قبيل بدء المفاوضات الامنية الاميركية - الايرانية في بغداد غداً الاثنين، وقع الرئيس جورج بوش قانون تمويل الحرب في العراق، وسط انباء نقلتها صحيفة"نيويورك تايمز"اشارت الى ان البيت الابيض"يدرس احتمال خفض عدد الجنود الاميركيين المنتشرين في العراق من 20 فرقة الى عشر فرق فقط منتصف السنة المقبلة"وتعديل الاستراتيجية الاميركية ليقتصر دور الاميركيين على تدريب القوات العراقية ومحاربة تنظيم"القاعدة". وتعتبر ايران انسحاب القوات الاميركية من العراق أول شروط استعادة الامن فيه، لكن واشنطن تعتبر ان وقف ايران دعمها لأطراف مسلحة وتدريبها يُمهد طبيعياً للانسحاب الاميركي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين كبار قولهم ان القوات الاميركية المنتشرة في العراق"قد ينخفض عديدها الى حوالي مئة الف جندي في ربيع 2008"في وقت يميل البيت الابيض الى الحد بشكل كبير من مهمات القوات الاميركية التي امر بها الرئيس بوش في كانون الثاني يناير الماضي وتهدف الى السيطرة على بغداد ومحافظة الانبار. ومن بين المؤيدين لخفض عدد الجنود الاميركيين ومهماتهم اعتباراً من منتصف العام المقبل وزير الدفاع روبرت غيتس ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس اضافة الى عدد من الجنرالات. لكن"نيويورك تايمز"قالت إن أبرز قائدين عسكريين في العراق وهما الجنرال ديفيد بترايوس واللفتنانت جنرال ريموند اوديرنو كانا، مثل قادة آخرين، واضحين في ضرورة عدم الاسراع في سحب القوات قبل كانون الثاني 2009 عندما تنتهي فترة ولاية الرئيس بوش. لكن الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو قللت من أهمية ما نشرته"نيويورك تايمز"وقالت لأ"رويترز":"نود بالطبع ان نكون في وضع يسمح لنا بخفض القوات... لكن في رأي عسكريين كبار وقادة على الأرض فإن هناك اوضاعاً معينة ينبغي تحقيقها أولاً لضمان ذلك". وفي طهران قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي انه"في حال اقرت الولاياتالمتحدة بسياساتها الخاطئة السابقة في العراق وقررت تغيير سياستها يمكننا ان نكون متفائلين في شأن استئناف المفاوضات". واضاف:"ترغب الجمهورية الاسلامية بمفاوضات تُتوج بالنجاح بهدف مساعدة الشعب العراقي وحكومته". وعينت طهران سفيرها في بغداد حسن كاظمي لرئاسة وفدها الى الاجتماع الاول من المفاوضات بينما سيُمثل الولاياتالمتحدة السفير في بغداد رايان كروكر. واتفق الجانبان على حصر التفاوض، في اول لقاء رسمي بين البلدين منذ قطع العلاقات الديبلوماسية بينهما في 1980، في الملف العراقي وعدم التطرق خصوصاً الى الخلاف في شأن البرنامج النووي الايراني. وفي بغداد يلتقي اليوم وفد من الخارجية التركية، برئاسة ممثل تركيا الخاص في العراق اوغوز شيليك كول، كبار المسؤولين العراقيين للبحث في سبل مكافحة حزب العمال الكردستاني بعدما ابدت بغداد استعدادها للتعاون مع انقرة في هذا الشأن. وعلى رغم الحشود العسكرية التركية على الحدود العراقية، التي تجاوز عددها 60 الف جندي، لم يتخذ قرار في انقرة بعد بشن هجوم في شمال العراق بسبب اقرار مسؤولين عسكريين بأن الاجتياح البري لشمال العراق"لن يكون سهلا ولن يقضي على حزب العمال الكردستاني"الذي تتحصن عناصره في الجبال الوعرة وتقاتل وفق اسلوب حرب العصابات. وكانت الاستخبارات التركية حذرت من وجود"عشرات الانتحاريين الذين سيحاولون شن هجمات في المدن التركية قريبا"، والقت الشرطة القبض على 7 خلايا يجري التحقيق معها في اسطنبول واضنة وانقرة للاشتباه بأنها تعمل لتنفيذ مخطط الهجمات الانتحارية يقف وراءها مناصرون ل"حزب العمال الكردستاني". وفي الجانب الامني سقط ثلاثة جنود اميركيين ليرتفع عدد قتلى الجيش الاميركي في العراق الشهر الجاري الى 93 جندياً ما يجعل ايار مايو واحداً من اكثر الشهور دموية وليصل الى 3445 على الاقل عدد الجنود والموظفين الاميركيين الذين قتلوا في العراق منذ اذار مارس 2003. كما شاركت طائرات اميركية وبريطانية في سلسلة هجمات على مواقع ميليشيا"جيش المهدي"في بغداد والبصرة، ما أسفر عن مقتل واصابة العشرات، بعد يوم من ظهور الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وإلقائه خطبة في مسجد الكوفة الجمعة مطالباً ب"خروج قوات الاحتلال"من العراق.