حققت ديبلوماسية الطاقة الروسية نصراً استراتيجياً في صراعها مع أوروبا والولايات المتحدة للسيطرة على خطوط أنابيب النفط والغاز من منطقة آسيا الوسطى. وتسلحت موسكو بورقة مهمة يمكن استخدامها في المفاوضات الشاقة التي ستخوضها يومي 17و 18 من الشهر الجاري، في مدينة سمارى الروسية أثناء القمة الروسية - الأوروبية. ففي العاصمة الكازاخستانية أستانة، أولى محطات جولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسيوية، تعهدت كازاخستان بتصدير معظم نفطها وغازها عن طريق روسيا، ووقعت عدداً مهماً من الاتفاقات في مجالات النفط والغاز والطاقة النووية. وتمكنت روسيا من إقناع الرئيس الكازاخي نور سلطان نازارباييف بعدم المشاركة في قمة وارسو، التي تعقد بالتزامن مع جولة بوتين، بمشاركة رؤساء أذربيجان وجورجيا وأوكراينا ولاتفيا، إضافة إلى الرئيس البولندي. يشار الى أن القمة ستكرس أعمالها لمناقشة إيصال الغاز والنفط من حوض بحر قزوين إلى أوروبا من دون المرور في روسيا. واستبقت روسيا جولة رئيسها إلى أستانة وعشق أباد، بتأكيدها أنها تترك لشركائها الحرية في اختيار طرق الترانزيت التي تراها مناسبة، وأنها واثقة من استمرار التعاون مع هاتين الدولتين. وعرض نائب وزير الطاقة الروسي أناتولي ريبوس تطور العلاقات بين بلاده ودول آسيا الوسطى، وأشار إلى أن حجم الغاز المصدر عبر روسيا من تركمانستان وكازاخستان تجاوز العام الماضي 55 بليون متر مكعب. وأكد أن التعاون بين بلاده وعشق أباد سيستمر بحسب العقد الموقع بين الطرفين حتى عام 2028. ولمح إلى مشاريع جديدة قد تقر أثناء قمة ثلاثية تجمع بوتين مع كل من نازارباييف والرئيس التركماني بيردي محمدوف، في إشارة إلى مخطط لبناء خط أنابيب ينقل الغاز التركماني عبر كازاخستان وروسيا. وتأمل موسكو بأن تتمخض زيارة بوتين إلى عشق أباد عن نتائج يمكن أن تكمل ما بدأته قمة أستانة، ما يساهم في تقوية وضع موسكو التفاوضي في قمة سمارى، ويخفف الضغوط الأوروبية التي بدأت تزداد مع قرب انتهاء فترة رئاسة ألمانيا الدورية للاتحاد الأوروبي، من أجل توقيع اتفاق التعاون والشراكة الإستراتيجية.