قُتل أربعة جنود أوغنديين وجرح خمسة آخرون من قوة السلام الأفريقية بانفجار استهدف قافلتهم في مقديشو، أمس، في أعنف هجوم على القوة التابعة للاتحاد الأفريقي منذ انتشارها مطلع آذار مارس الماضي. وأعلن الناطق باسم القوة الافريقية الكابتن بادي انكوندا أن الانفجار وقع قرب فندق أوروبا في شمال العاصمة الصومالية، فيما كان الجنود في مهمة. وقال مسؤول صومالي طلب عدم كشف هويته إن"العبوة من صنع يدوي وكانت مزروعة تحت الارض وموصولة بفتيل، وانفجرت باستخدام جهاز تحكم عن بعد". وأكد شاهد مقتل طفل كان يلعب الكرة قرب المكان الذي مرت فيه القافلة. وقال شاهد آخر إن"الجنود الأوغنديين طوقوا الآلية التي تقل زملاءهم فور وقوع الانفجار وأغاثوا المصابين فيها". وأفادت مصادر متطابقة أن السلطات اعتقلت عدداً من الأشخاص على الفور إثر وقوع الانفجار. وأكد الناطق باسم الحكومة الصومالية حسين محمود محمد أن"الهجوم على القوات الاوغندية يحمل بصمات تنظيم القاعدة... هذه العملية نفذتها عناصر صومالية منخرطة في القاعدة". وأضاف أن"الحكومة تتعامل مع الحادث على أنه هجوم إرهابي"، معرباً عن حزنه"لمقتل أربعة جنود جاؤوا لمساعدة الشعب الصومالي على إرساء السلم بعد نحو 16 سنة من الاضطرابات". وبدأت قوة السلام الأفريقية التي تضم 1500 جندي انتشارها مطلع آذار الماضي، بهدف إرساء السلم في البلاد وحماية المؤسسات السياسية. وهي تتشكل بالكامل من قوات أوغندية تنتظر انضمام جنود من دول أخرى إليها. وتوعدت"المحاكم الاسلامية"التي كانت تسيطر على معظم مناطق جنوبالصومال قبل أن تهزمها القوات الإثيوبية والحكومية مطلع السنة، باستهداف القوات الأجنبية. وجاء الاعتداء على القوة الأفريقية في وقت تشهد مقديشو تصعيداً في أعمال العنف منذ بضعة أيام بعد هدوء نسبي تلى معارك عنيفة بين الميليشيات العشائرية والإسلامية من جهة والقوات الحكومية وحلفائها الإثيوبيين من جهة أخرى. وتكثفت الهجمات في حين تقول السلطات إنها هزمت التمرد الشهر الماضي. وأفاد مصدر أمني أن شرطياً جرح بانفجار قنبلة ألقاها مجهول على مركز للشرطة في حي حوريوا شمال مقديشو مساء الثلثاء، كما قُتل خمسة أشخاص في انفجار قنبلة زرعت في صالة سينما برديرا في جنوبالصومال. وفي موازاة ذلك، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي أن أديس أبابا لن تسحب قواتها من الصومال قبل استكمال نشر القوة الأفريقية، خوفاً من حدوث فراغ أمني قد تستغله الميليشيات لتطويق الحكومة الصومالية الانتقالية. وقال زيناوي في مقابلة مع"رويترز"أمس إن الوجود الإثيوبي في الصومال"عبء مالي كنا نفضل تجنبه، لكننا ندرك أننا إذا انسحبنا بطريقة متعجلة، فسيؤثر ذلك سلباً على أمن الصومال والمنطقة. سننسحب بطريقة مسؤولة، بحيث نضمن عدم حدوث فراغ أمني". وأشار إلى أن ذلك يعني انتظار وصول بعثة الاتحاد الأفريقي إلى نحو نصف قوتها المزمعة، وهي ثمانية آلاف جندي. وأكد ملس أنه يأمل ويتوقع أن يحدث هذا سريعاً. وقال:"نصف الثمانية الاف أو نحو النصف سيكون كافياً". وأضاف أن تحديد جدول زمني لوجود الجيش الإثيوبي في الصومال لن يكون مفيداً، مشيراً الى أن عدد جنوده هناك"أكثر أو أقل من أربعة الاف". وكشف أن بين 41 أجنبياً مشتبها بهم محتجزين في إثيوبيا في أعقاب فرار الإسلاميين من مقديشو، هناك 29 أطلق سراحهم أو في سبيلهم إلى ذلك، بينما ستبقي أديس أبابا على 12 شخصاً في السجن لمحاكمتهم، باعتبارهم"يبدون وكأنهم الأممالمتحدة للإسلاميين". ورفض الافصاح عن جنسياتهم، لكنه قال إن أميركياً مشتبهاً به يدعى عامر محمد مشعل ضمن من سيطلق سراحهم.