سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العبسي يحمل على ناكثي الوعود وشكوك لمقربين من بن لادن في دور "ضباط الارتباط" . "فتح الإسلام" بدأ في نيسان الإعداد لإمارته "الشمالية" ومجموعة من "القاعدة" تعهدت دعمه لكنها عدلت
أكدت مصادر لبنانية وأخرى فلسطينية ان جملة من العوامل السياسية والأمنية أدت الى وضع اليد على المخطط الانقلابي الذي أعده تنظيم"فتح الإسلام"وحمل اسم"العملية الرقم 755"، ومنعته من تنفيذه. وهو كان يقضي بإعلان التنظيم إمارته الإسلامية في طرابلس وبعض مناطق الشمال مستفيداً من مجموعات تنتمي الى تنظيم"القاعدة"بزعامة أسامة بن لادن كانت لجأت الى لبنان من العراق من طريق سورية تعهدت له تنفيذ تفجيرات في مناطق متعددة من بيروت وخارجها تتزامن مع إحكام شاكر العبسي ابو حسين سيطرته على بقعة جغرافية في محافظة الشمال يعلن إمارته عليها. وكشفت المصادر نفسها لپ"الحياة"ان تفجير العبوتين في حافلتين لنقل الركاب في بلدة عين علق في المتن الشمالي في شباط فبراير الماضي لم يكن حادثاً أمنياً عابراً وإنما جاء في سياق إرباك الوضع الأمني وتهديد الاستقرار العام في لبنان، وقالت ان إلقاء القبض على الفاعلين سبب انتكاسة لمخطط العبسي الذي كان صارح محازبيه من جنسيات عربية متعددة بأن مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين يضيق بطموحاته وأنه لا بد من التمدد منه باتجاه مناطق لبنانية أخرى وتحديداً في الشمال لاعتقاده بأن التربة السياسية فيه مواتية وأن مشروعه سيلقى كل الدعم من"الخلايا النائمة"في أكثر من منطقة شمالية. اكتشاف المخطط ولفتت هذه المصادر الى ان الملاحقة الأمنية والاستخبارية اللبنانية لتحرك عناصر"فتح الإسلام"، خصوصاً خارج نطاق نهر البارد، أتاحت للأجهزة الأمنية اكتشاف مخطط العبسي وأبعاده، ما مكنها من وضع اليد على العناصر الرئيسة للانقلاب. وأكدت المصادر ان رصد تحرك"فتح الإسلام"خارج نهر البارد بدأ في النصف الثاني من نيسان ابريل الماضي وهذا ما دفع مسؤولين أساسيين في"القاعدة"الى"التفكير في مغادرة الساحة اللبنانية خوفاً من اختراق الأجهزة الأمنية لپ"فتح الإسلام"من خلال كوادر أساسية فيه، خصوصاً بعدما بدأوا يضعون علامة استفهام كبيرة حول"ناشطين"في التنظيم تربطهم علاقات جيدة بالعبسي من جهة وبأطراف إقليميين فاعلين من جهة ثانية وبعضهم أخذ على عاتقه مهمة تسهيل انتقال"المجاهدين"الى لبنان، أو تذليل العقبات التي يمكن ان تعترض خروجهم. وأضافت المصادر ان العبسي تفاهم مع المجموعات التي تردد انها تابعة لپ"القاعدة"على كيفية توزيع الأدوار على ان يتولى السيطرة على طرابلس ومناطق في الشمال في مقابل تنفيذها عمليات أمنية مدروسة تتجاوز بعض المقار الأمنية والعسكرية الرئيسة الى استهداف مقار دولية وإقليمية في مقدمها المكاتب التابعة للأمم المتحدة في محلة بئر حسن في الضاحية الجنوبية لبيروت بالتزامن مع خطة لاغتيال مسؤولين لبنانيين وشخصية روحية بارزة، فضلت هذه المصادر عدم ذكر اسمها. وأكدت المصادر ان الشكوك التي أثارتها المجموعات التابعة لپ"القاعدة"حول دور لافت لأحد العملاء المزدوجين الذي كان يتنقل بحرية بين الشمال والداخل السوري تحت عنوان انه مكلف متابعة مهمة تسفير من يؤد التعرف عن كثب إلى الأدبيات"الجهادية"لپ"فتح الإسلام"كانت وراء اضطرار اثنين من مسؤولي"القاعدة"الى مغادرة لبنان، الأول سعودي يدعى عبدالرحمن عبدالله اليحيا وملقب بپ"طلحة"كانت أوقفته السلطات السورية بالتواطؤ مع احد ضباط"فتح الإسلام"الذي أشيع انه موقوف حالياً لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية. اما الثاني فيحمل الجنسية الأردنية ويحمل لقب ابو عبدالرحمن الأفغاني، وتردد بأنه لجأ مجدداً الى العراق بعد ان أمضى فترة في لبنان. معلومات ووثائق وكشفت المصادر عن وضع الأجهزة الأمنية اللبنانية يدها على معلومات ووثائق وُجدت في أقراص مدمجة تحوي تفاصيل عن خطة"فتح الإسلام"، إضافة إلى إلقاء القبض على شخص تردد ايضاً انه أمّن استئجار ملجأ في بناية في طرابلس أودع فيه أكثر من 450 كيلوغراماً هي عبارة عن عينة من المساحيق المستخدمة لصنع المتفجرات والعبوات الناسفة كان استحضرها"التنظيم"من احد المصانع السورية في حلب مخصص لصنع الأسمدة والمواد الكيماوية. ورداً على سؤال أوضحت المصادر ان المساحيق هي كناية عن نيترات الألومنيوم ونيترات الأمونيوم التي تُعجن عادة بمادة متفجرة من نوع س-4 تمهيداً لاستخدامها في صنع العبوات والألغام والمتفجرات والقنابل اليدوية الصنع. وتابعت المصادر ان عناصر من"فتح الإسلام"كُلّفوا البحث عن مرأب في طرابلس لاستخدامه في تجهيز السيارات للتفجير، لافتة ايضاً الى ان الأجهزة الأمنية كانت التقطت إشارات قبل بدء قوى الأمن دهم أحياء المئتين والزاهرية والمحجر الصحي في طرابلس تحدثت عن إعطاء الضوء الأخضر لمجموعات في التنظيم للبدء بالهجوم وخصوصاً ضد وحدات الجيش المنتشرة حول محيط مخيم نهر البارد. وتحدثت المصادر عن مقتل سعودي يعتقد انه من"القاعدة"في المعارك التي دارت في منطقة المحجر الصحي المجاور لمرفأ طرابلس يدعى صالح الهندي وملقب بپ"أبو ريتاج"، اضافة الى مقتل الرأس المدبّر لجريمة عين علق السوري"ابو يزن"في معارك حي المئتين وكذلك مقتل شريكه فيها السوري"بومدين"في معارك نهر البارد. وإذ تحدثت المصادر عن وجود تطابق في الاعترافات الأولية للموقوفين لدى الأجهزة الأمنية، وبعضهم احيل على القضاء العسكري للتحقيق معه بعدما ادعى عليهم مفوض الحكومة لدى المحكمة القاضي جان فهد، أكد شهود عيان في نهر البارد لپ"الحياة"أن العبسي والقائد العسكري لپ"فتح الإسلام"شهاب القدور الملقب ب"أبو هريرة"اخذا اخيراً وفي لقاء ضمهما وعدداً من الكوادر الرئيسة في التنظيم يوجهان الشتائم والتهديدات الى المسؤولين عن"الخلايا النائمة"الذين"لم يحسنوا"التصرف أثناء الاشتباكات في البارد وطرابلس، إذ لاذوا بالصمت ولم يحركوا ساكناً خلافاً للتعهدات التي كانوا قطعوها على أنفسهم بالتحرك في الوقت المناسب لنصرة أخوتهم"المجاهدين". كما كشف هؤلاء الشهود ان العبسي وپ"ابو هريرة"وجها تهديدات الى جهات رفضوا الإفصاح عنها محملين إياها مسؤولية عدم التزامها تعهداتها والتراجع عن توفير الدعم اللوجستي والسياسي الذي كانت أخذته على عاتقها. وأكد الشهود ان"فتح الإسلام"أعاد تجميع صفوفه بعد الضربة القاسية التي لحقت به في طرابلس استعداداً للدخول في مواجهة مفتوحة مع الجيش اللبناني في ضوء عدم استجابة العبسي للمحاولات التي قام بها الوجهاء وأعضاء اللجان الشعبية في مخيم نهر البارد لدفعه الى التسليم بالشروط اللبنانية. الحسابات الخاطئة ولاحظ الشهود ان العبسي راح يتصرف كمن اصطدم بحائط مسدود وبات امام خيارين لا ثالث لهما،"الشهادة"أو"الانتصار"بعدما وقع ضحية حسابات خاطئة ووعود وهمية وتقديرات سياسية وأمنية لم تكن في محلها وأبرزها انه قادر على فرض أمر واقع في بعض مناطق الشمال انطلاقاً من البارد بناء على اعتقاد خاطئ بأنه لن يلقى مقاومة لمشروعه من جانب الجيش اللبناني نظراً الى عدم توافر غطاء سياسي لبناني كاف، وهو ما تبين عدم مطابقته للواقع. وأشار هؤلاء الى ان العبسي ومن معه من مرشدين روحيين أبرزهم نعيم تيسير الغالي الملقب ب"ابو رياض"الذي قتل اخيراً في البارد وكان لجأ إليه من مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين القريب من صيدا، هرباً من ملاحقة حركة"فتح"وقعوا في سوء تقدير لدور الأخير وأهميته في"تنوير""المجاهدين"وبث الروح الجهادية فيهم! وكشف الشهود ان"أبو رياض"انتقل الى مخيم عين الحلوة قبل لجوئه الى نهر البارد منذ اشهر، وأنه اضطر الى مغادرة صيدا تحت ضغط ملاحقة"فتح"له بعد انضمامه الى"جند الشام". وتابعوا ان"أبو رياض"تتلمذ على يد المرشد الروحي الأول في"فتح الإسلام"ويدعى خالد الآغا وهو جزائري قتله أخيراً الجيش الأميركي عند الحدود السورية - العراقية. اما لماذا اختار العبسي مخيم نهر البارد وبعض مواقع الشمال ساحة لإمارته الموعودة، من دون ان يفكر بالتمدد الى مناطق أخرى، فلأن، كما تقول أوساط لبنانية وفلسطينية وثيقة الصلة بمجريات الأحداث الحالية في الشمال لپ"الحياة"، هناك اعتبارات تتعلق بالكثافة الكبيرة للطائفة السنية، اعتقاداً منه بأن انقلابه سيلقى ترحيباً من محيط نهر البارد فيما تمدده خارج الشمال باتجاه مناطق أخرى وخصوصاً مخيمات بيروت والضاحية الجنوبية والجنوب سيلقى مواجهة سياسية وأمنية من شأنها ان تقضي على طموحاته في المهد. ومن أبرز الموانع: - ان العبسي كان سيواجه مشكلة صعبة في حال اضطر الى التمدد، سواء إلى مخيم شاتيلا في بيروت القريب من الضاحية الجنوبية أم إلى مخيم برج البراجنة الواقع في وسطها، نظراً الى انه سيلقى مقاومة من القوتين الشيعيتين حركة"أمل"وپ"حزب الله"اللتين لن تسمحا بأن تنتقل المعارك الى قلبها. - ان مجرد التفكير بتحريك"الجبهة الشعبية ? القيادة العامة"، بزعامة أحمد جبريل من خلال القاعدة التابعة لها في بلدة الناعمة القريبة من مطار رفيق الحريري والواقعة على الطريق الساحلي الذي يربط بيروت بالجنوب عبر الشوف سيلقى رداً قاسياً، إضافة الى ما سيترتب عليه من مضاعفات سياسية من الأكثرية والمعارضة إذ سيكون زعيم"التيار الوطني الحر"العماد ميشال عون مضطراً إلى رفع الصوت عالياً لتوفير الحماية لهذه المنطقة التي تحتضن وجوداً مسيحياً. - ان نقل المعركة إلى مخيم عين الحلوة في صيدا سيدفع كل القوى إلى التضافر ضد"فتح الإسلام"إضافة إلى موانع رئيسة سواء لجهة عدم قدرته على التحرك فيه بسبب الوجود الفاعل لحركة فتح أم لناحية عدم السماح بإقفال طريق بيروت ? الجنوب. لذلك قرر العبسي كما تقول الأوساط عينها، ان يرتضي بالحدود الجغرافية لإمارته، في ظل وجود خطوط حمر تمنعه من الدخول في مغامرة عسكرية ستنقلب عليه، لا سيما ان التلويح بنقل المعركة لاحقاً إلى الجنوب في مواجهة القوات الدولية يبقى في إطار التهويل بسبب إصرار"حزب الله"وحركة"أمل"على منع التعرض لها، خصوصاً ان التعاون حالياً قائم على قدم وساق لحماية الوجود الدولي وعدم العودة بالجنوب إلى الوراء.