أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الخميس) بأن يتم في العام 2017 تعزيز القوة الضاربة النووية لروسيا لجعلها قادرة على اختراق أي درع مضادة للصواريخ مثل تلك التي تنوي واشنطن نشرها في شرق أوروبا. وقال بوتين خلال اجتماع مع كل مسؤولي الجيش الروسي «يجب تعزيز القدرة العسكرية للقوات النووية الاستراتيجية وقبل كل شيء بمساعدة منظومات صواريخ قادرة على اختراق أي أنظمة دفاعية مضادة للصواريخ القائمة حالياً أو المقبلة»، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الروسية. وأعلن بوتين في حزيران (يونيو) 2015 نشر أكثر من 40 صاروخاً باليستياً عابراً للقارات ضمن القوات النووية قادرة على «اختراق أنظمة الدفاع الجوية الأكثر تطوراً» رداً على المشروع الأميركي لنشر أسلحة ثقيلة في شرق أوروبا. وتخشى روسيا من أن تنشر وزارة الدفاع الأميركية في رومانيا وبولندا عناصر للدرع المضادة للصواريخ التي تعتبر موجهة ضد قدرة الردع النووية الروسية. وتؤكد واشنطن أن هدف الدرع حماية أوروبا من تهديد إيراني محتمل. وقال بوتين «ينبغي التنبه من أي تغير في توازن القوى وفي الوضع السياسي العسكري في العالم ولا سيما على حدود روسيا. وتصحيح خططنا في الوقت المناسب لإزالة التهديدات المحتملة ضد بلادنا». وقال الرئيس الروسي إن تحديث القوات النووية الروسية المؤلفة من قاذفات استراتيجية وصواريخ باليستية عابرة وغواصات نووية أنجز بنسبة 60 في المئة. ولا تتطرق العقيدة الروسية التي تعود إلى كانون الأول (ديسمبر) 2014 إلى إمكان شن «هجوم وقائي» باستخدام رؤوس نووية إذ لا تحتفظ موسكو بحق استخدام ترسانتها إلا في حال تعرضها للعدوان أو تعرض حلفائها للعدوان أو في حال «تهديد وجود الدولة نفسها». واتهم بوتين في حزيران (يونيو) «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) بالسعي إلى جر بلاده إلى سباق «مجنون» للتسلح والإخلال بالتوازن العسكري القائم في أوروبا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. من جهته، اتهم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم الجيش البريطاني بالتصرف مثل قوات هتلر خلال تدريباته العسكرية حيث العدو المفترض يرتدي على حد قوله اللباس العسكري الروسي. ونقلت وكالة أنباء «ريا-نوفوستي» عن الوزير قوله خلال اجتماع مع مسؤولين في الجيوش الروسية بحضور الرئيس فلاديمير بوتين إن «القوات المسلحة البريطانية بدأت تستخدم دبابات روسية واللباس العسكري الروسي لمحاكاة العدو المفترض». وأضاف «استخدمت ألمانيا الفاشية هذا الأسلوب لتدريب القوات المسلحة لآخر مرة» خلال الحرب العالمية الثانية. ودان أيضاً «كثافة» التدريبات العسكرية ل «ناتو» التي تضاعفت على حد قوله في الآونة الأخيرة. وقال «معظم هذه التدريبات لها طابع مناهض لروسيا». وتابع أن الأنشطة الاستخباراتية البحرية والجوية لقوات «الحلف الأطلسي» قرب الحدود الروسية تكثفت أيضاَ بشكل كبير. وأضاف أن «الحلف الأطلسي يعتبر بأن روسيا تطرح تهديداً كبيراً ولا يزال يعزز انتشاره العسكري قرب حدودنا». وقرر «الحلف» في تموز (يوليو) في وارسو نشر أكبر حجم من التعزيزات العسكرية على خاصرته الشرقية منذ نهاية الحرب الباردة قبل ربع قرن. وستنشر أربع كتائب تضم كل واحدة ألف عنصر اعتباراً من مطلع 2017 في بولندا وليتوانيا وإستونيا ولاتفيا. من جهتها نشرت روسيا في تشرين الأول (أكتوبر) صواريخ «إسكندر» القادرة على حمل رؤوس نووية، في كاليننغراد بين بولندا وليتوانيا. وفي نيسان (أبريل) 2014 بعد شهر على ضم روسيا لشبه جزيرة القرم علق «الحلف الأطلسي» كل تعاون عملي مدني وعسكري مع موسكو. ومنذ تموز (يوليو) حرك الجانبان المحادثات في إطار «مجلس الحلف الأطلسي-روسيا» هيئة الحوار التي تم إنشاؤها في 2002 وكانت تجتمع بانتظام حتى 2014 للحفاظ على الحوار السياسي. من جهة ثانية، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين في وقت سابق، أن الحوار مع الولاياتالمتحدة مجمد على معظم المستويات، لكن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ربما يكون له موقف بناء بدرجة أكبر تجاه روسيا. وتابع بيسكوف: «لا نضع نظارات وردية ولا نعيش في أوهام حدوث انطلاقة (في العلاقات)، لكننا نأمل بمنهج بناء بدرجة أكبر».