يبدو أن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال بيتر بايس، اقترف هفوة حين زعم ان ايران تتولى ربما تسليح التمرد الطالباني بأفغانستان. ويكاد لا يخفى على أحد أن السلاح الإيراني شائع في الأسواق الأفغانية. ففي التسعينات، أغدقت ايران السلاح على"تحالف الشمال"المناوئ لپ"طالبان". وبحسب معهد الحرب والسلام بلندن، باع"تحالف الشمال"كميات كبيرة من سلاحه الى مقاتلي طالبان. فهل ارتكب بايس، وهو الجندي البارع والمتفاني والجدير بلقبه الرفيع، هفوة أم أنه كان ينفذ أوامر سياسية؟ فاللافت ان غيتس، وزير الدفاع، وباوتشر، مساعد وزيرة الخارجية صرحا بما يشبه قول بايس في أثناء زيارتهما بلدين معنيين بما يجري بين ايران والحرب في أفغانستان. فغيتس كان في القاهرة، وباوتشر في بروكسيل. والحق ان الاقتناع بانعطاف سياسة الحكومة الإيرانية، وعدولها عن مناوأة طالبان، عسير. فإيران بذلت وسعها، في الأعوام الخمسة الماضية، لنشر نفوذها في أفغانستان. وأسهمت في اعادة الاعمار واصلاح النظام التعليمي، وروجت حملاتها لحسن الجوار، واستثمرت في التجارة والمال، وعززت أواصر العلاقات المذهبية والعرقية بين الإيرانيين والأفغان قوم الهزارة من الشيعة والناطقين بالفارسية. والرئيس الأفغاني، حامد كارزاي، يعول على دعم طهران انشاء مواجهة اسلام آباد. ويحمل انشاء"التحالف الوطني"، أخيراً، ويضم عدداً من قادة تحالف الشمال السابقين مثل رشيد دستم، ويونس قانوني، وأحمد ضي شاه شقيق أسد بنشجير الراحل، وتقرب التحالف من"طالبان"، يحمل المراقبين على التساؤل عن دور ايران فيما يجري. فطهران يبدو أنها ندمت على اسهامها في ارساء النظام الذي خلف طالبان، وقبولها الهيمنة الأميركية؟ فغداة سيطرة الأميركيين على كابول، سعت واشنطن الى تقويض نفوذ طهرانبأفغانستان، وخصوصاً في الولايات الأفغانية الغربية على الحدود مع ايران. وبلغ خبر تجنيد أميركا تنظيم"جند الله"المعادي لنظامها، وتدريبها لهم، الحكومة الايرانية. فإذاعة"فويس اوف أميركا"استضافت زعيم التنظيم، عبدالملك ريجي، وتتعقبه طهران بتهمة ارتكاب أعمال ارهابية أودت بحياة العشرات، كان آخرها في آذار مارس الماضي. وتزن ايران علاقاتها بطالبان وپ"القاعدة"في ميزان دقيق. فالتعاون التكتيكي مع الحركتين مفيد. ولكنه يمهد لخسارة استراتيجية. فإيران لا تنوي فتح جبهة مع أفغانستان، قد تحمل أميركا وبريطانيا وباكستان وطالبان على التكتل ضدها. ولكن طهران لن تتردد في استثمار نفوذها الكبير بأفغانستان، ولا عن شن هجمات محدودة تبلغ الأميركيين ان ثمن مهاجمتها، انطلاقاً من الأراضي الأفغانية، باهظ. عن م.ك. بهادراكومار ديبلوماسي هندي متقاعد عمل سفيراً سابقاً لبلاده في ايران وأوبكستان وتركيا، "إيجيا تايمز" الهونكونغية ، 20 /4/ 2007