يصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى إسبانيا اليوم في مستهل جولة أوروبية تقوده إلى فرنسا وبولندا، تلبية لدعوات رسمية من قادتها. وقال مسؤولون سعوديون وإسبان إن الملك عبدالله سيجري محادثات شاملة مع العاهل الاسباني خوان كارلوس، ورئيس الحكومة خوسيه لويس ثاباتيرو. وأشاروا إلى أن المحادثات ستتركز على العلاقات الثنائية وقضايا منطقة الشرق الاوسط والشؤون الدولية، وفي مقدمها الحرب على الإرهاب، وسيشهد العاهلان السعودي والاسباني توقيع اتفاقات عدة بين حكومتي البلدين، في القضاء والاقتصاد ومنع الازدواج الضريبي. واعتبر سفير الرياض لدى مدريد الأمير سعود بن نايف أن علاقات البلدين"في أفضل حالاتها"، لكنه أكد الرغبة في توطيدها بقدر أكبر، خصوصاً في المجال الاقتصادي. وهذه الجولة الاوروبية هي الاولى للملك عبدالله منذ توليه الحكم قبل عامين. وكانت أولى جولاته الخارجية العام الماضي شملت البلدان الواعدة اقتصاديا في آسيا. وسيحمل الملك السعودي معه هموم العرب وقضايا المسلمين، إضافة إلى ملف حماية إمدادات الطاقة وتطوير أسواقها، بما يتوافق مع الظروف الأمنية الدولية حالياً وتطورات المستقبل. ويصل الملك عبدالله إلى العاصمة الفرنسية باريس الخميس المقبل للقاء القادة الفرنسيين، عشية تبلور المبادرة الفرنسية لجمع القوى اللبنانية الى طاولة حوار وطني، أملاً في انهاء التوتر السياسي المتفاقم في لبنان. وكانت الرياض قدمت اقتراحات إلى باريس الأسبوع الماضي تتعلق بالمبادرة الفرنسية تجاه هذا البلد. ويصل خادم الحرمين الأحد المقبل إلى بولندا في زيارة تستغرق يومين تلبية لدعوة من الرئيس ليخ كازينسكي. وقال سفير مدريد لدى الرياض مانويل آلابارت إن علاقات تاريخية تربط بلاده بالسعودية"ولا شك في أنها ستزيد قوة بزيارة خادم الحرمين الشريفين". وأشار إلى القضايا السياسية البارزة التي يُتوقع أن يبحثها الملك عبدالله مع قيادات مملكة اسبانيا. وأبدى آلابارت حرص بلاده على تفعيل"صندوق الاستثمار المشترك"بين البلدين، الذي أُعلن تأسيسه على هامش زيارة الملك خوان كارلوس للسعودية في نيسان أبريل 2006. واعتبر أن البلدين يواجهان عدواً مشتركاً يتمثل في"الاعتداءات الإرهابية"، منوهاً بالتعاون"الوثيق"بين سلطات البلدين في مواجهته. ويميل ميزان التبادل التجاري لمصلحة الرياض بما يتجاوز 4 بلايين دولار، فيما تبلغ قيمة الصادرات الإسبانية إلى السوق السعودية حوالي بليون دولار. من جهة ثانية، أعلن نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، عن إنشاء كلية حرب في السعودية تبدأ عملها العام المقبل، وستعلن تفاصيل إنشائها خلال شهرين، بعد اعتمادها من الملك عبدالله. كما أعلن الأمير سلطان خلال رعايته حفلة تخريج 249 طالباً من الدورة 33 في كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة في الرياض أمس، عن إنشاء كلية فنية تساعد في تدريب منسوبي القوات المسلحة في السعودية للدراسة في الداخل بدلاً من ابتعاثهم للخارج. وأكد ان القبول في النظام العسكري السعودي من الدول العربية والإسلامية والصديقة سيستمر في كلية القيادة والأركان، في حال وجود مقاعد شاغرة.