اعتبر الفلسطينيون في قطاع غزة امس ان تعيين رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مبعوثا خاصا للجنة الرباعية الدولية الخاصة بعملية السلام في الشرق الاوسط،"لن يغير"شيئا لصالح الفلسطينيين بل سيخدم المصالح الاسرائيلية وسيضيق الخناق على حركة"حماس". وكانت حركة"حماس"اعلنت رفضها تعيين بلير الذي اعتبرته"شخصا غير مرغوب فيه فلسطينيا". وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم لوكالة"فرانس برس"ان"صوت بلير هو لصالح المشروع الصهيوني - الاميركي، ولا يصلح بين ليلة وضحاها ان يكون رجل سلام". واعتبر ان بلير"سيقوم بكل شيء للاحتلال ولن يفعل اي شيء لصالح الشعب الفلسطيني". وختم:"لم نجده يوما يدافع عن الشعب الفلسطيني". وفي استطلاع لأراء الشارع الغزي، قالت علا الحلو 24 عاما:" كل ما يحدث هو لخدمة مصالح اسرائيل، ومن الممكن ان يكون تعيين بلير مخططا لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة لانهم قطعوا اي اتصال بين الضفة وغزة". ولم تبد هذه الفتاة وهي موظفة في مؤسسة نسائية في مدينة غزة اي تفاؤل"من حدوث اي اتفاقات بين حماس وبلير لأن عقلية بلير تختلف عن عقلية حماس، الا اذا تنازلت حماس... وتفاوضت معه". كما شكك وليد حجاج 35 عاما وهو تاجر في غزة، في امكان مساعدة بلير للفلسطينيين في اقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل، وقال ان"بريطانيا هي التي جاءت بالاحتلال الاسرائيلي وانشأت لهم اليهود وطنا قوميا وعد بلفور، فهل ستعمل للفلسطينيين دولة في بلدهم". واضاف:"عندما كان بلير رئيسا للوزراء في بريطانيا لم يفعل شيئا، ولا اعتقد انه سيفعل الآن اي شيء، وهو لن يغير في السياسة، ونحن لا نريد قرارات جديدة، ونكتفي بتنفيذ القرارات القديمة". ورأى أن"قرار تعيين بلير هو قرار تضييق على حماس وليس على الشعب"الذي"عاش في فترة غيبوبة سابقا، ولا يدري بما يحدث من حوله والا لما وصلنا الى هذه المرحلة". لكن هذا التاجر الذي اعرب عن تخوفه من مستقبل"مجهول"، عبر عن امله في ان يساعد بلير الشعب الفلسطيني و"ان يكون عنصرا فاعلا يخدم جميع الاطراف". واضاف:"الحل الحقيقي للصراع هو ان تعترف حماس بإسرائيل لأنها دولة قوية ذات اقتصاد قوي وقوة عسكرية، لكن في المقابل على اسرائيل ان تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني". وتسود قطاع غزة حالة من الخوف والترقب ازاء المرحلة المقبلة، خصوصا بعد سيطرة"حماس"على القطاع في 15 الجاري، واحكام اسرائيل اغلاق المعابر والمنافذ بينها وبين القطاع، اضافة الى اغلاق معبر رفح الحدودي مع مصر، وهو المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة على الخارج. ورأى الطبيب منذر 32 عاما ان"فرصة بلير كانت في السابق في انتهاج سياسة عالمية لبريطانيا ولم يفعل شيئا، وهو الآن لن يؤثر على اي شيء لانه لن يتعامل مع حماس الا بموافقة الحكومة الاميركية". واضاف ان خطة الرباعية"لن تتغير والاشخاص والوجوه لن تتغير... واعتقد اننا لن نلمس اي تغيير بعد تعيين بلير. لكن من الممكن ان تحدث مفاوضات من تحت الطاولة مع حماس، وسيقوم بلير بابتزازها حماس وتضييق الخناق عليها، والاجتياح الاسرائيلي بالامس كان اشارة لحماس". وقال معمر لولو 32 عاما الذي يعمل في مكتب عقارات:"لا اعتقد ان وجود بلير سيساعد القضية الفلسطينية لانه لم يساهم في السابق في مساعدة الشعب الفلسطيني عندما كان رئيسا لوزراء بريطانيا". واضاف:"من الممكن ان يخدم السكان في الضفة على اساس انهم يتبعون لحكومة الطوارئ التابعة للرئيس محمود عباس التي تعترف بها اللجنة الرباعية، لكن ليس السكان في قطاع غزة لانهم تحت سيطرة حماس ولن يلمسوا اي تغيير". لكنه اعتبر انه لا يمكن للرباعية ان تتخلى بالكامل عن الفلسطينيين في قطاع غزة، وقال:"ممكن ان يواصلوا المساعدات الانسانية للقطاع عن طريق مؤسسات دولية، وهذا ما نتمنى من بلير ان يفعله".