ماذا تخبرنا الصورة التلفزيونية الحالية عن مستقبل التلفزيون؟ هل يستطيع أحدنا بالنظر إلى التلفزيون اليوم أن يتخيل عالم الفضائيات بعد خمس سنوات مثلاً؟ في السنوات القليلة الماضية، خرجت إلينا خدمة الرسائل النصية على الشاشات. اكتسبت شهرة بسبب برامج التصويت. أضافت بعض القنوات، خصوصاً الغنائية، شريطاً يعرض رسائل المشاهدين فقط. قدمت قنوات كثيرة خدمة"جوال القناة"."أرسل رسالة نصية ليجد الخبر المهم طريقه إليك". هكذا سوقوا لخدمتهم. قبل أيام نُشر موضوع في طبعة"الحياة"السعودية عن"التصويت الإلكتروني". هاجم اختصاصيون نفسيون واجتماعيون هذه الخدمة، واعتبروا أن القيمين على بعض البرامج حولوا هذه الرغبة إلى أموال. حسناً... في ندوة"أزمة التمويل الفضائي"، التي عرضت على قناة"العربية"قبل أسابيع، قال مدير عام"تلفزيون أبو ظبي"علي الأحمد:"إن خدمة الرسائل غير مجدية لذلك لا نقدم هذه الخدمة إلا نادراً". ربما يقصد الأحمد أن دخل هذه الخدمة لا يقارن بدخل الإعلانات، حتى لو كانت القناة تعرض رسائل نصية 24 ساعة على 24. قنوات الرسائل النصية تبث رسائل نصية فقط، وأغنيات. تبدو تلك القنوات أقرب إلى خدمة الراديو من التلفزيون. كلفة البث لمدة عام نحو مليون دولار. لا تحتاج قناة للرسائل النصية إلى أكثر من بضعة موظفين كي يديروا برامج استقبال الرسائل ويعملوا على صيانتها. أصحاب تلك القنوات لا يبحثون عن وجاهة كمثل تلك التي يبحث عنها أصحاب القنوات المفلسة، فالقنوات لا تعرض إلا الرسائل. هدفهم ربحي فقط. ربما يجنون صافي ربح يتجاوز المئة ألف دولار بقليل. وربما أضعاف هذا المبلغ. السنوات المقبلة تلوح بابتكار عربي تلفزيوني من نوع آخر، يحقق للباحثين عن حضور عبر الشاشة رغبتهم. قنوات"الرسائل المصورة"، تحقق للمرسل أكثر مما يرغب، أي أكثر من الحضور فقط. في عام 2006 ظهر على الساحة أكثر من 19 فيلماً سينمائياً سعودياً. فجأة. تمتلئ أجهزة الهاتف المحمول العربية، خصوصاً الخليجية والسعودية، بمشاهد مصورة. مئات وربما ألوف من هذه المَشَاهد تنتج يومياً، لكنها تظل محصورة بأجهزة"الجوال". سيتفرج المشاهدون مع أصدقائهم على مشَاهِدهم مقابل مبالغ يدفعونها لخدمة الإرسال عبر الوسائط. سنشاهد أفلاماً قصيرة كوميدية ومعبرة عن بعض المجتمعات بعفوية. سنشاهد صورة صادقة صورت في لحظة غفلة. سنلتفت إلى هذه القنوات حتماً، لأن فيها صورة غير مفبركة. سنعتزل ولو لفترة الأفلام المصنوعة والممثلين لمصلحة صورة حقيقية وممثلين حقيقيين. ستحكي بعض القنوات عن أشهر هذه الأفلام أو الرسائل، فلا بد أن يحقق بعضها ضجة، لأن من بينها من سيتجاوز المحظور. حينها ستتمكن القنوات من جذب المعلن، فهناك"أفلام"تُنتج مجاناً، بل تُعرض بمبلغ، ويشاهدها آخرون. كل ما علينا لكسر الروتين التلفزيوني الذي نعيشه، انتظار هذه الخدمة، وانتظار تطور تقنيات الإرسال عبر الهاتف المحمول، وتقنيات التصوير عبر الهاتف ذاته. طبعاً سترسل الأفلام المصورة بكاميرا فيديو أيضاً عبر المحمول. من يدرك، إلى أين سيأخذنا التلفزيون أيضاً؟