دعي ناخبو الكونغو - برازافيل إلى التوجه الى مراكز الاقترع الاحد المقبل، للمشاركة في الجولة الاولى من الانتخابات الاشتراعية التي اثار تنظيمها انتقادات شديدة في المعارضة ويتوقع ان تنبثق منها غالبية مطلقة لمعسكر الرئيس دنيس ساسو نغيسو. ودعي حوالى مليوني ناخب لاختيار 137 نائباً في البرلمان من بين 1044 مرشحاً. وفي مواجهة حزب العمل الكونغولي المهيمن بزعامة رئيس الجمهورية والذي كان له 115 نائباً في البرلمان المنتهية ولايته، تخوض المعارضة هذه الانتخابات وهي في حال تشتت. وندد البعض ب"مهزلة انتخابية"، داعين الى مقاطعة لا يتوقع ان يكون لها وقع كبير. لكن ديبلوماسياً غربياً اعتبرها"مجموعة من الاحزاب الصغيرة التي تحدث ضجيجاً"من دون ان تكون لها شعبية حقيقية. وعلى رغم تحفظات عن شفافية الانتخابات، يشارك في الانتخابات خصوم رئيسيون للنظام الحالي، مثل الاتحاد الافريقي للديموقراطية الاجتماعية بزعامة الرئيس السابق بسكال ليسوبا الذي اطاحه ساسو نغيسو عام 1997، واتحاد الديموقراطية والجمهورية بزعامة رئيس الوزراء السابق اندري ميلونغو. وانضم الى ساسو نغيسو عدوه السابق خلال الحرب الاهلية عام 1997، زعيم الحركة الكونغولية للديموقراطية والتنمية الكاملة برنار كوليلاس الذي عاد من منفاه في نهاية 2005، وذلك اثر اتفاق ابرم في نيسان ابريل الماضي. وأوضح احد ناشطي الجمعيات الاهلية في الكونغو ان"طبقة التسعينات السياسية تحرص على المشاركة لئلا تهمش"، مؤكداً ان"مشكلة حزب كوليلاس هي استعادة موقعه عندما كان عام 1992 ثاني قوة برلمانية". ويتمثل الهدف الاساس لعمدة برازافيل السابق في استعادة معقله في منطقة بول جنوب شرق حيث لم يتسن اجراء انتخابات في ثماني دوائر عام 2002 بسبب معارك اندلعت بين الجيش الكونغولي ومتمردي"النينجا"بزعامة القس فريدريك بتسانغو الملقب"نتومي". وانتقد هذا الاخير الذي وقع اتفاق سلام عام 2003 وتحولت حركته المتمردة الى حزب مطلع 2007، تنظيم الانتخابات، ويتردد في المشاركة فيها. غير انه لا يتوقع ان يؤثر ذلك سلباً في تنظيم انتخابات في منطقة بول. ويستبعد الجميع هزيمة الحزب الرئاسي في الانتخابات التي يتمثل رهانها الاساسي في تشكيل الغالبية الرئاسية المقبلة. والى جانب حزب العمل الكونغولي المنقسم بين"محافظين"و"مجددين"، انبثقت حديثاً تشكيلات صغيرة يسيطر عليها اقارب او مقربون من رئيس الدولة، قدمت العديد من المرشحين. ورجح الديبلوماسي ان"يؤثر صعود الاحزاب الصغيرة في حزب العمل الكونغولي الذي يواجه باروناته منافسة قوية"، مضيفاً ان"الغالبية غير متجانسة"و"يجب ان يتحلى الرئيس بمهارة كافية اذا اراد المحافظة على التوازنات". واعتبر مراقب كونغولي ان"مصلحة الرئيس تتمثل في التخلص من الطبقة السياسية القديمة وتشجيع الشبان"، مؤكداً ان"حزب العمل الكونغولي لم يعد يتمتع بشعبية وان ساسو نغيسو ينتظر الانتخابات الرئاسية المتوقعة عام 2009. فاذا نجح في اعادة ترتيب الطبقة السياسية فإن الطريق سيفتح امامه".