أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أن بلاده ستطور برنامجها النووي "الى أقصى حد ممكن"، رغم عدم استبعاد موسكو فرض عقوبات جديدة على طهران، وتلميحها إلى إمكان إلغاء المحادثات المتعلقة ببناء مفاعل بوشهر النووي الإيراني. وقال نجاد:"على القوى الكبرى ان تتخلى عن اساليبها الفظة، كالمصادقة على قرارات ضد ايران وان تقدم اعتذارات للشعب الايراني"، مكرراً ان بلاده لن"تتراجع قيد انملة"في عزمها على تطوير برنامجها النووي. وفي إشارة الى وصول حاملتي طائرات أميركيتين الى مياه الخليج، قال:"لو كانت صواريخكم وحاملات طائراتكم ومقاتلاتكم تستطيع ان تفعل شيئاً، لساعدتكم على الخروج من المستنقع العراقي". وأعلن رجل الدين المتشدد احمد خاتمي في خطبة صلاة الجمعة أن"كل الخيارات مطروحة على الطاولة لتوجيه صفعة قوية للولايات المتحدة". وكان يرد على تصريحات للقادة الأميركيين، لا سيما نائب الرئيس ديك تشيني الذي أعلن ان"كل الخيارات على الطاولة"لمنع إيران من التحول دولة نووية. في غضون ذلك، لم يستبعد رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي للشؤون الدولية قسطنطين كوساتشوف فرض عقوبات على إيران، في حال توافر أدلة تثبت تنفيذها برنامجاًً نووياً سرياً. لكنه اعتبر أنه لا يجوز أن تحمل العقوبات طابع قوة حتى في هذه الحال. لكن مدير الوكالة الفيديرالية الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيرينكو قال إن تشديد العقوبات في إيران لن يؤثر في تعاون البلدين في مجال الطاقة النووية، باعتباره غير مرتبط بمطلب مجلس الأمن تقديم ضمانات بالتزام معاهدة الحد من الانتشار النووي. جاء ذلك في وقت لمحت موسكو إلى احتمال إلغاء المحادثات مع طهران حول استكمال العمل لبناء محطة بوشهر الكهروذرية. اذ اعلنت الوكالة الفيديرالية ان المشروع غدا خاسراً بالنسبة إلى روسيا، بسبب"عدم احترام"الإيرانيين التزاماتهم. وأفادت ايرينا يسيبوفا الناطقة باسم شركة"أتوم ستروي اكسبورت"المكلفة مشروع بوشهر، أن المحادثات التي كان مقرراً أن يجريها رئيس الشركة سيرغي شماتكو مع الجانب الإيراني ستتأجل، من دون ان تحدد موعداً آخر. واوضحت ان لدى الجانب الروسي"أسئلة عن المشكلات المتعلقة ببناء المحطة، وبعد تلقي ردود على تلك الأسئلة، سيتخذ قرار حول مكان المحادثات الثنائية وموعدها... مستقبل بناء المحطة الآن في أيدي الإيرانيين".وتؤكد روسيا أن طهران سددت خلال خمسة أشهر 20 مليون دولار، في حين كان يتوجب عليها دفع 25 مليون دولار شهرياً وفقاً للجدول المقرر. وعلل ناطق باسم الوكالة الروسية ذلك قائلاً ان الإيرانيين"ربما فقدوا اهتمامهم بالمشروع". في غضون ذلك، أفاد ناطق باسم الخارجية اليابانية ان وزير الخارجية الياباني تارو اسو دعا طهران الى إظهار مزيد من التعاون، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني منوشهر متقي. ونقل الناطق عن اسو قوله:"المؤسف ان إيران لا ترد دائماً في شكل ايجابي على شروط القرار 1747 الصادر عن مجلس الأمن". لكن نظيره الايراني رد بحسب المسؤول الياباني بأن"التطور النووي الايراني سلمي بالكامل، وإيران منفتحة على الحوار لتسوية الخلاف". في فيينا، ذكر ديبلوماسيون ان مبعوثاً فرنسياً وآخر بريطانياً وثالثاً أميركياً التقوا أمس المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي للاحتجاج على تأييده السماح لإيران بمواصلة جزء من برنامج تخصيب اليورانيوم. وأكد ديبلوماسي ان البرادعي"متمسك جداً بمبادئه وبالتعبير عن آرائه، وهو تحدث على كل المستويات لأطول فترة ممكنة"حول الحاجة الى الواقعية في معالجة قدرة إيران على إنتاج الوقود النووي.