منذ ثلاثين عاماً ولبنان تُسيَّر أموره إما من سورية أو من إسرائيل. الآن وبعد أن تم إخراجهما من المعادلة بقي لبنان بطوائفه التي تعلم الآن أن دخول جيوش منظمة من دول مجاورة لإحلال الأمن أصبح أمراً مستبعداً. هدف الطوائف الآن أخطر مما مضى، وبعض الدول العربية المجاورة للبنان ستستمر بالضغط عليها لجر لبنان الى حرب أهلية حتى يتم إيجاد مخرج يرضيها للقرار الدولي 1595. الشعوب العربية لا تستطيع المساهمة سوى بقلمها أو عبر الفضائيات، فنحن الشعوب العربية جمهور في مسرح أو سينما طبعاً ندرك النهاية المأسوية للحدث، ولكن كالعادة نحن منزوعو الإرادة أو المشاركة، خوف رئيس التحرير غسان شربل في محله، سيرجع لبنان الى غرفة الإنعاش الراقد فيها الآن العراق، العوامل المشتركة بين العراقولبنان كثيرة، من التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية، الى الاقتتال الداخلي بين الطوائف إضافة الى المغامرات العسكرية التي يبدو أنها قد تُعاد هذا الصيف. بعد تهديدات مجلس الأمن أعلن محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ان إيران لم توقف أنشطتها النووية بل وسعتها، والآن عبرت تسع سفن حربية أميركية مضيق هرمز نحو الخليج العربي، مقالتي السابقة في"الحياة"بتاريخ 31 آذار مارس 2007"حرب الخليج الرابعة ومضيق هرمز"توضح أكثر ما يحصل هذا الصيف. غُرف الإنعاش العربية ستزدحم هذا الصيف، إيران الآن في العراقولبنان وفلسطين، وهي على وشك خوض حرب السيادة والهيمنة ولن يرضيها ما بعد هذه الحرب سوى إخراج الدول العربية من غرف الإنعاش الى المشرحة. همام الكيلاني - بريد الكتروني