قال رئيس "اللقاء الديموقراطي" اللبناني النائب وليد جنبلاط : "سنحطم كل الخطوط الحمر"، منتقداً الأمين العام ل "حزب الله" السيد حسن نصرالله"الذي ساوى بين الجيش المقاوم البطل وعصابة"فتح الاسلام باعتباره الجيش خطاً أحمر ونهر البارد خطاً أحمر". واعتبر جنبلاط أن"نصرالله كان قائداً عربياً كبيراً لكنه حجّم نفسه كثيراً". وأوضح جنبلاط أن"المخطط الجديد الذي بدأ بفتنة نهر البارد، هدفه منع المحكمة الدولية ومنع تطبيق القرار 1701 ومنع تطبيق الطائف والهاء الجيش عن مهمته الوطنية حماية الحدود ومراقبة تهريب السلاح وتثبيت السلم الأهلي". وتابع جنبلاط في مؤتمر صحافي عقده في دارته في المختارة أمس:"يبدو مع الأسف أن التاريخ يعيد نفسه، ودائماً هناك خطوط حمر قديمة جديدة، خطوط حمر لمواجهة المحكمة الدولية، وخطوط حمر لمواجهة تحصين الدولة وتقويتها، وخطوط حمر لتحصين الحدود وحمايتها وتطبيق القرار 1701، وخطوط حمر في ما يتعلق بمراقبة الحدود بين لبنان وسورية، وخطوط حمر في ما يتعلق بتطبيق اتفاق الطائف، وخطوط حمر في ما يتعلق بتطبيق اجماع نقاط الحوار". وأضاف جنبلاط:"عام 2000 عندما كان التحرير في 25 أيار مايو خرج خط أحمر لمنع الجيش من الذهاب الى الجنوب تحت نظرية أنه إذا ذهب الى الجنوب سيحمي إسرائيل، هذه كانت نظرية الحكمة آنذاك عندما كنا تحت الوصاية السورية وكان السوري هنا، عام 2006 عندما ذهبنا الى الحوار أجمعنا على نقاط أساسية: العلاقات الديبلوماسية مع سورية وتحديد الحدود وترسيمها ووجود أزمة حكم أي ان الرئيس اللبناني إميل لحود غير شرعي وإخراج السلاح الفلسطيني خارج المخيمات لأن لا علاقة له بفلسطين، والمحكمة، وعندما بدأنا نتحدث جدياً حول موضوع استعادة سلاح المقاومة ضمن أمرة الدولة والجيش تهربوا من الموضوع وكانت الحرب، وكان العدوان وتبين بكل وضوح من تقرير"فينوغراد"انه لم يكن هناك تخطيط، كما اتهمنا لاحقاً، من قبل 14 آذار وأميركا للعدوان، تبين من التقرير التخبط والهلع والخوف والانهيار للقيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية، والصمود للمقاومة"، مشيراً الى أنه كان أول من سأل نصرالله لمن ستهدي هذا الانتصار؟ وپ"كنت أتمنى ان يهديه للجيش والدولة، وطبعاً خرج خط احمر وقال كلا، نهديه لأنفسنا للشعب اللبناني للأمة العربية والاسلامية هذا الانشاء". واستدرك:"عندما كانوا في الوزارة وافقوا بالاجماع على القرار 1701 وعلى النقاط السبع وإرسال الجيش الى الجنوب للمرة الأولى بعد غياب أكثر 30 عاماً، لكن فجأة، وبعدما انتهت الحرب أتت الخطوط الحمر والتعليمات، كلام الرئيس السوري بشار الأسد ومرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية علي الخامئني وبدأت حملة التخوين ضد الحكومة لاسقاطها". وتابع:"ثم كان أن دخلوا وحركوا خطاً أحمر جديداً عندما حاولوا إسقاط الحكومة بالحصار لكنهم فشلوا، ثم استقالوا عندما كدنا نصل الى استحقاق التصويت على معاهدة المحكمة الدولية، ولاحقاً تجاوزنا الخطوط الحمر التي حاولوا ان يضعوها في ما يتعلق بايجاد مناخ مذهبي وتوتر في بيروت إلا أن حكمة العقلاء وتدخل المملكة العربية السعودية، والحوار السعودي - الايراني الذي أثمر آنذاك، فتجاوزنا هذا الخط الأحمر الجديد، لكن جمدت بيروت اقتصادياً وسياسياً، وبقيت الحكومة صامدة، وعندما استفحلت كل الحلول للوصول الى تسوية داخلية، عُطل المجلس، أيضاً خط أحمر جديد بتعطيل المجلس، وباختصار ونحن على مشارف إقرار المحكمة الدولية تحت الفصل السابع، وأجبرنا على ان نطلب ذلك من مجلس الأمن بعدما تعطل المجلس وعطل وأقفل الخط الأحمر لسورية وحلفائها، تخرج علناً فتنة نهر البارد"، معتبراً"أنها حلقة من أخطر الحلقات في الخطوط الحمر لسورية وحلفائها، ويأتينا بالأمس السيد نصرالله ليقول إن الجيش خط احمر لكن المخيم نهر البارد خط احمر، يوازي بين القتلة والمؤسسة الأم التي حمت المقاومة والدولة المؤسسة، المؤسسة الأم التي لم تنحز لا الى 8 آذار ولا الى 14 آذار، وبقيت صامدة في أوج الانقسام السياسي". وسأل جنبلاط:"ما معنى هذا؟ طبعاً محاولة تعطيل المحكمة وربما محاولة تعطيل القرار 1701 والنقاط السبع التي بدأوا يتنكرون لها، أي ان تكون فقط الدولة موجودة في الجنوب وأن تكون أمرة السلاح حصرية بأمرة الدولة، ويصبح نهر البارد بؤرة جديدة للتوتر ولإلهاء الجيش عن مهمته الوطنية في حماية الحدود ومراقبة الحدود اللبنانية - السورية وتثبيت الأمن ومراقبة تهريب السلاح، هذا هو المخطط الجديد". "منطق مجنون" وتابع جنبلاط:"يقولون، وهذا امر لا اصدقه، ان هذه هي"القاعدة"، غريب، إذا صدقنا هذا المنطق فهو منطق مجنون، كيف يمكن أن تلتقي المقاومة مع"القاعدة"وهم على خلاف موضوعي عقائدي، وپ"القاعدة"وفق معلوماتي، تكفر المقاومة وتكفر الشيعة. فجأة خرجت الأبواق السورية والأبواق اللبنانية الموالية لها، لتقول إنها"القاعدة". برأيي"فتح الاسلام"، وهناك معلومات وثيقة، هي فقط عصابة سورية تنسق في نهر البارد مع الأمين العام لپ"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" أحمد جبريل وما تبقى من"فتح الانتفاضة"، وأتت بهذا السلاح من خلال الحدود اللبنانية - السورية، وقائدها شاكر العبسي معروف بتاريخه، فهو محكوم عليه بالإعدام في الأردن وسجن لمرحلة معينة في سورية، وأرسل الى لبنان، تدّرب في مخيمات أحمد جبريل، ثم ذهب الى نهر البارد وكان هذا الغدر بالجيش اللبناني، وهذه بؤرة التوتر الجديدة، الخط الأحمر الجديد"، هكذا يريدون، مجدداً كما في العام الماضي كانت الحرب وانهت موسم الصيف أي قدوم السياح الى لبنان، وربما يستخدمون عذر"القاعدة"لزعزعة أمن الجنوب لأن معظم قوات الجيش عندما تجمد في حصار هذه العصابة وليس مخيم نهر البارد، يحصل الفراغ وهو خطر، وهنا قد يدخل النظام السوري عملاءه بشتى الألوان والأشكال ليخرب في بيرورت حيث نجح جزئياً في"أي بي سي"الاشرفية وفي فردان وفي عاليه، وقد يلجأ الى أساليب وقد يذهب الى الجنوب لتعطيل مهمة القوات الدولية والجيش اللبناني". واعتبر جنبلاط أن"من المعيب أن هناك أناساً كانوا، في مرحلة معينة، يظهرون لك أنهم قادة، ثم تجعلهم الظروف أدوات، بغض النظر عن الخلاف السياسي مع حسن نصرالله اليوم، في العام الماضي في أوج العدوان كان قائداً عربياً وإسلامياً كبيراً، وكنت أول من قال له: لمن ستهدي هذا الانتصار، وكنت ولا أزال، معجباً ببطولات أهل الجنوب، لكنه اليوم حجم نفسه تحجيماً هائلاً، ذهبت فرحة التحرير، وإذا استمرت الأمور كما هي ونساوي بين القتلة وشهداء الجيش، وهي وصمة عار بحق المقاومة، لا قيمة للاحتفال في عيد النصر على الاطلاق. مع الأسف حجّم نصرالله نفسه ونزل الى هذا المستوى لأن هذا هو المطلوب في محاولة تعطيل المحكمة ولن تعطل، في محاولة تعطيل القرار 1701 ولن يعطل ولن يعطل أيضاً الاستقرار في لبنان". وذكر جنبلاط:"عام 2000، كانت الصرخة مدوية من مجلس المطارنة الموارنة بضرورة الانسحاب السوري من دون قيد أو شرط، وتلاقينا مع هذه الصرخة عندما كنت في المجلس النيابي على نصف الطريق، وطالبت آنذاك باعادة تموضع القوات السورية، وكانت بداية حفلة التخوين على يد حلفاء سورية وأزلامها، عام 2004 عندما أتى التهديد بالتمديد تلاقينا مجدداً وأصررنا على التلاقي من أجل حرية لبنان واستقلاله ورفض التمديد ورفض نظام الوصاية، وكنا آنذاك تلك النخبة، وكان عددها 29 وكان معنا الرئيس السابق للحكومة اللبنانية الشهيد رفيق الحريري، كان معنا وعلى رغم أنه صوّت للتمديد على مضض وبنصيحتي لأجنبه الشر لكن هذا لم ينفع. لكنه كان معنا ويعلم خطورة التمديد، وبدأت سلسلة الاغتيالات ومحاولات الاغتيال لكننا صمدنا، وفي أوج الارهاب بعد اغتيال الرئيس الحريري في 14 شباط فبراير 2005 كانوا يريدون مناقشة قانون انتخاب بعد أسبوع في المجلس النيابي صمدنا وأسقطنا الحكومة وفي 14 آذار اجتمعنا وقلنا للسوري أخرج فخرج النظام السوري واستمر مسلسل الاغتيال، فقررنا ان نطالب بالمحكمة وستقر في الاسبوع المقبل على رغم كل العقبات والتعطيل". وتابع جنبلاط:"الخسائر كانت فادحة، لكن فليعلموا على رغم كل الخطوط الحمر من نهر البارد الى غيره، أن ارادة الشعب اللبناني اقوى بكثير". وأسف جنبلاط أن"يجرى تسويق تسوية مع القتلة على شرف الجيش، تسويق نوع من التسوية لمحاولة إخراج البعض من لبنان الى جهات لا نعرفها، بدلاً من تسليمهم الى العدالة والمحاكم، هذا نوع من المعادلة الخاطئة بأن الجيش خط أحمر وأن نهر البارد خط احمر". وتابع جنبلاط:"هنا نساوي بين القاتل والضحايا وشرف الجيش والدولة. مع الأسف، هذا ما فهمته من الخطاب الذي ألقاه نصرالله بالأمس، يكفي هذا الشعار لتكون بالفعل إهانة لشرف المقاومة ولها، أن نضع في الوقت نفسه والمستوى نفسه، القاتل العميل السوري في مواجهة الجيش جيش المقاومة، ولا ننسى ما قاله رئيس المجلس النيابي نبيه بري: دولة المقاومة". حماية المقاومة وأكد جنبلاط رداً على أسئلة الصحافيين أن"حماية المقاومة هي في تنفيذ نقاط إجماع الحوار ولاحقاً وضع خطة استراتيجية تستوعب هذا السلاح بأمرة الدولة آخذين في الاعتبار خصوصية الجنوب، اذ لا يمكن ان تبقى مقاومة منفصلة عن الدولة". وقال:"عندما لا تدان"فتح السلام"وتسوق على أنها"قاعدة"تجنباً لكشف مصدر التسليح والتدريب السوري على حساب كرامة الجيش وشرفه، هذا يشكل إدانة لهم". وشدد جنبلاط على"أن لا أحد طرح الحسم العسكري، بل نريد تسليم القتلة الى العدالة اللبنانية، هناك من يقول فلنجد صيغة، فهذا يعني أن يضع الجيش والدولة مع عصابة قتل، هذا هو الفارق الكبير، ثم تخرج علينا إشاعات وبعض الإعلام العربي اللبناني، بأن هناك جسراً جوياً أميركياً، ما يجرى اليوم من السعودية والامارات وأميركا هو فقط إمداد، بينما كنا نتمنى لو نجحت خطة الاستيعاب لكان الجيش أقوى بكثير بسلاح المقامة ولتمكنت الدولة من منع البؤر"، مؤكداً أن"الجيش بقيادة العماد مشال سليمان قام بالدور المثالي في أوج الصعوبات فلم يكن مع 8 أو 14 آذار كان مع الأمن، فحمى المقاومة على رغم الصعوبات الهائلة، وكلف مهمات شبه مستحيلة، وفجأة خرج الاعتصام ما اضطر الجيش الى أن يسحب من كل لواء في الجنوب كتيبة لحماية لبيروت، وبعدما فشلت وحطمت كل الخطوط الحمر خرجت فتنة نهر البارد". وقال جنبلاط:"إنهم لا يريدون أن تمتلك الدولة حصرية السلام وقرار السلم والحرب، بل يريدون أن يبقى الجنوب ساحة مستباحة، في أي لحظة يعلنون الحرب لمصلحة ايران أو سورية. وغداً سيكون هناك حوار أميركي ? إيراني، وبشار مستميت على حوار مع أميركا على انقاض لبنان، هذا لب الموضوع لا يريدون ان نكون دولة قوية". ليس بحادث سير أو سكتة قلبية وأضاف:"نعم اتهمت النظام السوري، واتهمه مجدداً، بكل الاغتيالات، هذا اتهام سياسي لأن الجرائم كانت سياسية، فالحريري لم يمت بحادث سير ولا كمال جنبلاط مات بسكتة قلبية، كلها جرائم سياسية اقترفها ذاك النظام، لهذا نريد العدالة وسننالها أياً تكن العقبات وسنكسر تلك الخطوط الحمر، على رغم ان الخسائر فادحة، بالأمس في عين علق، وشهداء الجيش الأبرار في البارد".