات النووية الأميركية الى الأراضي الأوروبية، فعلينا تحديد أهداف جديدة في أوروبا. وعلى قادتنا العسكريين تحديد هذه الأهداف وكذلك الاختيار بين الصواريخ الباليستية والصواريخ العابرة للقارات"، موضحاً:"نريد إعادة توازن المنظومة الدفاعية بأنظمة هجومية اكثر فاعلية وأننا ندرك تماماً ان هذا الأمر سيعيد تحريك سباق التسلح لكننا لن نكون مسؤولين عن ذلك". وأكد بوتين:"هذا الأمر يثير قلقنا. الدرع المضادة للصواريخ جزء من نظام نووي يحمي الأراضي الأميركية، وللمرة الأولى في التاريخ ستنشر عناصر منه في أوروبا"، مضيفاً ان الأميركيين"يقولون لنا ان هذه المنظومة الدفاعية هي للتصدي للصواريخ الإيرانية، لكن إيران لا تملك صواريخ بهذا المدى. بالتالي، من الواضح ان يثير هذا المشروع قلقنا نحن الروس". في غضون ذلك، قال لافروف في مقابلة مع قناة"فيستي -24"الرسمية الروسية:"إذا ظهرت مكونات من الترسانة الأميركية قرب حدودنا، فسنضطر الى إزالة الأخطار المحتملة الناتجة من نشر هذه المكونات". وأضاف ان مخطط الولاياتالمتحدة"يندرج في الإطار العام لنظام الدفاع الأميركي المضاد للصواريخ حول العالم والذي يجري نشره، طبقاً لتحليلاتنا حول روسيا بكاملها وأيضاً في شكل عرضي حول الصين". ودعا لافروف إلى مشاورات جديدة حول إقامة درع مشتركة مضادة للصواريخ بين حلف شمال الأطلسي ناتو وروسيا. وقال ان"استنتاجاتنا تدل بوضوح على ان الدفاع عن النفس من تهديدات غير قائمة لا معنى له. من الأفضل استئناف العمل في إطار مجلس الحلف الأطلسي وروسيا حول إنشاء درع مشتركة مضادة للصواريخ".