تبنى مجلس النواب الاميركي مشروع قانون ينص على صرف جزء من الأموال التي يطالب بها الرئيس جورج بوش لمواصلة الحرب في العراق خلال 2007. واعتمد النص الذي يقضي بتحريك 43 بليون دولار من أصل مئة بليون طلبتها وزارة الدفاع هذه السنة لتمويل عملياتها في العراق وافغانستان، ب221 صوتا مقابل 205 اصوات. يهدف النص، الذي يرجح ألا يمر نظراً الى تحفظات مجلس الشيوخ وتهديد بوش بتعطيله، الى تأمين جزء من التمويل المطلوب. اما باقي المبلغ، اي 53 بليون دولار، فلن يتم تحريكه قبل تموز يوليو إذا تمكنت ادارة بوش من التأكيد ان المسؤولين العراقيين حققوا التقدم المطلوب منهم على صعيد نزع اسلحة الميليشيات وتقاسم عائدات النفط وغيرها. من جهة أخرى، رفض مجلس النواب الاميركي مشروع قانون قدمه ديموقراطيون معارضون للحرب لسحب جميع القوات المقاتلة من العراق بحلول اوائل العام المقبل. والمشروع، الذي رفضه المجلس بغالبية 255 مقابل 171 صوتاً، كان يقضي بأن يبدأ سحب القوات الاميركية المقاتلة في غضون ثلاثة أشهر مع منح البنتاغون ستة اشهر اخرى لاتمام تحريك القوات، بما ينهي فعلياً الحرب التي مضى عليها اربعة اعوام. وقال النائب الديموقراطي جيمس مكغفرن:"هذه الحرب مأساة رهيبة وحان الوقت لوضع نهاية لها". وفي الوقت ذاته، تستمر المحادثات بين الكونغرس والبيت الابيض لإعداد مشروع قانون آخر يسمح بتمويل العمليات هذه السنة. وبدا بوش الخميس منفتحاً الى حد ما، فأكد استعداده لمناقشة المعايير التي يجب ان تحققها الحكومة العراقية. فقد صرح بأنه أعطى مدير مكتبه جوزف بولتن الذي يجري المفاوضات، هامشا لايجاد"ارضية تفاهم"على هذا الاساس. ورحب زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ هاري ريد، أحد أبرز محادثي بولتن، بهذا"التقدم". لكنه اكد ان عدم احترام الاهداف المحددة يجب ألا يمر من دون عواقب بالنسبة الى العراقيين. وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ان"اهدافاً من دون نتائج لا معنى لها ولا تشكل سوى شيكاً على بياض". اما نائب الرئيس ديك تشيني، فبدا غداة زيارة بغداد، مشككاً في معالجة"بيروقراطية"لمسألة العواقب. وقال لشبكة"فوكس نيوز"الخميس"يجب التفكير بالعواقب التي يواجهها العراقيون ... عدد قتلاهم أكبر بكثير من قتلانا". ويأتي تصويت مجلس النواب بعد تسعة أيام من فرض بوش الفيتو الرئاسي على نص يضع برنامجا زمنيا للانسحاب، ويندرج في اطار الضغوط المتزايدة ضد الادارة. وتوجه حوالي 12 برلمانياً جمهورياً خلال الاسبوع الجاري الى بوش واقرب مستشاريه ليوضحوا لهم ان حزبهم قد يتخلى عنهم اعتباراً من ايلول سبتمبر. وقال النائب راي لحود لشبكة"سي ان ان"ان الرسالة كانت"واضحة جداً"ومفادها"اننا سننتظر حتى ايلول وعليهم عندئذ تقديم تقويم نزيه للوضع"في العراق. وكان قائد القوات المتعددة الجنسية الجنرال ديفيد بترايوس وعد بتقويم الاستراتيجية الجديدة التي اعلنت في كانون الثاني يناير الماضي وجرى على أساسها ارسال تعزيزات الى العراق، في ايلول المقبل. وكان زعيم الجمهوريين في مجلس النواب جون بونر حذر الاحد من انه اذا لم يتم التوصل الى نتائج ايجابية، يجب الانتقال الى خطة اخرى. لكن الناطق باسم البيت الابيض توني سنو صرح الخميس بأن"الحزب الجمهوري موحد ... واذا كنتم تبحثون عن الانشقاق انظروا الى الديموقراطيين الذين لا ينجحون في التوصل الى تفاهم". وفي الواقع، حافظ الجمهوريون الى حد كبير على ولائهم للبيت الابيض وعارضوا القرار الأخير للديموقراطيين الذي دعمه اثنان منهم فقط. اما الديموقراطيون فمنقسمون حول نص يمكن ان يمول انسحاب القوات حصرا وعرض للتصويت لإرضاء جناحهم اليساري. وصوت 169 منهم بمن فيهم بيلوسي مع النص مقابل 59 صوتوا ضده بينهم زعيم الغالبية ستيني هوير.