يشتد الصراع بين الوحدة والأهلي، عندما يلتقيان مساء اليوم على ملعب الأول في ذهاب نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، وكلاهما يتطلع إلى بلوغ النهائي الكبير للمرة الأولى في تاريخهما، وجاء تأهل الأهلي على رغم تعرضه للخسارة في ذهاب وإياب نصف النهائي أمام الشباب إلا أنه كسب الاحتجاج على مشاركة المهاجم عبدالعزيز السعران في مباراة الذهاب ما منحه نتيجة المباراة بثلاثة أهداف من دون رد، فيما تأهل الوحدة بعد تغلبه على الاتفاق ذهاباً بهدفين في مقابل هدف، والخسارة إياباً بأربعة أهداف في مقابل ثلاثة أهداف مستفيداً من أفضلية التسجيل على أرض الخصم. الأهلي يسعى جاهداً إلى مصالحة جماهيره بعد الغياب عن سماء البطولات في السنوات الأخيرة على رغم ما تبذله الإدارة من جهود جبارة من خلال إحضار المحترفين الأجانب والتعاقد مع أسماء مدربين من القامة الكبيرة، إلا أن سوء الطالع لازم الفريق في العديد من المناسبات، وترى الجماهير الأهلاوية أن الفرصة مواتية جداً للعبور إلى المباراة الختامية عطفاً على تواضع قدرات خصمه الوحدة، والمدرب الصربي أليكس تحت يده أجندة أكثر من جيدة، وإن كانت القوة الحقيقية تتمثل في المهاجمين البرازيلي فيكتور سيموس والعماني عماد الحوسني وكلاهما يجيد الوصول إلى مرمى الخصم من أقصر الطرق وتزداد خطورتهما مع الكرات العرضية لإجادتهما الضربات الرأسية بكل براعة. الخطوط الأهلاوية تلعب بحماسة عالية، إلا أن غياب اللاعب المؤثر في محور الارتكاز قلل من خطورة الهجمات الخضراء وجعل الطريق سهلاً للوصول إلى المناطق الخطرة للفريق، ودائماً ما يكون الحضور البارز في مناطق المناورة للبرازيلي مارسينهو وتيسير الجاسم، وابرز ما يقلق المدرب الصربي أليكس الهفوات الدفاعية المتكررة، والتي صادرت العديد من الانتصارات التي كانت تبدو في متناول اليد، كما أن تأرجح مستوى الحارس ياسر المسيليم من مباراة إلى أخرى يدخل القلق للجماهير الأهلاوية. وعلى الطرف الآخر، يتحصّن الفريق الوحداوي بالأرض والجمهور لتحقيق المعادلة الصعبة وبلوغ النهائي الثاني هذا الموسم، بعد أن نجح في الوصول إلى المباراة النهائية لكأس ولي العهد، وعلى رغم هبوط الفريق إلى مصاف أندية الدرجة الأولى إلا أنه قدم مستويات كبيرة في المباريات الأخيرة بتواجد العناصر الشابة، والمدرب الموقت المصري بشير عبدالصمد أمام تحد كبير جداً لقيادة الفريق إلى أغلى النهائيات بالوجوه الشابة، حيث اعتمد في اللقاءات السابقة على العديد من العناصر البديلة من خلال الزج بالحارس الشاب أحمد الفهمي الذي قدم أداء رائعاً، واثبت قدرته على حماية العرين الأحمر، كما أن الشابين سلمان الصبياني ومختار فلاتة يشكلان قوة هائلة في خط المقدمة، إلى جانب حيوية المغربيين يوسف القديوي وعصام الراقي في مناطق المناورة. المدرب الوحداوي لن يجد أسلوباً أفضل من تحصين الخطوط الخلفية بأكثر عدد من اللاعبين والاعتماد على الكرات المرتدة للوصول إلى المرمى الأهلاوي لإدراكه التام تفوق الخصم من كل النواحي، ولن يطالب ظهيري الجنب بأي أدوار هجومية خشية ترك مساحات في المناطق الخلفية يستفيد منها مهاجمو الضيوف.