حتى الآن لا يُعلم مدى الآثار السلبية التي تحدثها القنوات الفضائحية، وفي دبي حملة شعبية ضد هذه القنوات، بدأت بها جمعية توعية ورعاية الأحداث، وخرج أكثر من ألفي طالب وطالبة من مدارس دبي في مسيرة رافضة للفضائيات الهابطة ومنددة بالأفعال المشينة، الخلاعية، التي تقوم بها تلك الفضائحيات. لا ننسى أن بعضاً من هذه القنوات يُبث من دبي! وبعضاً آخر من مدن عربية أخرى، ولو كانت من الغرب لأقمنا الدنيا ولم نقعدها. وفي عدد من مجلة"لها"قرأت"أيضاً"عنواناً كبيراً هذا نصه:"المدير العام لشرطة دبي: قضايا جنائية ضد وزراء الإعلام العرب إذا لم يتحركوا لوقف مهازل الفضائيات"، وفي تحقيق المجلة قصص من آثار الفضائحيات، منها شابة تعرضت لاعتداء جنسي من شاب تعرف عليها من خلال هذه"المزابل"الفضائية، وأخرى خسرت 90 ألف درهم في شهر واحد من رسائل الفضائحيات، وإذا أردت أن تعلم أساليب النصب على السذج الكثر، تقرأ اعترافات لموظف في إحدى الفضائحيات، يقول إن موظفي"المحطة"مكلفون البدء في إرسال الرسائل على شاشتهم، فهم في مزاد"ومن يسوم؟"، من نماذج هذه الرسائل"فتى الرياض يمسي على بنت الإمارات"ثم يبدأ المال في الانهمار، يضيف الموظف انهم في شهر واحد حققوا دخلاً مقداره 25 مليون درهم! وهو رقم كبير يدل على سذاجة و"دلاخة"أكبر، أعجب هذا النشاط صاحب المحطة ليتم توظيف عدد أكبر لتسخين الأجواء. الزميل الأستاذ عبدالله الكعيد ذكرنا في مقال له قبل أيام في صحيفة"الرياض"، بما حدث لقناة فرنسية قبل سنوات، بثت هذه القناة فيلماً مشخلعاً، فقامت قيامتنا وقيامة عربسات، وقطع بثها، واعتذرت المحطة. الآن اختلف الوضع"الثقافي"لعربسات، تحولت إلى عملة بوجهين لا ثالث لهما"عربشات وعرب هات"، ولا تختلف عنها الجهات الأخرى التي تدير وتؤجر في العالم العربي للفضائحيات، ومنذ سنوات اكتب، أطالب وزراء الإعلام العرب بميثاق شرف أخلاقي ملزم للبث الفضائي. تغير الوزراء وبقي الوضع على حاله، وأيسر الأمور هو التحدث للإعلام عن التوعية السليمة للنشء وتعزيز الثقافة الوطنية والأخلاق العربية"الأصيلة"، أية أصيلة، صارت تقليداً مسخاً... تصريحات كأنها كلام... مرسل إلى التشات! فلا قيمة لها على الفضائحيات،"كليشيهات"أصلها من"هيهات"والدليل ما تشاهدون، إنه المال القذر السيد المطاع. ننتظر رفع القضايا الجنائية لعلها هي أيضاً لا تكون من كلام"التشات"! [email protected]