لم يكد زعيم حزب "العمل" الإسرائيلي الجديد - القديم ايهود باراك يجلس على كرسيه حتى اخذ حزبه المتهاوي يحلق مجددا في استطلاعات الرأي، ويشكل نداً موازياً تقريباً لحزب "ليكود" وزعيمه بنيامين نتانياهو اللذين تصدرا بلا منازع الاستطلاعات العام الأخير والتي توجتهما للعودة الأكيدة إلى سدة الحكم في الدولة العبرية. ووفقاً لاستطلاع نشرته"معاريف"أمس بعد أقل من 24 ساعة على فوز باراك بزعامة"العمل"، فإن الحزب يحصد 29 مقعداً برلمانياً لو جرت انتخابات عامة اليوم في مقابل 30 لحزب"ليكود"و11 فقط لحزب"كديما"الحاكم. ورغم ان استطلاعاً آخر نشرت نتائجه"يديعوت أحرونوت"أفاد ان 34 في المئة من الإسرائيليين ما زالوا يفضلون رؤية نتانياهو رئيساً للحكومة المقبلة في مقابل 25 في المئة فقط منحوا أصواتهم لباراك، إلا ان النتيجة الأبرز في الاستطلاعين هي تحليق حزب"العمل"مجددا بعد أن بدا متهاوياً تحت زعامة وزير الدفاع عمير بيرتس المفترض أن يخلي كرسيه في الوزارة لباراك في غضون أسابيع. ويرى معلقون في الشؤون الحزبية أن نتانياهو الذي توجته كل الاستطلاعات رئيساً للحكومة المقبلة، خصوصاً حيال نفور الإسرائيليين من الحكومة الحالية، تلقى في الأيام الخيرة صفعتين: الأولى فشله في تجنيد غالبية برلمانية لمرشح حزبه واليمين لمنصب رئيس الدولة رؤوبين ريبلين، والثانية فوز باراك بزعامة حزب"العمل"، علما انه سبق لباراك أن هزم نتانياهو في الانتخابات لرئاسة الحكومة عام 1996. ولا شك ان جلوس باراك،"سيد الأمن"برأي الإسرائيليين على مشاربهم السياسية المختلفة، على كرسي وزير الدفاع، يمنحه نقاطاً كثيرة على خصمه نتانياهو الذي يتخبط في صحراء المعارضة ولم تعد أمامه فرصة ادعاء تفوقه وخبرته على زعيم"العمل"مثلما فعل مع بيرتس. ويدرك نتانياهو انه رغم ماضيه العسكري ضابطا متميزاً في"وحدة النخبة"التابعة لهيئة أركان الجيش، فإن منافسه الجديد هو ألمع العسكريين في تاريخ إسرائيل، وهي حقيقة تهم المجتمع الإسرائيلي بصفته مجتمعا عسكريا، وتلعب دوراً بارزاً خصوصاً بعد فشل الحرب على لبنان. يبقى السؤال كم من الوقت سيجلس باراك على كرسي وزير الدفاع، وهل ينفذ تهديده بمغادرة الحكومة إذا لم يتنحّ ايهود اولمرت عن رئاستها في حال حمّلته"لجنة فينوغراد"مسؤولية الفشل في الحرب؟ وبرأي كل المعلقين فإن باراك قد يبقى في منصبه عاماً على الأقل يستغله لإقناع الإسرائيليين مجددا بأنه"سيد الأمن"وانه يستحق ثقتهم في الانتخابات العامة لرئاسة الحكومة. ومن المتوقع أن يلتقي اولمرت اليوم زعيم"العمل"الجديد لإطلاعه على القضايا التي سيبحثها الأول مع الرئيس جورج بوش مطلع الأسبوع المقبل، على أن يباشر الاتصالات في شأن إعادة توزيع الحقائب الوزارية بعد عودته من واشنطن.