أعلن الجيش اللبناني أمس، مقتل عبد الرحمن عوض، احد كبار المطلوبين لدى السلطات اللبنانية التي تشتبه في انه زعيم تنظيم فتح الاسلام، المتطرف الذي خاض معارض ضارية ضد الجيش اللبناني عام 2007 في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال البلاد. ويشتبه القضاء اللبناني في ان عبد الرحمن عوض هو "امير" تنظيم فتح الاسلام القريب عقائديا من تنظيم القاعدة وهو من كبار المطلوبين في لبنان منذ ثلاث سنوات. وقتل عوض، الذي يعتقد انه لجأ منذ العام 2008 الى مخيم عين الحلوة (جنوب) اكبر المخيمات الفلسطينية ال12 في لبنان، برصاص الجيش مع معاونه المعروف بلقب "ابو بكر" في شتورة بمنطقة البقاع شرق لبنان. وكان ناطق عسكري اعلن قبل ظهر أمس ان “شخصين قتلا على خلفية انتمائهما لخلايا ارهابية في ساحة شتورة" موضحا ان "دورية للجيش كانت تلاحقهما لأنهما مطلوبان الى الدولة، فأطلقا النار عليها”. وتابع ان كلا منهما كان "يحمل ثلاث هويات مزورة". وعوض متهم ب"التحريض" على تنفيذ تفجيرين استهدفا الجيش في سبتمبر 2008 في طرابلس (شمال) واوقعا 21 قتيلا بينهم 13 جنديا. كما انه متهم بمراقبة تحركات الجيش وجنود قوة الاممالمتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل). ويعتقد انه خلف شاكر العبسي على رأس فتح الاسلام بحسب "اعترافات" عناصر من هذه المجموعة بثها التلفزيون العام السوري عام 2008. وقاد العبسي المعارك ضد الجيش في مخيم نهر البارد التي استمرت من 20 مايو الى 2 سبتمبر 2007 واوقعت اكثر من 400 قتيل بينهم 222 اسلاميا و168 عسكريا. وهو لا يزال فارا منذ سقوط مخيم نهر البارد. وفي اغسطس 2007 ادرجت وزارة الخارجية الاميركية فتح الاسلام على قائمتها للمنظمات الارهابية. وكانت السلطات اللبنانية تخشى ان تنتقل الجماعة بعد هزيمتها الى مخيم عين الحلوة حيث العديد من الخلايا المتطرفة النائمة او الناشطة. ويؤوي مخيم عين الحلوة، الذي لا تدخله القوى الامنية اللبنانية، العديد من الجماعات المسلحة والخارجين عن القانون. وكان القضاء اللبناني حذر من ان الجماعات المسلحة في المخيمات الفلسطينية في لبنان وخصوصا مخيم عين الحلوة تزداد اتجاه نحو التطرف مشيرا الى ان “هذه الشبكات تؤمن بالفكر التكفيري (...) وخططت لاقامة الدولة الاسلامية في شمال لبنان”. و تبحث اجهزة الامن اللبنانية عن عضو اخر في المجموعة هو اللبناني عبد الغني جوهر. وهو متهم بالضلوع في عملية تفجير استهدفت الجيش في اغسطس 2008 في طرابلس، حيث تنكر بزي عسكري ووضع حقيبة مفخخة قرب جنود كانوا ينتظرون حافلة وفجرها عن بعد. وطلب القضاء في نهاية 2009 انزال عقوبة الاعدام بحق سبعة من عناصر فتح الاسلام على خلفية هذه القضية. وتضمن البيان الاتهامي اعترافات اسلامي فلسطيني هو حمزة القاسم، قال فيها انه تبلغ من زعيم فتح الاسلام شاكر العبسي ان عناصره نفذوا "عملية تفجير ضد قوات اليونيفيل، ونجحوا باستهداف العميد فرنسوا الحاج والنقيب وسام عيد". وقتل مدير العمليات في قيادة الجيش فرانسوا الحاج في انفجار وقع في بعبدا قرب بيروت في 2007، بينما اغتيل رئيس الفرع الفني في شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي النقيب وسام عيد في تفجير سيارة مفخخة قرب بيروت في يناير 2008. كما يعتقد ان الجماعة مسؤولة عن الاعتداء الذي ادى الى مقتل ثلاثة جنود اسبان وكولومبيين في قوة الاممالمتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) في يونيو 2007.