طالب المخرج محمد عزيزية الفنانة يسرا بالتفرغ في شكل كامل طيلة الشهور الثلاثة المقبلة لتصوير دورها في مسلسل"قضية رأي عام"، من تأليف محسن الجلاد. وناشدها عدم الارتباط بأي أعمال فنية أخرى كي يدرج المسلسل الذي يخوض من خلاله أولى تجاربه الإخراجية في مصر، على خريطة رمضان المقبل. وأصر على بدء التصوير في غياب يسرا، التي سافرت الى الولاياتالمتحدة للمشاركة في مهرجان"سان فرانسيسكو السينمائي الدولي"عن فيلم"عمارة يعقوبيان"، حيث ألقت بعض المحاضرات عن السينما المصرية، كما أنجزت بعض الأعمال بصفتها سفيرة للنيات الحسنة للبرنامج الإنمائي في الأممالمتحدة. وتؤكد يسرا لپ"الحياة"أن"فكرة"قضية رأي عام"مؤلفة من 30 حلقة بموازنة تبلغ 14 مليون جنيه، جديدة تماماً، إذ لم يسبق لأي عمل تلفزيوني طرحها من قبل. وتدور حول ارتفاع معدل جرائم اغتصاب الفتيات في مصر في الأعوام الأخيرة، في اسلوب يدين تعامل المجتمع مع المغتصبة. من هنا هدف المسلسل فضح مجرمي الاغتصاب في مصر، وهي مهمة ليست سهلة على الاطلاق". وتتحدث يسرا عن دورها في هذا العمل، وتقول:"أجسد شخصية الدكتورة عبلة التي تعمل في مركز طبي لعلاج السيدات اللواتي يتعرضن للاغتصاب. وسيشكل هذا العمل مفاجأة للجمهور عند عرضه على شاشة رمضان المقبل، لتطرقه الى ظاهرة الاغتصاب، خصوصاً بوجود احصاءات تشير إلى أن 99 في المئة من حوادث الاغتصاب تتم تحت تأثير المخدر، وأن 93 في المئة من المغتصبات لا يبلّغن عن هذه الجرائم خوفاً من الفضيحة". وعن غيابها منذ عامين عن الدراما المصرية تجيب:"لم أغب الموسم الماضي، إذ حللت ضيفة شرف على مسلسل"لحظات حرجة"مع المخرج شريف عرفة ومجموعة كبيرة من النجوم. وعلى رغم أنني لم أجسد دور البطولة إلا أنني أعتز بهذه التجربة كثيراً. وفي الوقت ذاته لن أقبل ان أظهر على جمهوري الذي منحني ثقتة بعمل لمجرد التواجد، وهذا ما جعلني أقدم مسلسل"قضية رأي عام"الذي أراهن أنه مرحلة مهمة في حياتي الفنية". وتضيف:"ابتعادي أحياناً ليس مرده عدم حبي للتمثيل، ولكن ثمة مرحلة تتوقف فيها للبحث عن نص جيد. والفنان الموهوب لا يفقد حساسية التعامل مع الكاميرا مهما طالت فترات غيابه عنها، وإن كنت أشعر أنني مع كل عمل جديد كأنني أمثل للمرة الاولى، إذ أسعى لإبراز أفضل ما عندي من طاقات وإمكانات، حتى أشعر بالرضا عما قدمته. ولا شك أنني أشعر بأن الكاميرا"وحشتني"عندما تطول فترة غيابي عنها لأنني أحب شغلي جداً وأعيش حياتي من أجله". وترفض يسرا التحدث عن الاجر الذي تتقاضاه لقاء هذا العمل، والذي قيل أنه بلغ 2.5 مليون جنيه، وتقول:"اولاً الأجر مسألة شخصية بين الفنان والمنتج، ولن يفيد أحد معرفته. كما أن المسألة تخضع للعرض والطلب. وأطالب الجميع بألا يشغلوا انفسهم بتلك الأمور". وتبدي سعادتها باختيارها أخيراً، سفيرة للبيئة من جانب مهرجان"النيل الدولي للبيئة"، وتقول:"انا فخورة بهذا الاختيار. فمن المهم أن نهتم بالبيئة وأن نقلل من الملوثات حتى ننعم بجو صحي. وسأساهم مع جميع القائمين على التجربة في توعية الناس بأخطار التلوث". وتشير الى مشاركتها في بطولة فيلم"قلب الاسد"اسم مبدئي الذي يكتبه حاليا مدحت العدل، ومرشح لبطولته أحمد السقا ومجموعة كبيرة من النجوم". ورداً على سؤال حول خلافها مع الفنانة نبيلة عبيد، تقول:"ليس لدي الوقت لكي أتشاجر أو أختلف كل يوم مع زميلة لي في الوسط الفني. وإذا كان يتهيأ لنبيلة وجود خلافات بيننا، فهذه محض أوهام، لأنني أعتبر نفسي صديقة وفية لكل زميلات الوسط الفني حتى يثبت العكس ممن أمامي. فإذا ثبت ذلك أتنحى بهدوء من دون أي ضجيج. والصداقة بين الفنانين لا تزال موجودة. فأنا مثلاً، أعتز جداً بپ"ماما"مديحة يسري ونجلاء فتحي وإيناس الدغيدي وليلي علوي وصفية العمري وإلهام شاهين وهالة صدقي". ولا تنكر يسرا تدخلها في اختيار الممثلين في أعمالها، على رغم أن ذلك من صميم عمل المخرج،"فأنا اخترت مي عز الدين ومنة شلبي في مسلسل"أين قلبي"، وكنت صائبة جداً في هذا الاختيار. كما اخترت الفنان الشاب أحمد عز الذي لعب دور زوجي في مسلسل"ملك روحي"، إلى جانب اختياري مصطفى حسن عبد السلام ونادية هالا في دور ولدي في المسلسل أيضاً. وأعتقد بأنني كنت على حق، إذ أرى أن النجم من الممكن أن يختار بعض الممثلين في الأدوار التي تناسبهم كونه يعد أحد أعضاء فريق عمل متكامل. وغالباً ما نتفق أنا والمخرج والمؤلف والمنتج على هذه الاختيارات، ناهيك أنه لا يمكنني أن أتقن عملي في شكل صحيح إذا لم يكن هناك انسجام وتفاهم مع الممثل الذي أعمل معه". وعما يتردد من أن الدراما التلفزيونية أصبحت دراما المرأة، تقول:"اعتقد بأن هذا يعود إلى أن معظم المسلسلات التلفزيونية الأخيرة، من بطولة ممثلات، خلافاً لأفلام السينما التي اعتمدت على جيل الشباب من نجوم الكوميديا. ولا أرى العيب في ذلك، فكل فنان يبحث عن العمل الجيد سواء كان في السينما أو التلفزيون أو المسرح". وترد على ما يقال حول فشل أفلامها الاخيرة بسبب تحولها نحو الأعمال التلفزيونية، وتقول:"افلامي الأخيرة لم تفشل. قد تكون حققت إيرادات قليلة أو عرضت في توقيت غير مناسب. ولكن لا أرى ان السبب يعود الى التلفزيون. فالممثل القدير قادر على إثبات نفسه في أي عمل جيد يتواجد فيه، كما أنني ما زلت موجودة بقوة في السينما، وأستعد لتقديم فيلم جديد وأقرأ أكثر من عمل آخر". ولا تخشى يسرا تقديم دور الأم،"فأنا لا أخاف من الأدوار المكتوبة في شكل جيد. فدور الام يضفي مشاعر رقيقة وجميلة الى العمل الفني، ولو كنت تزوجت في فترة مبكرة من عمري لكان لدي أبناء شباب الآن. لذلك اعتبر أن مثل هذه الأدوار واقعية في الشكل والمضمون ومناسبة لسني، فلماذا أنأى بنفسي عنها؟ ومع ذلك فلن أحصر نفسي في هذا الدور أو غيره لأنني أحب التمرد دائماً على أدواري وأرفض تكرارها. فالمسألة من وجهة نظري هي اختيار دور يمس القلب". وتضيف:"إحدى أبرز امنيات حياتي كانت ان أصبح أماً، ولكن لدي قناعة حقيقية أن كل شيء بإرادة الله وحكمته ومشيئته وقدرته، وأنه ليس مكتوباً لي أن أنجب ويكون لدي أبناء. وهنا أتمثل لقوله تعالى:"وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم"... فلا اعلم مثلاً كيف كنت لأتصرف لو حظيت بطفل، ثم خطفه الموت أمام عيني... وبكل صدق وصلت إلى درجة كبيرة من القناعة ورضا النفس بأن كل شيء قسمة ونصيب".