اتهم الرئيس السابق للاستخبارات المركزية الأميركية سي آي اي جورج تينيت نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني وبعضاً من المسؤولين القريبين منه، بجر البلاد الى حرب على العراق من دون حتى أي نقاش جدي حول ما إذا كان الرئيس العراقي السابق صدام حسين يمثل تهديداً طارئاً للولايات المتحدة. وفي كتاب جديد بعنوان"في مركز العاصفة"، قال تينيت:"لم يكن هناك نقاش جدي أنا على علم به داخل الادارة عن خطورة التهديد العراقي"، لافتاً الى عدم وجود أي"نقاش مهم"عن امكان احتواء العراق بلا غزوه. وأقر هذا المسؤول الرفيع المستوى سابقاً بصحة تصريحه الشهير والحاسم عن الأدلة على امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، إلا أنه اعتبر أن تصريحه أُخرج عن سياقه، ملمحاً الى أن الادارة الأميركية جعلته كبش فداء الحرب. ورأى تينيت أن ادارة بوش اثر اندلاع أعمال العنف في العراق نهاية عام 2003،"وبدلاً من أن تعترف بالمسؤولية، تبنت الرسالة الآتية: لا تلومونا. جورج تينيت وسي اي اي زجوا بنا بهذه الفوضى". وكشف الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية عن دوره في الغاء خطاب كان مقرراً لتشيني عشية غزو العراق لأن ادعاءاته بارتباط نظام صدام بتنظيم"القاعدة""تجاوزت كثيراً ما تظهره المعلومات الاستخباراتية". وقال تينيت للرئيس الأميركي وقتها:"لا يمكننا دعم هذا الخطاب ويجب أن لا يُلقى على الاطلاق". ويتبنى تينيت في كتابه اعتقاد معارضي الإدارة بأن تشيني ومسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون بينهم بول وولفوفيتز ودوغلاس فايث، ركزوا على اعتبار العراق تهديداً في نهاية عامي 2001 و2002، حتى فيما كان تينيت ووكالة الاستخبارات المركزية يركزان بشكل كبير على تنظيم"القاعدة". وأعرب تينيت عن شكوكه حيال نجاح الخطة الأمنية الجديدة في العراق لأن العنف الطائفي وصل الى مرحلة بات معها وجود القوات الأميركية غير متصل بمعالجة هذا التدهور الأمني.