دعا الإسلاميون الصوماليون الشعب إلى مقاطعة مؤتمر المصالحة الوطنية المقرر عقده الشهر المقبل، معتبرين أن هدفه"صرف الأنظار عن المقاومة المباركة والجهود المبذولة من أجل تحرير الوطن"، في إشارة إلى حرب العصابات التي تشنها ميليشيات إسلامية وعشائرية ضد القوات الإثيوبية والحكومية. ورهنوا انخراطهم في أي عملية مصالحة بانسحاب كامل للقوات الإثيوبية التي تدعم الحكومة الموقتة في مقديشو. وقال رئيس"المحاكم الإسلامية"شريف شيخ أحمد والرئيس السابق للبرلمان الانتقالي شريف حسن شيخ آدم في بيان مشترك تلقت"الحياة"نسخة منه أمس، إنهما عقدا في العاصمة الاريترية أسمرا"اجتماعاً مشتركاً ضم المجموعة البرلمانية الحرة ومجلس المحاكم"وقررا"دعوة الشعب الصومالي إلى مقاطعة هذا المؤتمر المشؤوم والفاشل". وناشدا"المجتمع الدولي والدول المانحة عدم دعم هذا المؤتمر أو تمويله، لأنه سيزيد من تعقيدات الوضع في الصومال، ونحن واثقون في أن المجتمع الدولي لا يريد أن يكون طرفاً في الصراع". وكانت القوات الصومالية وحليفتها الإثيوبية طردتا"المحاكم"من جنوب البلاد نهاية العام الماضي بعد ستة شهور من سيطرتها على مقديشو وعدد من المدن الاستراتيجية. وفصلت الحكومة رئيس البرلمان بسبب إدارته محادثات مع الإسلاميين من دون موافقتها. ولجأ شيخ أحمد وشيخ آدم إلى اريتريا منذ مطلع العام الجاري. وأضاف البيان:"على رغم إيماننا الراسخ بضرورة وأهمية الحوار الوطني والمصالحة الشاملة بين الصوماليين لإعادة وتفعيل هياكل ومؤسسات الدولة الحرة والموحدة، فإن تنظيم مؤتمر مصالحة بين القبائل الصومالية في مقديشو تحت مظلة ورعاية العدو المحتل في ظرف تهدد فيه أخطار المجاعة مئات الآلاف من النازحين الذين أرغمتهم قوات الاحتلال الإثيوبي على ترك منازلهم ومنعهم من العودة إلى ديارهم، مهزلة غير مقبولة". ورأى أن هدف جهود المصالحة هو"إجبار المواطنين على المشاركة في المؤتمر المزعوم وانتزاع قرار منهم يمنح الشرعية للاحتلال الإثيوبي. ومحاولة عملاء المحتل إطالة أمد هيمنتهم من خلال التظاهر بأنهم ساعون إلى المصالحة، وصرف الأنظار عن المقاومة المباركة والجهود المبذولة من أجل تحرير الوطن". واعتبر أنه"لا يمكن عقد مصالحة حقيقية في ظل الاحتلال الإثيوبي". واشترط الرجلان لعقد المصالحة"الانسحاب الكامل للقوات الإثيوبية، وتوفير مكان محايد وتهيئة مناخ آمن وبيئة تناسب عقد مصالحة حقيقية، ومشاركة جميع الأطراف الصومالية الفاعلة والمؤثرة في الأزمة". وناشدا الشعب التمسك"بالوحدة ومواصلة المقاومة المباركة حتى النصر واستعادة الحرية والسيادة المسلوبة منهم". من جهة اخرى، أ ب أعد المتمردون الإسلاميون في الصومال شريط فيديو يُظهر شاباً يتلو آيات من القرآن الكريم قبل تفجير نفسه في"عملية انتحارية"على ما يبدو، في مؤشر جديد إلى أن المتشددين في الصومال يطبقون تكتيكات تعتمدها تنظيمات راديكالية في العراق وأفغانستان ومناطق أخرى في الشرق الأوسط. وحصلت وكالة أسوشيتد برس على شريط فيديو الخميس من رجل مرتبط ب"الشباب"، الجناح المسلح ل"المحاكم الإسلامية"التي حكمت معظم جنوبالصومال لمدة ستة شهور العام الماضي. وأطاح الجيش الإثيوبي نظام المحاكم في هجوم في كانون الأول ديسمبر الماضي، لكن الإسلاميين تعهدوا شن حرب عصابات حتى إقامة نظام إسلامي في الصومال. وبدأ المتشددون الصوماليون في الشهور الأخيرة استخدام تفجيرات"انتحارية"ونشر تقارير عن المعارك التي يخوضونها عبر شبكة الانترنت. وقال شاب عُرّف بأنه"الشهيد آدم صلاد آدم"في شريط الفيديو:"نعرف أعداء الإسلام، الكفار لديهم أنصار في كل مكان وهدفهم منعنا من تلاوة القرآن الكريم". واضاف الشاب الذي بدا في العشرينات من عمره:"الله ينصرنا وسيكونون من الخاسرين في النهاية". وحض آدم الصوماليين على الدفاع عن بلادهم ضد"الغزاة"، وقال"سأكون أول من يضحّي بحياته... وآمل أن يغفر لي الله أخطائي". ويظهر آدم في الشريط أيضاً وهو يصلّي قبل أن يقود سيارة على الطريق العام في شمال مقديشو، معقل الإسلاميين، ثم تُشاهد سحب الدخان من انفجار في مكان بعيد. وقال آدم انه سيهاجم قاعدة للجيش الإثيوبي.