أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، ان بلاده ستجمد العمل بمعاهدة خفض التسلح التقليدي في أوروبا "الى حين التزام الحلف الأطلسي ناتو بتنفيذها"، مهدداً بالانسحاب منها بالكامل، ما شكل رداً غير مباشر على عدم اتخاذ الأوروبيين موقفاً حاسماً من قضية نشر برنامج الدرع الصاروخية الأميركية في بولندا وتشيخيا، فيما وصفت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قبل لقائها نظرائها في"الناتو"ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في أوسلو، مخاوف موسكو من تأثير الدرع على"التوازن الاستراتيجي"معها بأنها"سخيفة"راجع ص 8. وأكد الرئيس الروسي، في خطابه عن حال الاتحاد أمام البرلمان، ان معاهدة خفض التسلح التقليدي في أوروبا والتي وقعت عام 1990، أنشأت"وضعاً شاذا"ً حرم روسيا من نشر قواتها على أراضيها خصوصاً في المناطق الغربية،"في وقت يواصل آخرون نشر قواتهم حولنا، ويسعون الى تحقيق تفوق ونشر درع صاروخية على حدودنا". وأشار الرئيس الروسي الى أن مشكلة نشر الدرع الصاروخية الأميركية ليست روسية - أميركية،"بل أوروبية بالدرجة الأولى"، داعياً الى مناقشتها داخل المفوضية الأوروبية التي انتقد تركيزها على البحث عن السلبيات في الفضاء السوفياتي السابق". ودعا بوتين"الأطلسي"الى تطبيق التزاماته الخاصة ببنود معاهدة الأسلحة التقليدية على صعيد نشر الجانبين أقل من 20 ألف دبابة و20 ألف قطعة مدفعية و30 ألف مدرعة و6800 طائرة مقاتلة وألفي مروحية مقاتلة في المنطقة بين المحيط الأطلسي وجبال الأورال. لكن الأمين العام للحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر، طالب بتفسير عاجل لدعوة بوتين"اذ من المهم تصديق روسيا على المعاهدة المعدلة التي وقعت في اسطنبول عام 1999، وتطبيقها بند سحب قواتها من جورجيا ومولدوفا قبل تصديق دول الحلف على المعاهدة". وفيما حذر بوتين من"التدخل الأجنبي"في شؤون روسيا، انتقد الولاياتالمتحدة من دون ان يسميها بقوله إن"البعض يستخدم عبارات ديموقراطية بهدف إعادتنا إلى الماضي الذي شهد نهب ثرواتنا وحرماننا من استقلالنا الاقتصادي والسياسي". في المقابل أ ف ب، رويترز ، أعلنت رايس أن زعم موسكو نشر بلادها 10 صواريخ اعتراضية في بولندا ورادارات في تشيخيا سيؤثر في"التوازن الاستراتيجي"بين البلدين"سخيف". وأكدت استعداد واشنطن لتبديد مخاوف موسكو من المشروع، مطالبة ب"تقويم الوضع بواقعية على صعيد"عدم إمكان وقف بضعة صواريخ البرنامج الاستراتيجي النووي لروسيا التي تملك آلاف الصواريخ". وفي زلة لسان، تحدثت وزيرة الخارجية الأميركية عن الترسانة النووية"السوفياتية"لحض روسيا على التخلي عن فكرة الحرب الباردة، لكنها أكدت رغبة بلادها في استمرار المحادثات مع المسؤولين الروس"لإزالة الغموض"عن الخطة، تمهيداً لموافقتهم عليها الى جانب حلفائنا الأوروبيين.