مُنحت جائزة غونكور للكاتب الفرنسي ماتياس اينار البالغ من العمر 43 سنة عن رواية "بوسول" (بوصلة) التي تتحدث عن التفاعل المتواصل بين الشرق والغرب، بحسب ما أعلنت اليوم (الثلثاء) لجنة هذه الجائزة التي تعد أعرق المكافآت الادبية الفرنسية. وحصل اينار الشغوف بالشرق والبالغ من العمر 43 سنة على أصوات ستة من أعضاء اللجنة البالغ عددهم 10 أعضاء. وأبدى الكاتب "سعادته البالغة" للفوز بهذه الجائزة، وتحدث عن روايته قائلاً إنها "قصة حب تضفي جانباً مثيراً للتفاعل المعرفي". وأضاف أمام الصحافيين: "أنا متفاجئ وسعيد جداً، انا عائد للتو من بيروتوالجزائر، وربما بركات الشيخ عبد الرحمن (الثعالبي) في الجزائر والقديس جرجس في بيروت كان لها الفضل في ذلك". يسعى الكاتب في روايته إلى تصوير الشرق بما يختلف عن الصورة النمطية السائدة عنه في الغرب، مع التعمق في المرجعيات الثقافية بشكل يجعل منه أقرب إلى البحث الثقافي. وكان البعض يرى أن هذا الجانب من الرواية قد يحول من دون فوزها بالجائزة. وكان اينار مرشحا للجائزة إلى جانب ثلاثة كتاب آخرين هم التونسي الفرنسي هادي قدور عن رواية "لي بريبونديران" (المتفوقون)، وناتالي ازولاي عن رواية "تيتوس نيميه با بيرينيس" (تيتوس لم يكن يحب بيرينيس)، وتوبي ناتان عن "سو بايي كي تو روسامبل" (هذا البلد الذي يشبهك). وتركز هذه الاعمال الأربعة على العلاقات المتشابكة بين الشرق والغرب. وغاب الكاتب الجزائري بوعلام صنصال صاحب رواية "2084" والمرشح للفوز بكل الجوائز في موسم المكافآت الأدبية الفرنسية عن القائمة القصيرة للجائزة. ويحصل الفائز بجائزة غونكور على مبلغ رمزي هو عشرة يوروات فقط، لكن الروايات الفائزة بهذه الجائزة يباع منها 400 ألف نسخة في المتوسط. في الأسبوع الماضي، أظهر استطلاع لآراء 16 ناقداً أن هادي قدور هو المرشح الأوفر حظاً في رأي تسعة منهم، أما الباقون فرجّحوا فوز اينار. ومن العوامل التي ربما حالت دون فوز هادي قدور أنه سبق أن فاز بجائزة الأكاديمية الفرنسية، علماً أن كاتبين اثنين فقط سبق أن جمعا الفوز بالجائزتين معاً. في المقابل، فاز ماتياس اينار في أيلول (سبتمبر) الماضي بجائزة مكتبات نانسي لو بوان. ومنذ العام 2013 يفوز الحائزون على هذه الجائزة بجائزة غونكور. أما جائزة رونودو التي تمنح بالتزامن مع غونكور، فكانت من نصيب الكاتبة دلفين دو فيغان عن روايتها "دابريه أون ايستوار فريه" (استناداً الى قصة حقيقية)، بحسب اللجنة. وكانت القائمة القصيرة للمرشحين بجائزة غونكور أعلنت قبل أيام من متحف باردو في تونس، في خطوة ذات رمزية كبيرة. وعلى هامش الإعلان، زار أعضاء لجنة غونكور النصب التذكاري المقام للضحايا ال 22 ومن بينهم 21 سائحاً، الذين سقطوا خلال الهجوم الدامي الذي أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مسؤوليته عنه. واستحدثت جائزة غونكور في العام 1903 وفازت بها العام الماضي ليدي سالفير عن روايتها "با بلوريه" (عدم البكاء).