اعتبر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني أن "العمل الإجرامي الذي تنتهك به جماعة العبسي المسلحة حرمة المساجد في مخيم نهر البارد، مؤامرة مكشوفة لاستدراج الجيش اللبناني، والادعاء أنه يقصف المساجد لإثارة الفتنة الطائفية، وتقويض أركان السلم الأهلي في البلاد"، مشيراً إلى أنه "أسوأ أنواع الفساد في الأرض". وحذر قباني في بيان أصدره أمس،"المجرمين الذين يقتلون النفس الإنسانية التي حرم الله بغير حق في المخيم، وينتهكون حرمة المساجد ويحولونها إلى مرابط لإطلاق النار، من مغبة هذه الأعمال الإجرامية المشينة"، محملاً إياهم ومن وراءهم"مسؤولية ما يلحق بهذه المساجد من ضرر وأذى". ومن جهته، أكد مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي أن"اتخاذ المقار الدينية والمساجد منطلقاً لمواصلة الأعمال الإجرامية، يتعارض كلياً مع القيم الدينية والأخلاقية". وأضاف في تصريح له أمس أن"عصابة شاكر العبسي الإرهابية المعروفة الولاء والتبعية والتي لم تميز في اعتداءاتها وممارساتها الإرهابية بين الأهداف المدنية والعسكرية، لم تتوان عن انتهاك حرمات المراكز والمقار الدينية والطبية والإنسانية لمواصلة اعتداءاتها الإجرامية". وأكدت"رابطة علماء فلسطين"إدانتها كل ما يتعرض له الجيش اللبناني من اعتداءات في منطقة الشمال عموماً, وفي مخيم نهر البارد خصوصاً. وشدد وفد منها برئاسة الشيخ علي عبدالله بعد زيارته مفتي صور ومنطقتها القاضي الشيخ محمد دالي بلطة, على"ضرورة الخروج من هذه الأزمة بحل يحفظ للجيش اللبناني هيبته وكرامته, وفي الوقت نفسه يحفظ سلامة المدنيين في المخيم ويؤمن عودة جميع النازحين إلى بيوتهم وإعادة إعمار ما تهدم". الحاج وأوضح عضو الرابطة الشيخ محمد الحاج الذي أصيب قبل يومين في مخيم نهر البارد، أن مسلحاً من"منظمة فتح هو الذي أطلق عليه النار". وقال:"إطلاق الرصاص علينا لا يراعي أداء مهمة الوساطة التي نقوم بها، ولا يراعي ما تقوم به سيارة الإسعاف من خدمات إنسانية، وأن الرصاص أطلق على المبادرة"، مشيراً إلى أن"هناك متضررين من المساعي التي نقوم بها". وروى ما حصل معه في مؤتمر صحافي في طرابلس قائلاً:"وصلنا إلى مدخل المخيم الجنوبي مستقلين سيارة إسعاف للجمعية الطبية الإسلامية واستقبلنا أحد المسلحين بالشتائم والسباب، والكلام البذيء، وطلب منا نقل جثتين لشهيدين من أهالي المخيم، وحاولنا إفهامه أن مهمتنا ليست نقل الجرحى وجثث الشهداء، وأننا دخلنا بالتنسيق مع قيادة الجيش اللبناني وطلب منا أن ندخل ونخرج بالعدد نفسه في السيارة". وأضاف:"بعد تدخل بعض الموجودين، انحنى جانباً وانطلقت السيارة وذهبنا للقاء قيادة فتح الإسلام وبعد انتهاء اللقاء، خرجنا لنجد تجمعاً من أهالي المخيم يسأل عن إمكان الخروج معنا أو البقاء داخل المخيم فقلت لست مخولاً أن أقول لكم ابقوا أو اخرجوا، لكل منكم أن يقدر الحال التي تناسبه، وإذا خرجتم بشكل جماعي لا أحد سيطلق عليكم النار، وبعد ذلك طالب أهالي الجرحى بنقل جرحاهم، وأجبناهم بأننا لا نستطيع، وأكدنا لهم أننا سنطلب من الصليب الأحمر أن يدخل لينقل الجرحى. وبعد صعودنا إلى السيارة وقطع مسافة مئة متر أطلقت علينا النار من مسلح ينتمي إلى منظمة فتح، من دون أن يكون بيننا كجمعية وبين هذا الشخص أي مشاكل سابقة". وأكد"الرصاصات التي أطلقت باتجاهنا كانت متعمدة". وامتنع الحاج من سرد تفاصيل اللقاء. لكنه أعلن أن تسليم المسلحين"من الأمور الأساسية التي نتفاوض حولها مع قياديي المنظمة، وخصوصاً أن القيادة الجديدة للحركة تبدي مرونة وليونة في الحوار"، مشيراً إلى تلقيهم"اتصالاً من المسؤول الميداني الجديد شاهين شاهين يؤكد انه المعني بمتابعة كل المبادرات والمفاوضات التي تجرى". وعن اختفاء شاكر العبسي و"أبو هريرة"، لفت إلى أن"هناك أربعة احتمالات هي أن يكونا قتلا في المعارك، أو أصيبا، أو تمكنا من الفرار إلى خارج المخيم، أو هما تحت الإقامة الجبرية من قبل المسؤول الجديد، وهي احتمالات متداولة بين سكان المخيم". واعتبر أن"تغيير القيادة في حركة فتح الإسلام والاشتباكات المتواصلة، كانت هي العائق الأساسي في تأخير الوصول إلى تسوية سياسية". وشدد على أن"الأهالي ينفون مشاركة الفصائل في القتال، بل أقام بعضهم الحواجز لمنع المسلحين من الدخول إلى مناطقهم".