رفضت الفصائل المسلحة الفلسطينية الموافقة على تجديد التهدئة في قطاع غزة ما لم تكن متزامنة ومتبادلة وشاملة وتشمل الضفة الغربية ايضاً. وأجمع ممثلو الفصائل الخمسة ذات الاجنحة المسلحة وهي حركات"فتح"و"حماس"والجهاد الاسلامي والجبهتان الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين على رفض اعلان تهدئة من دون مقابل، مشددين على ضرورة التزام اسرائيل التهدئة ايضا في الاراضي الفلسطينية، خصوصاً في الضفة، التي لم تتوقف اعتداءاتها على مدنها وقراها ونشطاء الفصائل فيها. وعقد الاجتماع في مدينة غزة ليل الثلثاء الاربعاء وشارك فيه امين سر لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية ابراهيم أبو النجا. وتغيب عن الاجتماع لانشغاله في امور اخرى رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات. وعرض ابو النجا نيابة عن عريقات ورقة حول التهدئة اعدها الاخير. وسعى عريقات من خلال ورقته وسلسلة من الاجتماعات التي عقدها خلال الشهرين الماضيين مع ممثلي الفصائل المسلحة الخمسة في غزة الى انتزاع موافقة من هذه الفصائل، كي يستخدمها الرئيس محمود عباس ورقة في يده في عدد من اللقاءات التي عقدها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. وكما في اللقاءات السابقة جاء الاجتماع الاخير مع الفصائل قبل أيام قليلة من موعد مفترض لعقد لقاء بين عباس واولمرت. وكما في كل مرة اكد ممثلو الفصائل على استعداد تلك الفصائل تثبيت التهدئة التي اعلنت تجديدها في السادس والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الماضي في حال التزمت الدولة العبرية التهدئة الشاملة في الضفة والقطاع، واوقفت عدوانها واعتداءاتها وسياسة الاغتيالات والاجتياحات والاعتقالات وغيرها، مقابل وقف العمليات الفدائية ووقف اطلاق الصواريخ على اهداف اسرائيلية محاذية للقطاع. وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية اعلنت عن تهدئة شاملة للمرة الاولى مع اسرائيل في شتاء العام 2003 قبل ان تنهار في آب اغسطس من العام نفسه بعدما اغتالت اسرائيل القيادي البارز في حركة"حماس"اسماعيل أبو شنب. ثم اعلنت الفصائل تهدئة اخرى منذ مطلع العام 2005 وحتى نهايته. واستمرت هذه التهدئة بحكم الامر الواقع، وتم تمديدها من دون اعلان من جانبها الى ان اغتالت الأمين العام للجان المقاومة الشعبية جمال أبو سمهدانة في التاسع من حزيران يونيو الماضي وقتلت قذيفة اسرائيلة معظم افراد عائلة غالية في اليوم التالي لاغتياله، عندها اعلنت الفصائل انهيار التهدئة الهشة. وما لبثت ان جددت الفصائل التزامها التهدئة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي قبل ان تنهار الشهر الماضي في اعقاب قتل قوات الاحتلال تسعة فلسطينيين في يوم واحد.