بدأ يعرض في القاعات السينمائية الفرنسية أواخر الشهر الفائت فيلم "موريتوري" للمخرج الجزائري المغترب في فرنسا عكاشة تويتا. ويأتي هذا العرض مباشرة بعد عرض الفيلم في القاعات الجزائرية. الفيلم نتاج تعاون جزائري - فرنسي يعود الى سنة 2004، إذ موّلته وزارة الثقافة الفرنسية ومركز دعم الانتاج السينمائي في فرنسا قبل أن تقرر وزارة الثقافة الجزائرية ومؤسسة التلفزيون الجزائري منحه دعماً إضافياً في اطار تظاهرة"الجزائر عاصمة الثقافة العربية". وقدرت كلفة إنتاجه ب 7 ملايين دينار جزائري. وفيلم"موريتوري"مقتبس عن رواية"ياسمينة خضرا"، وشارك فيه ممثلون جزائريون أبرزهم سيد علي كويرات وقاسي تيزي وزو وسيدي أحمد أقومي. وأراد مخرجه عكاشة تويتا من عمله، الخروج من النمطية التقليدية في تصوير الإرهاب الذي هو محور الرواية الأساس، فخرج بالإرهاب بعيداً من الصور النمطية والأطروحات التقليدية ساعياً الى الظهور في موضع الأمين في نقل التراجيديا الجزائرية كما هي من دون تأويلات أو رسائل سياسية. وحاول تويتا تفنيد الطرح القائل ان الإرهاب في الجزائر ولد فقط في الأحياء السكنية الفقيرة والأكواخ القصديرية، ليؤكد انه رأى النور أيضاً في الأحياء الثرية والملاهي الليلية ومخابر السياسة في العاصمة الجزائرية. ويحكي فيلم"موريتوري"قصة شرطي راح ضحية المافيا المالية والسياسية أيام"عقد السنين الدامي"وسنوات الفوضى والجنون التي عاشتها الجزائر في التسعينات من القرن العشرين، ومع أن هذا الشرطي كان نزيهاً في عمله ومخلصاً في أداء واجبه المهني فإنه فصل من عمله بسبب كتاباته الأدبية ليُغتال على يد مجهولين. ولجأ المخرج الى استعمال صور حية من الواقع من انفجار قنابل وسيارات مفخخة في الأماكن العامة ومشاهد مروعة لضحايا الإرهاب. غير أن تقنيات الفيلم ومستواه الإخراجي واجها انتقادات واسعة فاعتبره البعض غير مبدع ولا يرقى الى المستوى المطلوب بخاصة في شقه البوليسي. علامة أدبية وتعد رواية"موريتوري"علامة فارقة في تاريخ المسيرة الأدبية والإبداعية لمحمد مولسهول الذي يوقع رواياته باسم زوجته ياسمينة خضرا، والذي بدأ الكتابة في الثمانينات وهو ضابط برتبة رائد في الجيش الجزائري، لكن لم يعرف على نطاق واسع إلا في 1997 - بصدور ثلاثيته الأساسية "موريتوري"،"الأبيض المزدوج"-"خريف الحالمين" والعام الذي فتحت له من بعده أبواب الشهرة بعد توقيعه نصوصاً أدبية اكسبته جوائز دولية، من أهمها"الشياه"1998 و"بماذا تحلم الذئاب"1999 و"الكاتب"2001 و"سنونو كابول"2002. وكانت روايته الأخيرة الاعتداء 2005 الصادرة عن دار النشر"جوليا"- والتي طبع منها 59 ألف نسخة أملاً في الحصول على جوائز غونكور ورينودوه وفيمينا، من أكثر رواياته اثارة للجدل السياسي داخل الجزائر وخارجها لتناولها مسألة تفجير الفلسطينيين أنفسهم. وقد اتهم محمد مولسهول، بتعاطفه مع الإسرائيليين ما سعى الى تفنيده في الصالون الدولي للكتاب الذي احتضنته الجزائر في شهر أيلول سبتمبر الماضي. علماً أن الروائي حصل أخيراً على الجنسية الفرنسية ما جعل بعض المثقفين يصرحون بأن الهدف من قيامه بذلك، هو السعي وراء شهرة أوسع وبالتالي تمكينه من الحصول على الجوائز التي كان يحلم بنيلها ولم تتوافر له سيما جائزة نوبل للآداب.