اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان بلاده مستعدة "لتثبت للولايات المتحدة عدم وجود خطر من جانب ايران". وزاد ان محادثات موسكو مع واشنطن حول هذا الملف مستمرة و"نحن نأمل في تحقيق تقدم على هذا الصعيد". وقال لافروف خلال مقابلة تلفزيونية امس، ان الاميركيين يصرون على ان هذا الخطر واقعي الايراني و"نحن مستعدون لأن نقدم لهم اثباتات، منها معطيات محطة الرادار، ان المخاوف على هذا الصعيد لا اساس لها". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح على الولاياتالمتحدة التعاون في تأسيس نظام مراقبة بالاعتماد على محطة رادار روسية في الاراضي الاذربيجانية، كبديل عن خطة واشنطن نشر منظومة درع صاروخية في بولندا وتشيخيا، معتبراً ان هذا الحل كفيل بإزالة مخاوف اوروبا والولاياتالمتحدة مما يوصف بأنه"خطر صاروخي ايراني". لكن واشنطن تعاملت بتحفظ مع الاقتراح، وعلى رغم اعلانها انها ستدرسه بجدية، فإن مصادر في الادارة الاميركية اعتبرت انه"سيكون مكملاً للمشروع الاميركي وليس بديلاً منه"، وهو ما اثار استياء الجانب الروسي. واعتبر لافروف الخميس ان رفض واشنطن الاقتراح الروسي سيثير الشكوك في الأسباب الحقيقية لنشر عناصر من المنظومة الأميركية للدفاع المضاد للصورايخ في أوروبا. وزاد ان عدم تجاوب الاميركيين"يعزز إيماننا بأن الحديث لا يدور عن التهديدات من جانب إيران وإنما ما يجري في الواقع هو اقامة مرحلة ثالثة من منظومة الرادارات والردع الصاروخي الاميركي هذه المرة في اوروبا"، في اشارة الى منطقتي الاسكا وكاليفورنيا حيث تنشر واشنطن شبكات رادار وأنظمة دفاع صاروخية يرى الروس انها تشكل جزءاً من طوق تسعى الولاياتالمتحدة الى احكامه حول روسيا. وفي وقت تعتزم الولاياتالمتحدة اجراء محادثات مع بولندا الاسبوع المقبل، في شأن التحضير لنشر الدرع الصاروخية على اراضيها، اكد دانيل فرايد مساعد وزيرة الخارجية الاميركية أن واشنطن متمسكة بنشر المنظومة في بولندا وتشيخيا. لكن فرايد رأى ان البديل الذي اقترحه بوتين يستحق الدراسة. وقال خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي:"نجد اقتراح الرئيس بوتين مثيراً للفضول والاهتمام بدرجة كبيرة."وذكر ان واشنطن طلبت رسمياً من موسكو اجراء مناقشات في هذا الشأن لمعرفة التفاصيل.