من المحتمل ان يفوز مرشح القوى الإسلامية في انتخابات الرئاسة التركية. ويمهد تنصيب مرشح"حزب العدالة والتنمية"في سدة رئاسة الجمهورية التركية لتعاظم نفوذ الإسلاميين في الحياة السياسية التركية. ويحتار الاوروبيون في كيفية التعامل مع عبدالله غل، وزير الخارجية التركي، في حال فوزه برئاسة الجمهورية، وفي التعامل مع الجيش التركي، وهو تجاوز القيود المفروضة على صلاحياته، التي اشترطها حلف شمال الاطلسي، في مناسبات تركية مصيرية. والحق ان الاتحاد الاوروبي ندد بتدخل العسكريين الاتراك المحتمل في العملية السياسية. وعارضت أوروبا، من وجه آخر، إضفاء طابع ديني على مؤسسات الدولة. ويظهر الوضع الراهن بتركيا تمادي السياسيين الغربيين في التلاعب بمسألة الديموقراطية، وفي فرضها على الآخرين، وإجبارهم على تلقي"الهدية". والحق ان تركيا ليست نموذج مخاطر تعزيز مكانة الإسلام السياسي الوحيد. ويصح القول إنها ليست المثال الأخطر. ففي باكستان تتعاظم قوة التيارات المتطرفة، ونفوذ المدارس الدينية والجماعات شبه العسكرية الملحقة بها. فأعلنت مدرستان تابعتان لمسجد العاصمة، أخيراً، عن توليهما إنفاذ أحكام الشريعة على الأراضي الباكستانية. وتدعم حركة"طالبان"الأفغانية وپ"القاعدة"مثل هذا الإجراء. فالوضع يتردى في دولة نووية، وتتزايد مخاطر وقوع سلاح فتاك بأيدي جماعات أصولية. ونحن نعلم ان الاستخبارات العسكرية الباكستانية أسهمت إسهاماً راجحاً في تأسيس"طالبان"وپ"القاعدة". وعليه، يصح طرح الأسئلة الآتية: ألم يسرف السياسيون الغربيون في الكلام على قنبلة نووية ايرانية، لم يثبت وجودها بعد، وتجاهلوا خطراً واقعياً وقائماً يلوح بباكستان، وهذه تملك قنبلة نووية. ثمة قرائن كثيرة على تعاظم أنشطة الأصوليين الإسلاميين. وهي تزامنت مع تأزم حوار الحضارات. ولماذا يبلغ حوار الحضارات مع الحضارات غير الاسلامية مراحل متقدمة؟ فالحضارات الصينية واليابانية والهندية لا تتوسل التطرف، ولا تعتبره لواء لها ولسان حالها. وأعتقد ان الجواب عن هذا السؤال مرتبط بسياسة الولاياتالمتحدة، وخصوصاً حرصها على الوقوف الى جانب إسرائيل في الصراع العربي - الإسلامي مع هذا البلد اسرائيل. والولاياتالمتحدة دمرت الدولة العربية العراقية المسلمة، وهي تهدد بتدمير دولة إيران المسلمة في حين يخوض حلف شمال الأطلسي حرباً مع المسلمين الأفغان. فهل هذه الحروب جزء من مفهوم حوار الحضارات؟ عن يفغيني بريماكوف رئيس الوزراء الروسي سابقاً،"موسكوفسكي نوفوستي"الروسية، 18 /5/ 2007،