يعتبر لحم الدجاج من الأغذية المفضلة لدى الناس، وفي الطب القديم، قيل عن هذا اللحم بأنه يغذي الدماغ، ويصفي الدم. أما مرقه فيقوي البدن، ويصلح المزاج، ويعدّل الأبدان العليلة، وينفع لالتهاب الامعاء، ويلطف وجع المفاصل، ويفيد في قروح المعدة. أما في الطب الحديث فقد صنف لحم الدجاج بأنه مصدر جيد للبروتينات التي تمثل عصب الحياة، وبأنها من النوع الكامل الذي يحتوي على كل الأحماض الأمينية اللازمة للإنسان بما فيها الأحماض الاساسية التي لا يستطيع الجسم تركيبها وحده. ويعتبر لحم الدجاج من دون الجلد مصدراً قليل الطاقة، ولهذا يمكن اضافته بسهولة الى قوائم التخسيس. والدجاج غني بالفيتامين ب3، لا بل انه الغذاء الأكثر غنى به، فنصف صدر من لحم الدجاج، يؤمن للشخص ما يلزمه من هذا الفيتامين، الذي يلعب دوراً اساسياً في استقلاب الدهنيات والبروتينات والسكريات، إذ يشارك في الآلية التي تعمل على تفكيكها من أجل استخراج الطاقة اللازمة للجسم. ومن خصائص الفيتامين ب 3 انه ثابت لا يتأثر بالضوء ولا بالحرارة ولا بالأوساط القلوية ولا بالرطوبة ولا بالأكسدة. والى جانب الفيتامين ب 3، هناك الفيتامينات ب 5 وب 6 وب 12، فالأول يساعد في عملية صنع الأدهان والنواقل العصبية والستيرويئيدات وهيموغلوبين الدم إضافة الى انه أحد المكونات الأساسية لمعامل الأنزيم A الذي يستخلص الطاقة من الشحميات والسكريات. اما الفيتامين ب6 فيسهم في صنع كريات الدم الحمراء والناقل العصبي المشهور السيروتونين الذي يتحكم بمزاج الشخص وبسلوكه. وفي ما يخص الفيتامين ب12 فهو يقوم بوظائف كثيرة، من أهمها تجديد الخلايا وصيانة النسيج العصبي. ولحم الدجاج غني بمعدن السيلينيوم الذي يعمل بالتعاضد مع أنزيم لا غلوتاتيون بروكسيداز"والفيتامين E لتشكيل جبهة ردع في وجه الجذور الكيماوية الحرة، التي تحاول زرع الخراب في خلايا الجسم وأعضائه، وأشارت دراسات حديثة الى دور معدن السلينيوم في الوقاية من السرطان والأمراض القلبية الوعائية. ويحتل لحم الدجاج المرتبة الأولى على لائحة طعام المرضى والناقهين، لأنه سهل الهضم، طيب ولذيذ ويبعث على الشهية. أما عن حساء الدجاج فحدث ولا حرج، فهو يتمتع بمكانة خاصة في مقاومة عوارض البرد والرشح والتهابات الطرق التنفسية العليا. وأفادت أبحاث بأن حساء الدجاج يحتوي على عناصر مهمة في إجهاض العوامل الممرضة التي داهمت الجسم. يبقى ان جلد الدجاج يحتوي على الدهن بمقدار 4 أضعاف ما يحتويه لحم الدجاج، وان هذا الدهن لا يعبر الى اللحم أثناء عملية الطهو، على عكس ما يتوهم البعض، وان بروتينات الدجاج تضاهي بروتينات لحم البقر والغنم من حيث النوع والكم.