تزحف الجماهير السعودية عموماً وجماهير الاتحاد والأهلي خصوصاً، مساء اليوم صوب إستاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة، حيث يقام هناك اللقاء الختامي لكأس ولي العهد بين قطبي المنطقة الغربية الاهلي والاتحاد، في احتفالية كبيرة جداً ومثيرة للغاية، ليس لأنها مباراة نهائية فقط، بل لأن طرفي المواجهة"قلعة"الكؤوس و"عميد"الأندية السعودية، ومعها ترتفع حدة التنافس بين جماهير الفريقين قبل صافرة بداية اللقاء على أرض الميدان، إضافة إلى أن هناك استعدادات خاصة من الجهازين الفني والإداري للطرفين يسبق المباراة بوقت كاف، وتكاد تكون الجماهير خارج أسوار الملعب أكثر من تلك التي حصلت على المقاعد بسبب حضورها الباكر، وتضفي جماهير الناديين أحلى ألوان الإثارة والندية بأهازيجها المميزة التي يتفاعل معها لاعبو الفريقين، ويطرب لها المشاهد خلف شاشات التلفزيون، وتزداد فرحة الفائز بالبطولة كونها جاءت على حساب المنافس التقليدي، بل وتتضاعف المكافأت من محبي وأعضاء شرف النادي احتفالاً بالإنجاز المزدوج، والتاريخ سجل بين طياته العديد من النزالات الثقيلة، إذ توزعت الأفراح بين الكفتين، وإن كانت البطولة الأخيرة سجلت باسم الفريق الأهلاوي عندما حقق كأس الأمير فيصل بن فهد على حساب الاتحاد بثلاثة أهداف من دون مقابل، ورد الاتحاديون اعتبارهم بالنتيجة ذاتها من خلال المباراة الدورية في مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، واعتاد الوسط الرياضي على مناورات مثيرة بين مدربي الفريقين، من خلال التذمر من الإصابات والغيابات لتخدير الطرف الآخر وكسب الشق المعنوي، إضافة إلى فرض السرية على التدريبات الأخيرة التي تسبق المباراة بأيام عدة، بغية أبعاد اللاعبين عن الضغط النفسي وإخفاء معالم الخطة الفنية التي سيتبعها المدرب، وجاء وصول الأهلي للمباراة عبر محطة الهلال، عندما كسب مواجهة الذهاب بهدفين من دون رد، وخرج متعادلاً في مباراة الرد بهدف لمثله، فيما تأهل الاتحاد بعد تجاوزه الاتفاق، إثر خسارته ذهاباً بهدف من دون رد وكسب الإياب بأربعة أهداف لهدف، ما منح العملاقين أحقية بلوغ المباراة النهائية، وهما سبق أن التقيا في نهائي المسابقة ثلاث مرات، كانت الغلبة للاتحاد مرتين في مقابل مرة واحدة للأهلي، إذ فاز الاتحاد في نهائي موسم 1959 بثلاثة أهداف في مقابل هدفين، وعاد وكرر انتصاره في موسم 2004 بهدف من دون رد، فيما فار الأهلي في نهائي موسم 2002 بهدفين لهدف، وحقق أبناء"القلعة"أفضلية الحصول على النسخة الأولى للبطولة عام 1958 عندما كسب فريق الأولمبي بثلاثة أهداف من دون رد، وكان اسم الفريق الأهلاوي آنذاك"الثغر"، ويحمل الاتحاد سبعة ألقاب في مقابل أربع بطولات أهلاوية. أما على الصعيد الميداني فتبدو كفة الطرفين متساوية من حيث القوة والخبرة العريضة للاعبين، إلى جانب مهارة المحترفين الأجانب، فالأهلي يعيش فترة جيدة من الاستقرار الفني، حتى وإن خرج أخيراً من البطولة العربية، إلا أن ذلك لن يؤثر في معنويات لاعبي"القلعة"أبطال مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، ولن يجد مدربهم الصربي نيبوشا أية عقبات عندما يضع آخر اللمسات التكتيكية للمواجهة، فلديه كوكبة من النجوم في كل المراكز، ولعل القوة تتضاعف إلى أعلى درجاتها عندما تصل الكرة إلى قدم المهاجم البارع مالك معاذ، الذي يصعب التصدي لانطلاقاته بالطرق المشروعة، ما يجعل مهمة مدافعي الخصم في منتهى الصعوبة، فهو مهاجم مهاري من الدرجة الأولى، ويتحرك بخفه عالية تخوله الوصول إلى المناطق المحرمة بسهولة، كما أن خط الوسط يدرك أهمية قيامه بأدواره على أتم وجه، إذ يتألق صاحب العبدالله وتيسير الجاسم والبرازيلي كايو وتركي الثقفي. وعلى الضفة الأخرى، نجد أن الفرقة الاتحادية هي الأخرى مليئة بالأسماء المميزة ذات الصفة الدولية، ويظل محمد نور القلب النابض للفريق وموسيقار كل العمليات الهجومية والدفاعية، ومتى ما تحرك نور كما يجب سيكون الاتحاد بأفضل أحواله، وتكمن أهمية نور في أن المدرب البلجيكي ديمتري يبني مخططاته الفنية على تحركاته، ومتى ما وجد المساندة الكافية من زملائه سعود كريري ومناف أبو شقير والبرازيلي فاغنر، ستكون الفرص متاحة أمام المهاجمين مرزوق العتيبي والبرازيلي رينالدو أمام مرمى الأهلي طوال التسعين دقيقة، كما أن مشاركة ظهيري الجنب أحمد الدوخي وصالح الصقري في الغارات الهجومية ذات أهمية كبيرة، فهما من أصحاب الخبرة العريضة ويعرفان كيفية المساندة الجيدة، مع الحرص التام على الواجبات الأساسية في الشق الدفاعي.