أعلن الجيش الأميركي مقتل ثلاثة مسلحين في بغداد في غارة جوية استهدفت خلايا يشتبه بأنها تهرب مكونات لصنع قنابل متطورة من ايران المجاورة. فيما استمر فرض حال الطوارئ في أربيل، وأرسلت السلطات الكردية ألف عنصر من البيشمركة الى الحدود مع ايران لمنع هجمات جماعة "أنصار الاسلام". وكانت الغارة الأميركية ثالث غارة كبيرة خلال أسبوع على مدينة الصدر، بحثا عن مسلحين متهمين بتهريب مقذوفات تخترق الدروع من ايران. وافاد الجيش الاميركي في بيان أن القوات البرية تعرضت للنار من أسلحة صغيرة من مبنيين في بداية الغارة. وأضاف أنه"رغم الجهود لإسكات الارهابيين المسلحين استمر اطلاق النار من العدو على قوات التحالف التي لجأت الى الرد الملائم على الخطر البادي، وطلبت دعما جوياً قريباً ما أدى الى مقتل ثلاثة ارهابيين مسلحين". ولم يحدد البيان إن كان تم استخدام طائرات هليكوبتر مقاتلة خلال الهجوم. وذكر الجيش أن ثلاثة مدنيين أصيبوا في العملية التي قال سكان انها نفذت قبل الفجر. واعتقل أربعة مسلحين. ونقلت تقارير اعلامية عن اللفتنانت جنرال ريموند أوديرنو قائد العمليات اليومية في العراق قوله ان الهجمات على قواته باستخدام المقذوفات التي تخترق الدروع زادت لتصل الى 65 هجوما في نيسان أبريل. في السليمانية، أعلن مسؤول عسكري في اقليم كردستان ان وزارة البيشمركة ارسلت الفا من عناصرها لتعزيز وجودها على الحدود مع ايران لمنع هجمات جماعة"انصار الاسلام". وقال اللواء جبار ياور الناطق باسم البيشمركة ان"قوة مكونة من 1000 عنصر ارسلت الى منطقة بنجوين على الحدود العراقية - الايرانية للحد من الهجمات المتكررة التي تنفذها جماعة اطلقت على نفسها اسم"كتائب كردستان لتنظيم القاعدة"المرتبطة بجماعة انصار الاسلام". واضاف ان"القوة ستنتشر في ثكنات عسكرية وحواجز تفتيش حدودية، فيما يتحرك جزء آخر منها في دوريات". والبيشمركة هي ميليشيات كردية انفصالية قاتلت نظام صدام حسين، واصبحت بعد سقوطه قوات نظامية في اقليم كردستان الذي يحظى بحكم ذاتي منذ 1991. ويتمتع الاقليم بوضع أمني مستقر نسبياً مقارنة مع باقي أنحاء العراق التي تشهد وضعا مضطربا. لكن جماعة"انصار الاسلام"لا تزال تنشط فيه. ويتهم القادة الاميركيون ايران برعاية وتسليح جماعات سنية وشيعية لزعزعة الاستقرار في البلاد. وكان انفجار عنيف نفذه انتحاري أول من امس بشاحنة مفخخة استهدف مقر وزارة الداخلية في أربيل أسفر عن مقتل 14 شخصا على الاقل واصابة العشرات، تبنته"دولة العراق الاسلامية"المرتبطة بتنظيم"القاعدة". وأكدت السلطات الأمنية الكردية استمرار حال الطوارئ في المدينة تحسبا لوقوع هجمات انتحارية. وقال المدير العام لشرطة اقليم كردستان اللواء جمال أحمد إن"الأجهزة الأمنية في السليمانية شنت حملة تفتيش واسعة النطاق شملت عدداً من المناطق الكردية للبحث عن مسلحين". ولفت الى ان السلطات الأمنية"وضعت قواتها في حال تأهب قصوى". واوضحت مصادر أمنية ل"الحياة"انها"كانت تمتلك معلومات مؤكدة عن نية جماعة"انصار الاسلام"تنفيذ هجمات انتحارية بعد رصد تحركاتها قرب الحدود الإيرانية ومهاجمتها مراكز حدودية أكثر من مرة". الى ذلك اكدت قبيلة الجبور العربية اغتيال شقيق مسؤول الاعلام في"دولة العراق الاسلامية"محارب الجبوري"اثناء تسلمه جثته في بغداد". وقال الشيخ صعب محمد الجبوري ل"الحياة"ان شقيق محارب المدعو جاسم عبدالله لطيف قتل اثناء تشييع جثة أخيه بعد تسلمها على يد ميليشيا مسلحة في بغداد، ولم يشر الى مكان تسلم جثة محارب الذي اختلفت في شأنه التصريحات الرسمية، هل هو ابو عبدالله البغدادي او احد مساعديه. وكان أقارب الجبوري شاركوا في مراسيم دفنه في ناحية الضلوعية مساء الاربعاء الماضي، فيما نفت عائلته أن يكون محارب نفسه أمير"دولة العراق الاسلامية"، مشيرة الى انها لم تلتق به منذ عامين بسبب"السرية الكاملة في كل تحركاته"، واضاف أحد أقربائه إن اسم الجبوري هو محارب عبدالله لطيف ويبلغ من العمر 37 عاماً وانه متزوج ولديه أربعة أطفال وحاصل على شهادة الماجستير في القانون بعد اقامته في الاردن عامين واعتقلته القوات الأميركية مرتين لتورطه في هجمات ضدها في بغداد وتكريت. من جهة أخرى، ندد صحافيون في كركوك بالانفلات الامني وتعرضهم للتصفيات الجسدية بسبب مواقفهم الاعلامية وطالبوا خلال تشييع ثلاثة صحافيين قتلوا الاربعاء في المدينة باعتقال الجناة وتقديمهم الى القضاء. وكان اتحاد الكتاب في كركوك نعى في بيان رئيسه وثلاثة صحافيين اغتالهم مجهولون وسط المدينة. في البصرة، قتل سائق دراجة نارية وجرح ثلاثة آخرون برصاص القوات البريطانية التي كانت ترد على إطلاق نار تعرضت له من احد حراس مبنى القنصلية الإيرانية في منطقة السراجي. ونفى القنصل الايراني محمد رضا باغبان اطلاق حراس القنصلية النار على الدورية البريطانية، وقال ان راكب دراجة نارية أطلق عليها النار حين كانت تمر قرب مبنى القنصلية فقتل شخص وأصيب ثلاثة بجروح مختلفة. لكن ماجد محمود طبيب يعمل في المستشفى التعليمي وكان ماراً بسيارته أثناء الحادث، قال ل"الحياة"إن"راكب الدراجة الذي قتل برصاص الدورية البريطانية لم يطلق النار، بل إن احد حراس القنصلية هو الذي أطلق رصاصة في اتجاه الدورية التي ردت عشوائياً". وأضاف:"أصيبت سيارتي بأضرار كبيرة، وأُحمل الجهتين مسؤولية ما جرى لي وقد اضطررت إلى الزحف في الشارع هربا من الرصاص الكثيف الذي أطلقه الجنود البريطانيون". وقالت الناطقة الإعلامية في الجيش البريطاني إن"الدورية كانت في عمل روتيني حين تعرضت للنار قرب القنصلية الإيرانية ما اضطرها الى الرد".