أكد قياديان إسلاميان صوماليان بارزان أن "المحاكم الإسلامية" في مقديشو تنوي تغيير استراتيجيتها وشن"حرب عصابات"على القوات الأجنبية في العاصمة. ودعا شريف شيخ أحمد الرجل الثاني في"المحاكم"المهزومة التي يعتقد أن فلولها تقود التمرد ضد الحكومة الصومالية في مقديشو وحليفه رئيس البرلمان السابق شريف حسن شيخ آدم إلى طرد الإثيوبيين، واتهما قوات السلام التابعة للاتحاد الافريقي بمساعدة الغزاة. وقال الرجلان في بيان أصدراه في العاصمة الاريترية أسمرا أمس:"ندعو العالم مجدداً إلى النظر إلى ما يحدث في الصومال وإخراج إثيوبيا من بلادنا". وأضافا أن"رجال المقاومة غيروا استراتيجية المواجهة المباشرة إلى هجمات حرب عصابات". وأشارا إلى أن"مجموعات المقاومة الصومالية قامت بعمل دفاعي جيد ضد الغزو الاثيوبي ما تسبب في مقتل عدد كبير من الإثيوبيين". وحذرا من أن"المقاومة لن تتخلى أبداً عن مهمتها في مقاتلة قوات الغزاة، ونحض الشعب الصومالي على عدم الركوع أبداً أمام الإثيوبيين". وفي لفتة من أجل المصالحة، عقد الرئيس الصومالي عبدالله يوسف ورئيس الوزراء علي محمد جيدي اجتماعات مباشرة مع خصومهما السياسيين الرئيسيين المتمثلين في عشيرة"الهوية"المهيمنة في مقديشو. وقال عكاظ عبدي ضاهر زعيم"الهوية":"التقينا بالرئيس ورئيس الوزراء أول من أمس واتفقنا مبدئياً على حل الخلافات بيننا من خلال المفاوضات". وأضاف:"اتفقنا على عقد اجتماع آخر للتعامل بعمق مع المخاوف التي لدى كل منا"، لكنه لم يفصح عن موعد محدد. وفي غضون ذلك، واصل مئات النازحين ممن فروا من العاصمة الصومالية خلال المعارك التي اندلعت الشهر الماضي عودة بطيئة إلى منازلهم. ونقلت حافلات تحمل أمتعة مربوطة فوق أسقفها عشرات العائدين إلى المدينة التي دمرتها القذائف بعد أربعة أيام من إعلان الحكومة"انتصارها"على الميليشيات الإسلامية والعشائرية. وقال معظم العائدين الذين كانوا يحملون قدوراً وأواني إنهم سيتجنبون شمال العاصمة الذي شهد بعضاً من أسوأ المعارك خلال ستة عشر عاماً بين القوات الصومالية والإثيوبية من جهة، والمسلحين الإسلاميين ورجال العشائر من جهة أخرى. وقالت مريم علي التي تقطن حي توفيق الشمالي:"لا يمكننا العودة إلى المناطق التي توجد فيها قوات. هناك بعض المخلفات الحربية التي لم تنفجر في ضاحيتي". وقال مالك أحد المقاهي إنه يعتزم إعادة فتح مقهاه في غضون يومين، غير أنه سيتريث قبل أن يرسل في طلب أسرته. وعلى رغم توقف نيران الأسلحة الرشاشة والدبابات وإطلاق القذائف الصاروخية منذ الجمعة، فإن كثيرين من السكان يخشون أن يكون المسلحون يعيدون تجميع صفوفهم. وأسفرت المعركة التي تهدف إلى السيطرة على مقديشو عن مقتل ما لا يقل عن 1300 شخص خلال الأسابيع الأخيرة، وحولت مناطق في العاصمة إلى مدن أشباح.