سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تتهيأ لعملية برية بعد نشر المدفعية الثقيلة وتوغل للدبابات ... وعباس أرجأ زيارته بعد اكتشاف محاولة لاغتياله . إسرائيل تدخل على خط الأزمة في غزة ب 4 غارات تستهدف مواقع لقوات "حماس"
دخلت اسرائيل على خط الأزمة الداخلية المتفاعلة في قطاع غزة، وشنت أربع غارات جوية امس استهدفت اساساً مواقع تابعة لحركة "حماس"، وأسفرت عن مقتل ستة فلسطينيين وجرح 25 آخرين، كما بدا انها تتهيأ لعملية برية بعدما اعادت نشر المدفعية الثقيلة قبالة القطاع وأدخلت بعض الدبابات عبر الحدود، في وقت توعدت"كتائب عزالدين القسام"، الجناح العسكري ل"حماس"باستئناف عملياتها"الاستشهادية"، ما يمهد لانهيار اتفاق الهدنة بعد ستة اشهر من التوصل اليه. وأرجأ الرئيس محمود عباس زيارة مقررة لغزة امس من اجل وضع حد للاقتتال بين حركتي"فتح"و"حماس". ونقلت وكالة"فرانس برس"عن مصدر فلسطيني ان الزيارة أرجئت إثر اكتشاف محاولة لاغتياله من قبل"كتائب القسام". بموازاة ذلك، اعلن الرئيس جورج بوش في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في واشنطن انه وبلير"قلقان من العنف في غزة، ونحض بالحاح الأطراف المختلفة على العمل من اجل التوصل الى حل يقوم على دولتين". راجع ص4 و5 ويأتي التصعيد الاسرائيلي في وقت ساد قطاع غزة هدوء حذر تخللته خروق متقطعة اسفرت عن مقتل 8 فلسطينيين بعد اعلان التهدئة مساء اول من امس. إلا أن مظاهر الاحتقان بقيت قائمة في الشوارع التي خلت من المواطنين وانتشر فيها المسلحون والحواجز العسكرية. وقال مصدر امني فلسطيني ان"الاشتباكات في غزة هدأت الى حد ما، لكنها لم تتوقف بالكامل والخطر ما زال موجوداً في الشوارع"، موضحاً ان"مسلحين يطلقون النار باتجاه مقرات او حواجز عسكرية بين وقت وآخر". وفي تطورات الوضع الميداني، افاد مراسل"فرانس برس"ان الطائرات الحربية الاسرائيلية اطلقت على الاقل صاروخاً واحداً ادى الى تدمير المقر الرئيسي لوحدة الحماية التابعة ل"القوة التنفيذية"في حي الرمال. واشارت الى ان الغارة الثانية استهدفت سيارة في شارع الجلاء وسط غزة وأدت الى مقتل احد اعضاء"كتائب القسام". وأكدت مصادر طبية وأمنية ان غارة ثالثة استهدفت بصاروخ واحد على الاقل غرفة للحراسة امام منزل الناطق باسم وزارة الداخلية خالد ابو هلال في حي الشيخ رضوان شمال غزة، ما ادى الى مقتل طلعت هنية. وقتل ثلاثة ركاب في سيارة مساء امس في منطقة معبر صوفا جنوب قطاع غزة في رابع غارة شنتها الطائرات الاسرائيلية التي استهدفت ايضاً موقعا ل"لجان المقاومة الشعبية"في بيت لاهيا شمال قطاع غزة. وأعاد الجيش الاسرائيلي امس نشر مدافع من عيار 155 مليمترا قبالة قطاع غزة، علماً ان اسرائيل كانت سحبت هذه المدافع بعد اتفاق التهدئة في تشرين الثاني نوفمبر 2006 عندما تعهدت الفصائل الفلسطينية الامتناع عن اطلاق الصواريخ في مقابل وقف اسرائيل هجماتها وسحب قواتها من القطاع. وقالت مصادر أمنية فلسطينية ان 15 دبابة اسرائيلية توغلت كيلومترين شمال القطاع قرب مستوطنة"دوغيت"، ما قد يشير الى عملية برية داخل هذه المنطقة. وفي اعقاب الغارات الاسرائيلية، هددت"كتائب القسام"باستئناف العمليات الانتحارية داخل اسرائيل، واعلن الناطق باسمها"ابو عبيدة"ان"كل الخيارات مفتوحة"للرد على الاعتداءات الاسرائيلية بما فيها"العمليات الاستشهادية"و"سنرد بكل الخيارات في الوقت والمكان المناسبين". من جانبها، اعلنت اسرائيل ان الغارات تأتي رداً على الصواريخ التي تستهدفها من قطاع غزة. وكانت ست قذائف صاروخية اطلقت امس على بلدة سديروت جنوب اسرائيل، ما ادى الى اصابة شخصين احدهما تلميذ، حسب ما افاد الجيش والشرطة الاسرائيليان. ودافعت واشنطن عن حق اسرائيل في الرد على الصواريخ، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية شون مكورماك ان"اسرائيل من حقها ان تدافع عن نفسها"امام هجمات الصواريخ، مشيراً الى انها"مارست ضبطاً شديداً للنفس في مواجهة هذه الهجمات الصاروخية". واضاف ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس هاتفت الرئيس عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت"لتعرف كيف يريان الموقف. ومن المؤكد اننا نريد ان نرى انخفاضا او نهاية للعنف، لكن لنتذكر كيف بدأ هذا العنف، وقد بدأ بهذه القوات التي تقودها حماس". من جانبه، حمل وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط اسرائيل والفصائل الفلسطينية والمجتمع الدولي مسؤولية تدهور الاوضاع في قطاع غزة، واعتبر في تصريحات ان القصف الاسرائيلي لشمال قطاع غزة"عنف عبثي وقتل بالمجان". وأعاد القضية الى المربع الاول عندما شدد على"ان مفتاح انهاء العنف هو توفير حل سلمي للمشكلة الاساسية وهي الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية".