يستضيف فريق الاتحاد مساء اليوم نظيره الوحدة في نصف نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، في مباراة لا تحتمل أنصاف الحلول ولا تقبل القسمة على اثنين، فلا بد من فائز ينتقل إلى المباراة النهائية أمام الهلال على كأس البطولة، واكتفاء الآخر بالمركز الثالث ومغادرة المنافسة، لذا سيكون الصراع على أشده بين الطرفين، ولن يقبل أحدهما التنازل عن طموحاته بسهولة، خصوصاً أن هناك حسابات كثيرة تجمعهما عطفاً على التنافس الأزلي الذي زين لقاءاتهما في السابق، قبل أن يتنازل الوحدة في سنوات عدة عن مجاراة الاتحاد، إذ هيمن الأخير على المواجهات وحجب نظيره عن سماء الانتصارات لعشر سنوات دانت فيها الأفضلية للاتحاديين، ويسعى نجوم"الفرسان"اليوم إلى إسعاد جماهيرهم وتصفية بعض الحسابات القديمة، بعد أن استردوا الشيء الكثير من عافيتهم، وترى الجماهير الوحداوية أن الجيل الحالي هو الأجدر والأقدر على قيادة الفريق مجدداً إلى سماء البطولات بعد غيبة طويلة تجاوزت 40 عاماً، وهذه المرة الأولى التي يصل فيها الفريق الاحمر إلى نصف نهائي كأس دوري خادم الحرمين، بل وللمرة الأولى يكون ضمن فرق المربع الذهبي، وهي فرصة مواتية لتذوق طعم الذهب من جديد، ولن يتنازل عنها الوحداويون بسهولة، كما أن خصمه الاتحاد لديه حسابات خاصة بالبطولة التي غاب عن تحقيقها لثلاثة مواسم متتالية، على رغم الجاهزية الفنية والنجوم الزاخرة التي تزين خطوطه، والدعم الكبير من أعضاء شرفه، ويسعى اليوم للاستفادة من عاملي الأرض والجمهور لمواصلة المشوار نحو تحقيق الحلم. وبنظرة على خطوط الطرفين نجد أن كلا الفريقين جاهز لهذا النزال الكبير، وكلاهما يضم العناصر المؤهلة للوصول إلى نتيجة المباراة، فالفريق الاتحادي زاخر بالأسماء البارزة ذات الصفة الدولية التي لديها الخبرة الكافية في مثل هذه المواجهات، ويدرك مدربه البلجيكي ديمتري أنها الفرصة الأخيرة له لتحقيق طموحات محبي"العميد"، بعد أن فشل في ذلك مرتين أمام الخصم التقليدي الأهلي، ولديه قائمة مليئة بالأوراق الرابحة التي تمكنه من تطبيق ما يريد على أرض الميدان، وإن كانت القوة الحقيقية تكمن في منطقة الوسط، بفضل حيوية ونشاط الموسيقار وصانع اللعب محمد نور، الذي يبني ديمتري معظم خططه الفنية على تحركاته، إلى جانب قتالية سعود كريري ومهارة مناف أبو شقير وخبرة البرازيلي فاغنر، ما يسهل مهمة ثنائي المقدمة الغيني الحسن كيتا والبرازيلي رينالدو في الوصول إلى المناطق المحرمة للخصم، كما أن أحمد الدوخي وصالح الصقري يسجلان حضوراً لافتاً على الأطراف في الشقين الدفاعي والهجومي، وكل ما يقلق ديمتري عدم التأكد من جاهزية الحارسين الاساسيين مبروك زايد وتيسير النتيف، في ظل تواضع خبرة الحارس البديل فيصل المرقب. أما على الطرف الآخر، فالوحدة زاخر بالأسماء الشابة التي تتطلع إلى إثبات الذات وتأكيد أحقية الوصول إلى هذه المرحلة، وسعى الجهازان الإداري والفني إلى الأعداد الامثل من خلال رصد المكافآت وإقامة معسكر قصير في جدة استعداداً لهذه المواجهة المهمة والحاسمة في السجلات الحمر، ويعتمد المدرب الوحداوي الألماني بوكير على تكثيف منطقة المناورة بأكثر عدد من اللاعبين، سعياً لتضييق المساحات أمام لاعبي الخصم، مستفيداً من المجهود السخي الذي يقوم به السنغالي حمادجي وقائد الفريق خالد الحازمي، إلى جانب السنغالي أنداي وماجد الهزاني، ومن المنتظر أن يطالب ناصر الشمراني بالتراجع للخلف لمساندة لاعبي الوسط والاكتفاء بعيسى المحياني وحيداً في خط المقدمة، ويجيد لاعبو الوحدة التحرك السليم داخل ملعب الخصم، إلا أن الخبرة تخذلهم كثيراً قرب المرمى، ولعل غياب المخضرم طلال الخيبري سيكون تأثيره واضحاً في الجهة اليسرى خصوصاً أنه عنصر الخبرة الوحيد.