رجح ريتشارد باوتشر، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون جنوب ووسط آسيا أمس، تدخل إيران "بطريقة غير صحية" في أفغانستان، وذلك غداة إعلان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال بيتر بايس، ضبط قذائف هاون ومتفجرات من نوع"سي-4" إيرانية الصنع لدى نقلها إلى مقاتلي حركة "طالبان" في قندهار جنوب الشهر الماضي. وأوضح باوتشر في بروكسيل، حيث أجرى محادثات مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، أن المؤشرات تشمل تقارير عن التدخل"في المجالات السياسية"واتصالات في شأن إمدادات أسلحة ل"طالبان". وقال:"لا نعرف بدقة من الذي يفعل ذلك، وما سببه. لكن الأكيد أن أسلحة إيرانية الصنع ظهرت في أيدي مقاتلي طالبان". وزاد:"لا نريد المبالغة في هذا الموضوع. لقد شاهدنا الأسلحة التي تحدث الجنرال بايس عن العثور عليها في أفغانستان، واطلعنا على التقارير عن التدخل السياسي لإيران في الأشهر ال 12 الماضية، ونراقب هذه الأمور بعناية بالغة". لكن باوتشر أكد أن إيران اضطلعت بدور"إيجابي"في تشكيل حكومة ما بعد"طالبان"التي أطيح بها نهاية عام 2001، وفي مكافحة تجارة المخدرات التي تصدر من أفغانستان، علماً أن التوترات شديدة بين واشنطنوطهران التي يتهمها الغرب بالسعي إلى صنع أسلحة نووية تحت ستار برنامج للطاقة النووية، وهو ما تنفيه طهران. ولم ترد إيران حتى الآن على اتهامات الجنرال بايس، فيما نفت دائماً اتهامها بإذكاء الفوضى في العراق عبر تقديم أسلحة إلى متشددين شيعة وتدريبهم. وخلال سنوات حكم"طالبان"لافغانستان، أيدت إيران الجماعات الأفغانية التي قاتلت ضد"الحركة"وبينها التحالف الشمالي، وكادت عام 1998 تخوض حرباً ضد أفغانستان، بعدما قتلت حكومة"طالبان"عشرة من مواطنيها. في غضون ذلك، أعلن عبدالستار مراد حاكم ولاية كابيسا الأفغانية شمال كابول، أن القوات الحكومية تستعد لإخراج حوالى 300 من مقاتلي"طالبان"من مقاطعة تاجاب في الولاية، بعدما احتلوا الطريق المؤدية إلى العاصمة الإدارية لكابيسا أول من أمس. وقال مراد:"يعد الجانبان قواتهما استعداداً للقتال"، مشيراً إلى أن طائرات مقاتلة أميركية ساندت القوات الأفغانية في عمليات استمرت نحو ثماني ساعات أول من أمس، فيما ما زالت"طالبان"تتحصن في أحد الأودية وتسيطر على الطريق. وفي حادث منفصل، أعلن مسافرون من ولاية غوزني أن متمردي"طالبان"سيطروا على مقر حكومي في مقاطعة قاراباغ جنوب غربي. وتصاعدت أعمال العنف في أفغانستان السنة الماضية، وبلغت أعلى مستوياتها منذ نهاية عام 2001، فيما تتوعد"طالبان"بشن هجوم كبير في الربيع بمشاركة آلاف الانتحاريين. على صعيد آخر، اقتحمت الشرطة مقر قناة"تولو"في كابول وأوقفت لساعاتٍ ثلاثةً من موظفيها اتهموا ببث تحقيق تضمن تصريحات"محرفة"أدلى بها المدعي العام الجنرال عبدالجبار ثابت. وأعلن ثابت أنه صرح بأن"النظام القضائي غير جيد وليس نظام الدولة، كما أفادت قناة تولو". وتابع:"لقد حرفوا تصريحاتي لتظهر أنني أهاجم الحكومة". ودانت القناة في بيان الاقتحام، مؤكدة عدم تحريف تصريحات ثابت، فيما تظاهر عشرات الصحافيين أمام البرلمان للاحتجاج على عملية الاقتحام معتبرين أنها"أثبتت مجدداً الأخطار المحدقة بحرية التعبير في أفغانستان". وفي الثامن من الشهر الجاري، أوقفت السلطات بث قناة"ليمار"برامج باللغة الإنكليزية لحساب قناة الجزيرة القطرية. وبررت وزارة الإعلام القرار ب"مشكلات تتعلق بترخيص"القناة، فيما أعلن مديرو المحطة أنه يرتبط بتشديد البرلمان والحكومة السياسة الإعلامية. ويتوقع أن يعدل البرلمان الذي يهيمن عليه زعماء الحرب الأسبوع المقبل قانون وسائل الإعلام الذي أصدره الرئيس حميد كارزاي قبل سنتين، ما يزيد القيود على مراقبة الأخبار والبرامج التي تعتبرها الدولة"مناهضة للإسلام". والتقى الرئيس كارزاي ممثلي بعثات دول الحلف الأطلسي ناتو في كابول أمس، واستعرض معهم الوضع الأمني وجهود مكافحة تهديدات"طالبان".