انقسمت اراء الشارع الغزي ازاء الاشتباكات الاخيرة بين حركتي "فتح" و "حماس" التي انتهت بسيطرة حركة"حماس"على قطاع غزة. وفيما رحب البعض بحكم"حماس"والقضاء على الفساد و"الخونة"، وصف آخرون ما جرى بأنه"انقلاب"و"تدمير للقضية الفلسطينية"سيؤدي الى اقامة دولة ل"حماس"في غزة واخرى ل"فتح"في الضفة، في حين ابدى قسم ثالث مخاوفه من"المستقبل المظلم"والفوضى والفقر و"صومال جديدة". وقال أبو خالد وهو من الجيران الذين يقيمون قرب مجمع الرئاسة الذي استولت عليه"حماس":"هذا انقلاب. ان ما نراه اليوم انما هو مؤشر الى المستقبل والفوضى التي ستسود"، في حين قال مواطن آخر يعمل مهندسا:"شعبنا فقير ولا يشعر بالخطر. هل ستتمكن حماس الان من وقف الجريمة. وهل ستتمكن من اطعامنا. وماذا اذا توقف أبو مازن الرئيس محمود عباس عن ارسال اموال الى غزة. انني حزين حقا. ان الوضع يشبه الصومال بالنسبة الي". من جانبه، اعتبر ابو سعيد الذي يعمل حارسا في مدرسة قريبة من المجمع"اننا اطلقنا بأنفسنا رصاصة الرحمة على القضية الفلسطينية. ما جرى اعادنا عشرات السنوات الى الوراء. العالم لن يعترف ابدا بدولة فلسطينية في غزة واخرى في الضفة الغربية". ورأت ام خليل قميطة وهي ربة منزل توجهت الى محيط المجمع الرئاسي شأنها شأن عشرات الفضوليين، ان"المعارك التي دارت بين حماس وفتح لا ترضي احدا. فكلاهما ابناؤنا، وآمل ان يكون حكم حماس افضل". وقال عاهد الرملاوي 45 عاما من حي الشجاعية شرق غزة حاملا علماً كبيراً ل"حماس":"انا سعيد جدا، وان شاء الله الوضع سيكون افضل، هذا يوم سعيد جدا لاننا تخلصنا من الخونة". لكن"ابو العبد"من مخيم الشاطئ علق باكيا:"الخونة قتلونا تحت ستار الدين، اعدموا اولادنا واعتدوا على نسائنا وابو مازن يتحمل مسؤولية تدميرنا. نحن مقبلون على مستقبل مظلم وقاتم". واضاف انور وهو سائق سيارة اجرة:"امس كانت تحكمنا فتح واليوم تحمكنا حماس، ربنا يستر من يحكمنا غدا". وحضرت ام خليل قميطة 50 عاما من حي الشجاعية مشيا بحثا عن ابنها قرب منطقة الرئاسة، وقالت:"لا احد يرضى عن هذا الاقتتال، صحيح اننا سعداء بمحاربة الخونة والقتلة والفاسدين، لكن ما يحدث دمار وليس في مصلحة احد". واضافت:"قد يكون الوضع افضل في ظل حماس، هذا ما وعدونا به، لكن وضعنا الاقتصادي سيئ وليس في بيتي ما يكفي من الطعام". اما صلاح جودة 44 عاما من تل الهوا في جنوبغزة، فأكد ان"حماس"سمت المنطقة الآن"تل الاسلام"، مضيفا:"ما يحدث في غزة مهزلة وعيب، وهذه الخطوة من جانب حماس خطأ كبير لانها تهدف الى تدمير ممتلكات الشعب الفلسطيني". وتساءل:"ماذا ستفعل حماس على الارض وماذا ستقول للناس؟ فتح كان فيها فساد كبير، لكن ليست هذه هي الطريقة لمعالجته، هناك طرق شرعية يجب سلوكها واعتقد ان هذه الخطوة ستفشل في النهاية". وقالت ام جبر 38 عاما من حي الصبرة بتأثر كبير:"حرام حرام، دمروا البلد في اشارة الى حماس وقتلوا الشباب، اصبحنا الآن في سجن حقيقي وحرموا ابناءنا اجازة الصيف وتقديم الامتحانات الرسمية". في المقابل، وقف عاطف حرز الله 37 عاما امام مقر الرئاسة الفلسطينية مبديا سروره"لاننا تخلصنا من الحرامية والخونة". واضاف:"هذه خطوة في الاتجاة الصحيح، وما يأخذه المواطنون من الاماكن التي سيطرت عليه عناصر حماس هو مغانم حرب وهذا مال حرام اصلا". لكن"ابو سعيد"50 عاما الموظف الذي يقيم قرب مقر الرئاسة اكد ان"ما حدث تدمير للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني". واضاف:"ستقوم الآن دولة في قطاع غزة تحكمها حماس، ودولة في الضفة الغربية تحكمها فتح، لكن العالم لن يتعاطى مع دولة غزة التي ستتحول سجنا فيه كارثة اقتصادية واجتماعية".