أقرّ الرئيس الأميركي جورج بوش بأن ثمة"توترات كثيرة"بين الغرب وروسيا، فيما شكك في المسار الديموقراطي لنظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقال بوش:"رسالتي لفلاديمير بوتين هي أن ثمة طريقاً أفضل للسير قدماً، وأن مصالحك مع الغرب، ويجب ان نعمل معاً بطريقة تعاونية". يأتي ذلك بعدما قارن الرئيس بوتين في مطلع الشهر بين الولاياتالمتحدة والرايخ الثالث النازي. وأعقب ذلك زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس موسكو وإعلانها اتفاق الطرفين على التخفيف من تصريحاتهما. ولم تتمكن روسياوالولاياتالمتحدة من تخطي خلافاتهما حول الخطط الأميركية لنشر عشر دروع مضادة للصواريخ في بولندا ونصب شبكة رادار في الجمهورية التشيخية في إطار خطة الدرع الأميركية المضادة للصواريخ لحماية أوروبا من هجمات من جانب دول"مارقة"كإيران، والتي يرى فيها بوتين تهديداً لموسكو. وأول من أمس، اجرى بوش محادثات مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر في مزرعته في تكساس وقالا انهما سيعملان على تهدئة مخاوف روسيا حيال الدرع الصاروخية. وأكد بوش أنه أوفد وزير دفاعه روبرت غيتس الى موسكو في محاولة لتخفيف المخاوف الروسية. وأبدى بوش قلقه حيال تراجع سيادة القانون وحرية الصحافة في روسيا، وعبّر عن اعتقاده بأن"هناك ديمقراطية وليدة في روسيا. ومن الواضح ان شكوكاً كثيرة تحيط بذلك، وأتطلع لمواصلة الحديث معه بوتين لاستيضاح سبب اعتقاده بأن بلاده تسير على طريق الديموقراطية". ويتوقع ان يلتقي بوش وبوتين في قمة مجموعة الثماني المقرر عقدها في المانيا في السادس من حزيران يونيو المقبل وحتى الثامن منه. وردّت روسيا ملوّحة بالانسحاب الكامل من"معاهدة القوات التقليدية"في أوروبا في حال رفض حلف الأطلسي التصديق على المعاهدة. وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته العاصمة الأذرية باكو، من ان اي خطوات"احادية الجانب"ستهيئ لشق أوروبا مجدداً. وحمل لافروف بقوة على اصرار الولاياتالمتحدة المضي في خطط نشر الدرع الصاروخية، واعتبر ان"القرار الأحادي الجانب حول نشر عناصر من المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصواريخ في دول أوروبا الشرقية والوسطى يشكل خطراً على روسيا وكل أوروبا". وجدد لافروف دعوة بلاده الى بدء حوار بهدف تقويم الأخطار الصاروخية والنووية المحتملة على أوروبا وروسيا ورابطة الدول المستقلة. ولفت إلى انه"لا يمكننا إلا أن نعتبر أي خطوات أحادية الجانب متسرعة، تهيئة لسيناريو انشقاق في أوروبا". ولفت إلى أن خروج روسيا المحتمل من معاهدة الحد من القوات التقليدية في أوروبا لا يلحق ضرراً بالأمن الأوروبي، مؤكداً ان بلاده"ستجد في جميع الأحوال الأساليب التي تضمن التوازن العسكري- السياسي في أوروبا". وأثار التهديد حفيظة واشنطن، خصوصاً ان المسألة كانت ضمن الملفات الأساسية التي نوقشت خلال اجتماع بوتين ورايس، ولفتت مصادر روسية الى ان الطرفين أعدا خلال اللقاء لائحة بالمسائل الخلافية بين البلدين، على رأسها خطة الدرع الصاروخية واستقلال كوسوفو، يلي ذلك العلاقات الروسية - الأوروبية ثم صادرات الطاقة الروسية الى جيرانها فالمسألة الديموقراطية. على صعيد أخر، قال سكرتير مجلس الأمن الروسي إيغور إيفانوف إن منظمة شنغهاي للتعاون لا تخطط للتحول إلى تحالف عسكري لمنافسة حلف الأطلسي. وقال إن التدريبات التي تجريها منظمة شنغهاي تهدف إلى إتقان أساليب وعمليات مكافحة الإرهاب.