سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اتهمته وبيرتس وحالوتس ب "الفشل الذريع" وسوء التقدير والتخطيط وعدم وضوح أهداف الحرب على لبنان ... ومطالبات بانتخابات مبكرة لجنة فينوغراد حملت أولمرت "شخصياً ووزارياً" مسؤولية "الإخفاق"
حملت "اللجنة الحكومية لفحص مجريات حرب لبنان الثانية" لجنة فينوغراد في تقريرها المرحلي امس رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت مسؤولية "الفشل الذريع" في ادارة الحرب على لبنان في الصيف الماضي، واتهمته بالتهور في اتخاذ القرار وإساءة التقدير. وسارع البيت الابيض الاميركي الى اعلان وقوفه الى جانب اولمرت بإعلانه انه"أساسي"في الجهود لتحقيق السلام مع الفلسطينيين. راجع ص 6 و7 وقالت اوساط اولمرت انه ابلغ لجنة فينوغراد انه سيستخلص العبر من توصياتها ويعمل على تصحيح الاخطاء لكنه لا يعتزم الاستقالة، رغم ان نواباً اسرائيليين يمينيين ويساريين طالبوا برحيله. وحملت لجنة التحقيق التي يرأسها القاضي المتقاعد الياهو فينوغراد اولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس ورئيس هيئة أركان الجيش المستقيل الجنرال دان حالوتس مسؤولية"الإخفاقات والفشل في الحرب". واتهمت الأول بالتهور في اتخاذ القرار وإساءة التقدير، والثاني بعدم لعب أي دور أو ممارسة أي نفوذ على قيادة الجيش، والثالث بعدم تقديم بدائل للخطة العسكرية الأولى واستفراده بالقرار. واعتبر معلقون التقرير"ضربة قاضية"لرئيس الحكومة، وقال أحدهم ان اللجنة وجهت"مسدسا محشواً برصاصة قاتلة"إلى صدر اولمرت وحسمت أيضاً ان بيرتس ليس أهلاً لمنصب وزير الدفاع. وقال آخرون إنه"يوم اسود"في تاريخ إسرائيل"ثبت فيه أن لا قيادة في هذه الدولة". وقالت اللجنة إن اولمرت مسؤول عن"الدخول في حرب من دون أن يخطط لها كما ينبغي. وهو المسؤول عن أن أهداف هذه الحرب لم تحدد بوضوح وبحذر وفشل كقائد كان مطلوباً منه أن يقود بلاده في عملية عسكرية بادرت إليها، بتحكيم العقل وبمسؤولية". وقال فينوغراد:"إننا نرى في اولمرت مسؤولاً شخصياً ووزارياً عن العيوب في القرارات"، وانه بلور موقفه من دون أن تُعرض أمامه خطة تفصيلية ومن دون أن يطلب ذلك ولذا لم يكن في وسعه تحليل تفاصيلها وإقرارها". واضاف:"وفشل رئيس الحكومة أيضاً في حقيقة ان الحكومة التي يرأسها تبنت اقتراحات الجيش"و"لم يتصرف على نحو يمكن أن يساهم في بلورة قرارات صحيحة تتلاءم والظروف. وأيضا أعلن أهدافا غير قابلة للتحقيق وان الحرب ستتواصل حتى تحقيق الأهداف". وزاد التقرير ان اولمرت افتقد إلى الروية وتحكيم العقل والحذر والمسؤولية. وتكررت كلمة فشل 165 مرة في الصفحات المتعلقة بأولمرت. وعن دور بيرتس في الفشل قالت اللجنة:"إن قلة إلمامه وخبرته في المسائل السياسية والأمنية تسببا في فشله في جميع مهماته". وعن حالوتس، قالت إنه"مسؤول شخصياً وقيادياً عن حقيقة انه يوم أصدر الأمر بالحرب لم تكن في جعبته مخططات جاهزة وواقعية لمواجهة تصعيد في الجبهة مع لبنان... وعندما تلقى ضوءاً أخضر للخروج في الحرب، امتنع عن استدعاء الاحتياط وبذلك ساهم مساهمة حاسمة في العيوب والإخفاقات خلال اتخاذ القرار بشن الحرب". وترأس اولمرت فور نشر التقرير اجتماعاً خاصاً لوزراء حزبه"كديما"توقعت مصادر صحافية أن يعلن فيه تبنيه توصيات التقرير،"لكنه لن يعلن تحمله المسؤولية عن الفشل في الحرب، أي أنه لن يعلن استقالته". ومع ذلك فإن بعض المعلقين لم يستبعد أن تدفع لهجة تقرير لجنة فينوغراد القاسية اولمرت إلى الاستقالة"لأنه لن يكون قادراً على تحمل مزاج شعبي مناوئ بل معادِ له". وطالب نواب من أحزاب المعارضة في إسرائيل، من اليمين واليسار اولمرت بالاستقالة فوراً وإعلان إجراء انتخابات مبكرة. وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية السابق يوفال شتاينتس إن التقرير يؤكد انه لم تكن لإسرائيل أثناء الحرب لا قيادة سياسية ولا أمنية. وأضاف انه إذا تبقت في رئيس الحكومة ووزرائه ذرة من الوطنية فإن عليهم الاستقالة فوراً. ومن جهته دعا الوزير السابق اوفير بينيس العمل الجماهير الى الخروج إلى الشوارع والتظاهر حتى تضطر الحكومة للاستقالة. وسيعقد البرلمان الاسرائيلي الكنيست جلسة طارئة في الأيام القليلة المقبلة بطلب من أحزاب معارضة أعلنت نيتها تقديم اقتراح بحل الكنيست واجراء انتخابات مبكرة، رغم إدراكها ان الاقتراح لا يحظى حتى الآن بغالبية برلمانية. وفي واشنطن، اعلنت الادارة الاميركية ان اولمرت"أساسي"في جهود السلام مع الفلسطينيين. وقال الناطق باسم البيت الابيض توني سنو في تصريح صحافي ان الرئيس جورج بوش"يتعاون بشكل وثيق مع رئيس الحكومة اولمرت ويعتبر ان دوره أساسي في الجهود التي تبذل للتوصل الى حل على أساس دولتين". لكن سنو رفض التعليق على احتمالات المستقبل السياسي لأولمرت. وقال:"نحن لا نعلق بالطبع على مسائل داخلية متعلقة بالحكومة الاسرائيلية".