قطعت إيران في برنامجها النووي شوطاً بعيداً، فلا تجدي مطالبتها، اليوم، بوقف تخصيب اليورانيوم، على ما يرى رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي. وطالما اعتادت الدول الكبرى مساكنة كوريا الشمالية، وهي صاحبة سلاح نووي، فيتعين على هذه الدول"معاملة إيران على الطريقة نفسها". والحق أن رئيس المنظمة المكلفة الرقابة على نظام منع انتشار السلاح النووي يدعو المجتمع الدولي إلى التسليم بتسلح دولة أخرى بالسلاح النووي. وإذا كان الأمر على هذه الشاكلة حقاً، فربما اعتبار معاهدة منع انتشار السلاح النووي باطلة. فالالتفاف عليها أصبح هيناً ويسيراً، وتعجز هيئة دولية نافذة مثل مجلس الأمن الدولي عن حمايتها. وينظر مجلس الأمن الدولي في تقرير البرادعي عن تنفيذ إيران شروط القرارين السابقين وبعبارة أصح عدم تنفيذها. ورفضت طهران مطلب وقف تخصيب اليورانيوم، بل واصلته بنجاح. وتنوي طهران تشغيل 3 آلاف جهاز طرد مركزي، ثم نصب أكثر من 50 ألف جهاز طرد مركزي. وغير واضح مآل مناقشة تقرير البرادعي في مجلس الأمن. وتستبعد المعالجة اللجوء الى القوة. ومن المقرر أن تبدأ في 31 مايو أيار جولة ثانية من مفاوضات أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمن، خافيير سولانا. وخلفت المفاوضات انطباعاً بأن الطرفين يضطلعان بدوريهما في اللعبة بمهارة وتناغم. فبعد الجولة الأولى من المفاوضات، في أنقره، في أواخر الشهر الماضي، نوه لاريجاني وسولانا بإحراز تقدم على طريق موقف مشترك.پو"التقدم"الذي تحدث عنه لاريجاني واضح. فإيران ضاعفت تخصيب اليورانيوم، منذ آذار مارس من هذه السنة خمس مرات! ولكن ماذا كان يقصد سولانا بإشارته إلى"التقدم"؟ فهو ربما رأى ان"التقدم"، على قول البرادعي، هو كناية عن الإقرار بأن مطالبة إيران بوقف تخصيب اليورانيوم لم تعد"حيوية". عن بيوتر غونتشاروف ، "نوفوستي" الروسية، 29/5/2007