قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي ان بلاده تفكر في مواصلة المحادثات مع الولاياتالمتحدة في شأن العراق "شرط ان تظهر واشنطن استعدادها لمساعدة العراق وتغيير سياساتها" في حين اكدت مصادر مقربة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان الجانب الاميركي لا يعترض"في المبدأ"على اقتراح تشكيل لجنة امنية ثلاثية وان الجانبين العراقيوالايراني بانتظار موافقة رسمية اميركية للشروع في تأسيس اللجنة. لكن المصادر اشارت الى ان الاميركيين يفضلون الانتظار لما سيؤدي اليه الاجتماع الثاني ونسبة التمثيل السياسي فيه والتجاوب المتوقع على الارض ايرانياً. ونقلت وكالة"اسنا"الطلابية للانباء الايرانية عن متقي قوله ان"المسؤولين الايرانيين يدرسون ما جرى في المحادثات"، مضيفاً:"اذا استنتجوا ان الجانب الاميركي لديه الاستعداد الضروري لحل المشاكل في العراق وتصحيح سياساته، ستتواصل الاجتماعات في بغداد". وتوقع سياسيون عراقيون تجاوباً اكبر بين الولاياتالمتحدة وحكومة طهران في شأن مشاركة الاخيرة في معالجة الوضع الامني في العراق خصوصاً"اذا شُكلت لجنة التنسيق الثلاثية، التي اقترحتها الحكومة العراقية وايدها الجانب الايراني". وقال ياسين مجيد، مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ل"الحياة"ان"جلسة المفاوضات السابقة بين الجانبين الايراني والاميركي في بغداد نجحت بشكل كبير في تقريب وجهات النظر بين الطرفين وفتحت مجالاً لحوارات لاحقة اكثر ايجابية". لكنه لم يتوقع حصول نتائج ايجابية سريعة حول الملف العراقي ودور ايران فيه، مؤكداً ان الحكومة العراقية تدرك جيداً الدور الذي يمكن ان تلعبه ايران في الازمة العراقية وان اغلاق الابواب بين ايران واميركا سيؤول الى مشكلات كبيرة داخل العراق. ولفت كريم البخاتي، مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون العشائر، ان توسيع الحوار بين الطرفين يمكن ان يُسهم في التقليل من الضغط الامني في البلاد سيما وان العراق بات ساحة لتصفية الحسابات الدولية بين عدد من الاطراف. وقال ل"الحياة"ان لجنة التنسيق الثلاثية"ستتبادل المعلومات الاستخباراتية في شأن تسلل العناصر الارهابية عبر الحدود والمشكلات الامنية الاخرى بما يسهم في تعميق التعاون الامني بما يخدم جميع الاطراف". من جانبه اكد سليم عبدالله، الناطق الرسمي باسم جبهة التوافق، ان واشنطن ركزت في حوارها الاخير مع ايران على علاقة ايران بالمتشددين الشيعة وقال ل"الحياة"ان الجانب الاميركي"ركز على ملف دعم ايران للميليشيات والعناصر المتشددة في العراق فضلاً عن دعم طهران لجماعات سنية متشددة وان الجانب الايراني ابدى تجاوباً ملحوظاً في هذا الجانب"، مبيناً ان اللقاء الاول كان بمثابة"جس النبض"حول استعداد الطرفين في اللجوء الى الحوار لحل المشكلات العالقة وان اجتماع الاثنين يتطلب اجتماعات لاحقة على مستويات ديبلوماسية اعلى لتعزيز التفاهم المشترك بين الطرفين بما ينعكس ايجابياً على الوضع الامني في البلاد. واشار الى استحالة ايجاد حل جذري لتفاصيل المشكلة العراقية في جلسات قصيرة من دون رسم اطار واضح لتصفية الخلافات القائمة بين اللاعبين الاساسيين في الساحة العراقية. وانتقدت جماعة"دولة العراق الاسلامية"التابعة لتنظيم"القاعدة"، في بيان على الانترنت، المحادثات بين ايرانوالولاياتالمتحدة في بغداد ووصفتها بأنها"شيطانية".