ازدادت امس وتعالت الاصوات المطالبة باستقالة رئيس الحكومة الاسرائيلي ايهود اولمرت، غداة توجيه اللجنة الحكومية لفحص مجريات حرب لبنان الثانية لجنة فينوغراد في تقريرها المرحلي انتقادات شديدة لاسلوب معالجته للحرب العام الماضي، محملة اياه"شخصياً ووزارياً"مسؤولية"الاخفاقات". وبثت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي امس تقريراً يفيد ان غالبية نواب حزب"كديما"الذي يتزعمه اولمرت يعتزمون حثه على الاستقالة. وجاء في التقرير ان النواب سيطالبون اولمرت بالتنحي عن زعامة الحزب في اجتماع من المتوقع ان يعقد غداً الخميس، وهو اليوم نفسه الذي سيجتمع فيه البرلمان في جلسة خاصة لمناقشة نتائج التقرير المتعلق بالحرب والذي صدر الاثنين. وذكرت قناتان تلفزيونيتان اسرائيليتان ان وزيرة الخارجية الاسرائيلية ونائبة رئيس الوزراء تسيبي ليفني ابلغت مساعديها ان اولمرت ينبغي ان يستقيل. ونقلت القناة العاشرة عن ليفني قولها لمساعديها"أولمرت ينبغي ان يرحل"وهو ما يجعلها ارفع عضو في حكومة اولمرت يدعو الى ستقالته. وقالت القناة الثانية ان ليفني التي ينظر اليها على نطاق واسع على انها ابرز المرشحين لخلافة اولمرت تبحث عن بديل له. وكان اولمرت اعلن مساء الاثنين بعد ساعات على تسلمه تقرير لجنة فينوغراد انه لا يعتزم التنحي عن منصبه. وبدا انه قرر اعتماد استراتيجية لكسب الوقت للحفاظ على منصبه في مواجهة الأصوات المنادية من كل حدب وصوب باستقالته، اذ قال:"لن يكون مناسباً ان استقيل ولا انوي ذلك". وأقر بوجود"اخطاء عدة ارتكبها الذين اتخذوا قرارات، وأنا على رأسهم. يجب تصحيح هذه الاخطاء". وبدا اولمرت مجهداً امس وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي انه غفا خلال احتفال صباحي بعدما امضى ليلته في قراءة تقرير لجنة فينوغراد المكون من 320 صفحة. وقالت الاذاعة ان اولمرت 61 عاما الذي بدا عليه الارهاق كان يحضر حفلة تسليم وتسلم بين القائدين السابق والجديد للشرطة الاسرائيلية حين قهره النوم. وقالت صحيفة"يديعوت أحرونوت"عن نتائج لجنة التحقيق في حرب الصيف الماضي:"لم يكتب أبدا مثل تلك الكلمات القاسية عن رئيس للوزراء كما حدث في تقرير فينوغراد". وجاء في صحيفة"معاريف":"يدرك مساعدو أولمرت تلك الحقيقة المريرة وهي أنه لا يمكن أن يبقى رئيسا للوزراء بعد ذلك التقرير". وأعلن الوزير الاسرائيلي من دون حقيبة ايتان كابل خلال مؤتمر صحافي امس استقالته من حكومة اولمرت وقال:"لا يمكنني بعد نشر هذا التقرير البقاء في حكومة برئاسة ايهود اولمرت"، معتبراً ان على رئيس الوزراء الذي"فقد ثقة الشعب ان يستقيل على الفور". وهو اول وزير في حكومة اولمرت يتخلى عن منصبه غداة نشر نتائج التقرير. وأظهر استطلاع للرأي طلبت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي اجراءه ان 69 في المئة من الجمهور الاسرائيلي يعتقدون بان اولمرت يجب ان يستقيل، وان 74 في المئة يرون ان على عمير بيريتس وزير الدفاع رئيس حزب العمل الذي انتقد تقرير لجنة فينوغراد قلة خبرته في الشؤون العسكرية ان يقدم استقالته. وأجمعت الصحف الاسرائيلية على رأي واحد، إذ فيما كتبت"يديعوت احرونوت"في عنوانها الرئيسي"مسدس في رأس اولمرت"، كان عنوان"معاريف"هو"اولمرت يتوجه الى المخرج"، ورأت"هآرتس"ان رئيس الوزراء"فشل". وأكد كاتب الافتتاحية الشهير في"يديعوت احرونوت"ناحوم بارنياع الذي يتمتع بنفوذ كبير ومنح اخيراً"جائزة اسرائيل"، وهي أرفع جائزة في البلاد:"اذا بقي اولمرت في منصبه سيصبح من الصعب ان يتحمل أي شخص مسؤولية شخصية في أي مسألة ويمكن لاسرائيل ان تعلن بفخر انها اصبحت جزءا من العالم الثالث". ويرى معلقون ان اولمرت يأمل بأن يتمكن من اقناع اللجنة بألا توصي في تقريرها النهائي باستقالته عبر تطبيقه الاجراءات التي اوصت بها ولا سيما لجهة حماية المدنيين. وستنظم غداً الخميس تظاهرة كبيرة للدعوة الى استقالة اولمرت وبيريتس في تل أبيب بدعوات من منظمات يمينية ويسارية وجمعيات الدفاع عن جنود الاحتياط وأسر حوالي 160 جندياً او مدنياً قتلوا في الحرب الأخيرة. وقُدم طلب امس الى المحكمة الاسرائيلية العليا للمطالبة بإقالة اولمرت من مهماته.