كمبالا، أديس أبابا - أ ف ب - أكدت السلطات الأوغندية أمس أنها اعتقلت المسؤولين عن تفجيري كمبالا اللذين أوديا الشهر الماضي بحياة 74 شخصاً وتبنتهما «حركة الشباب المجاهدين» الصومالية المتهمة بالارتباط بتنظيم «القاعدة». وعرضت أربعة رجال قال أحدهم إنه عمل بدافع «الكراهية» للأميركيين. واستهدفت عمليتان انتحاريتان في 11 تموز (يوليو) الماضي في العاصمة الأوغندية مطعماً إثيوبياً ومشرب ناد للرغبي كان ينقل المباراة النهائية لكأس العالم في كرة القدم. وقال رئيس الاستخبارات العسكرية الاوغندية الجنرال جيمس موجيرا في مؤتمر صحافي في كمبالا أمس: «وعدنا بمطاردة المذنبين... ونفذنا وعدنا. اعتقلنا كل المسؤولين الذين خططوا ونفذوا هذه الهجمات الجبانة». وقدم إلى الصحافيين أربعة أوغنديين قال إنهم المشتبه بهم. وقال عيسى أحمد رويمة (33 عاماً) الذي قُدم على أنه «زعيم» المجموعة إنه «التحق بالشباب في 2009». وأوضح أنه توجه إلى الصومال عن طريق كينيا، عبر مدينة مومباسا الساحلية، لتنظيم الهجمات، وكلف تسلم المتفجرات. وأعرب عن «الأسف للخسائر في الأرواح البريئة»، مبرراً عمله «بالكراهية للأميركيين المسؤولين عن كل معاناة المسلمين في العالم». وأضاف: «إنهم هم الذين أقاموا الحكومة الانتقالية في الصومال لمنع إقامة دولة اسلامية كما نصبوا (الرئيس حميد) كارزاي في أفغانستان». وقال مشتبه به آخر يدعى إدريس نسوبوغا إنه «غُرر به في هذه القضية». وكشف أن أحد الانتحاريين اللذين نفذا الهجوم صومالي والثاني كيني. وضمن المجموعة حسن رويمة (27 عاماً) وهو شقيق زعيم المجموعة، أما العضو الرابع في المجموعة فيدعى محمد موغيش (24 عاماً). وقالت الاستخبارات الأوغندية إنه أحد خمسة أوغنديين يقاتلون في صفوف «الشباب». وتبنى متمردو «الشباب» الذين سبق أن أعلنوا ولاءهم لتنظيم «القاعدة» الاعتداء المزدوج في كمبالا، وهو الأول لهم خارج الأراضي الصومالية، انتقاماً من أوغندا على خلفية مشاركتها في قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال. وهم يريدون إسقاط حكومة الرئيس شريف شيخ أحمد الإسلامي المعتدل الذي انتخب في كانون الثاني (يناير) 2009. ولا تسيطر هذه الحكومة سوى على جزء صغير من مقديشو وتدين ببقائها لستة آلاف جندي بوروندي وأوغندي في قوة السلام الأفريقية. وذكر رئيس الاستخبارات العسكرية الأوغندية أن «ثلاثة كينيين اتهموا رسمياً قبل أيام» لتورطهم في التخطيط للاعتداء وتأمين الجانب اللوجستي فيه. وغداة التفجيرين، اكتشفت الشرطة في مرقص في كمبالا سترة محشوة بالمتفجرات في حقيبة جهاز كومبيوتر محمول مع هاتف نقال. وأدى هذا الهاتف إلى توقيف الكينيين الثلاثة. وروى عيسى أحمد رويمة أنه قاتل في مناطق عدة في الصومال مع «الشباب» قبل أن يُطلب منه تنفيذ هذه المهمة، وشرح كيف وصل إلى كمبالا من مومباسا في كينيا وأقام في منزل في العاصمة اختاره له موغيشا الذي كان يقود العملية آنذاك، إلا أن المكان لم يكن آمناً بحسب عيسى الذي حل محل موغيشا في قيادة المؤامرة. وأضاف أن «دوره انتهى هنا. كل شيء جرى تحت مسؤوليتي: تسلم المواد ثم استقبال المرشحين لتنفيذ العملية الانتحارية». وبعدما رفض شركاء عدة المشاركة في العملية، اضطر عيسى إلى تجنيد شقيقه وصديق له هو إدريس الذي كلفع توصيل احد الانتحاريين إلى نادي الرغبي. وأضاف أنه اختار المطعم الإثيوبي كهدف «لأن الاثيوبيين أعداؤنا أيضاً». وكان رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي أعلن أول من أمس إن قوات بلاده التي انسحبت من الصومال مطلع العام 2009 يمكن أن تعود إذا كان ذلك ضرورياً لحماية انسحاب قوات حفظ السلام الافريقية. وقال خلال مؤتمر صحافي في أديس أبابا: «لن نعبر الحدود إلا إذا كانت أرواح جنود حفظ السلام في خطر وإذا طلبوا منا ذلك. عندها سنتدخل من دون تردد». وأوضح أن هذا التدخل العسكري، إن حصل، سيكون هدفه حصراً المساعدة على انسحاب قوات الاتحاد الأفريقي التي تعد حالياً ستة آلاف جندي. وقال: «في هذه الحال سندخل في الأراضي الصومالية لمساعدة اميصوم (القوة الأفريقية)، إلى العمق الذي يتطلبه ذلك. لكن هذا الأمر نظري للغاية ولا أعتقد أنه قد يحصل». وشدد على أن قوات بلاده لن تدخل الأراضي الصومالية «إذا كانت الحكومة الانتقالية مهددة».