أدت المخاوف من استهداف «بيت الأممالمتحدة» في وسط بيروت الى إقفال شارعين رئيسيين يؤديان الى المبنى أمس، بناءً على إصرار مسؤولي المنظمة الدولية، والى اتخاذ تدابير أمنية مشددة تحسباً لاحتمال تعرّضه لأي اعتداء، في إجراء شمل خفض عدد الموظفين العاملين في المبنى، والطلب الى عدد كبير منهم العمل في أماكن أخرى أو من منازلهم. وأصدر مدير مركز الإعلام في الأممالمتحدة في بيروت بهاء القوصي بياناً برر فيه التدابير الاحترازية المتخذة حول المبنى الذي يضم موظفي إسكوا (اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا)، ومؤسسات أخرى تابعة للمنظمة الدولية، بأن الهجوم الذي تعرض له مقرها في أبوجا في نيجيريا دفع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى أن يأمر «بإجراء استعراض شامل للترتيبات الأمنية الثابتة»، وبأن نقاشاً جرى بين الأممالمتحدة والحكومة اللبنانية «لمعالجة نقاط الضعف»، على خلفية الهجومين الأخيرين ضد قوات «يونيفيل» في الجنوب اللبناني في شهري أيار (مايو) وآب (أغسطس) الماضيين. وإذ أدى إقفال الطرقات المؤدية الى بيت الأممالمتحدة الى زحمة سير في الشوارع الأخرى المحيطة بوسط بيروت، علمت «الحياة» ان الإجراء اتخذ بناء لإلحاح كبار المسؤولين في الأممالمتحدة، لئلا يضطروا الى إقفال المقر كلياً ونقل الموظفين من لبنان، نتيجة المخاوف من استهدافه بسيارة مفخخة أو أي طريقة أخرى. وفي حين قال القوصي رداً على سؤال ل «الحياة»، إن «إسكوا» لم تتلق تهديداً مباشراً، ذكرت مصادر مطلعة أن المخاوف الدولية على المبنى الأممي ناجمة عن قراءة للأوضاع الأمنية بعد تفجير نيجيريا، وبعد أن تعذر تحديد هوية الجهات التي نفذت التفجيرين ضد الوحدتين الإيطالية والفرنسية في مدينة صيدا الجنوبية، وكذلك خطف السياح الأستونيين السبعة في آذار (مارس) الماضي ثم الإفراج عنهم في تموز (يوليو)، فضلاً عن تحذير جهات أمنية من سيارات مفخخة قد يستهدف بعضها مبنى «إسكوا». ولم تستبعد المصادر أن تستمر التدابير المتخذة حول المبنى مدة طويلة ريثما تتم قراءة جديدة للأوضاع الأمنية توحي بالاطمئنان لمسؤولي الأمن في الأممالمتحدة.