أبوجا - رويترز - بدا أن الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان في طريقه الى سباق متقارب في انتخابات الرئاسة مع الحاكم العسكري السابق محمد بوهاري مع توالي نتائج انتخابات تعتبر على نطاق واسع الأكثر مصداقية منذ عقود. وتوجه عشرات الملايين من النيجيريين إلى مراكز الاقتراع في دلتا النيجر في الجنوب الذي ينتمي إليه الرئيس إلى الأزقة المتربة في قرية دورا التي ينحدر منها بوهاري في الشمال ذي الغالبية المسلمة. وكشفت النتائج الأولية عن أداء طيب لجوناثان في الجنوب ذي الغالبية المسيحية منها مناطق مثل لاغوس، أكثر المدن كثافة سكانية حيث واجه الحزب الحاكم انتخابات برلمانية صعبة قبل أسبوع. ولكن النتائج الأولية في الولايات الشمالية ذات الغالبية المسلمة أظهرت تقدم بوهاري بفارق وإقبال كبيرين الأمر الذي قد يوازن ضعف شعبيته في الجنوب. واحتدم التوتر في الشمال إذ خشي أنصار بوهاري من محاولة لتزوير الفرز. وقال ناصر الرفاعي الوزير السابق وأحد أنصار بوهاري من مركز للفرز في العاصمة أبوجا: «ستكون (النتيجة) متقاربة عبر البلاد». وأضاف: «ما أخشاه فقط أن تصبح مسألة شمال وجنوب اذا رأينا موقفاً يكتسح فيه بوهاري الشمال ويؤدي فيه جوناثان في شكل طيب في الجنوب. قد نضطر لخوض جولة إعادة». وللفوز بالانتخابات في الجولة الأولى يحتاج المرشح الى غالبية بسيطة وربع عدد الأصوات في ثلثي الولايات الست والثلاثين. ويصل عدد الناخبين المسجلين في نيجيريا الى 73 مليون شخص مسجلين في 120 ألف مركز انتخابي. وقد يستغرق إعلان النتائج النهائية أياماً. وقد يتسبب إجراء جولة إعادة في استقطاب ناخبين على طول الخطوط الإقليمية في البلد الذي يقطنه 150 مليون نسمة حيث تطفو على السطح تنافسات عرقية وطائفية. وجوناثان هو أول رئيس لنيجيريا من دلتا النيجر المنتجة للنفط. وإذا أصبح أول رئيس حالي يخسر الانتخابات فإن ذلك قد يولد احتجاجات في منطقته. ولكن بوهاري يحظى بدعم شعبي قوي في الشمال حيث يعتقد البعض أن جوناثان يغتصب حقهم في أربعة أعوام أخرى في السلطة. وتولى جوناثان السلطة عقب وفاة سلفه عمر يارادوا «الشمالي» العام الماضي في أولى فتراته الرئاسية ليقطع التناوب بين الشمال والجنوب. وقال حبيب بازاللا المسؤول المحلي في حزب بوهاري وهو يميل للنظر عبر نافذة في مدينة كانو الشمالية لمراقبة فرز الأصوات: «إذا فاز جوناثان سيكون ذلك لأنه استغل سلطات حكومته. يبدو انه حقق نتيجة طيبة أيضاً». وأضاف: «يقول بوهاري إنه لن يذهب للمحكمة إذا خسر ولكن هذا لا يعنينا نحن بل أنصاره. نحن مستعدون لنذهب للبحث عن كلاشنيكوف و(أسلحة) بازوكا، لن تسير بهدوء هذه المرة». ويوجد توتر في مدن شمالية أخرى. وحققت الشرطة في احتمال وجود انفجار بقنبلة في حانة قرب مركز للتصويت في مدينة كادونا. وتم إحراق منزل مسؤول محلي في الحزب الحاكم في بلدة ازيري. ولا توجد أي علامة على الفوضى والعنف اللذين لازما الانتخابات السابقة في أنحاء البلد الذي يسكنه 150 مليون نسمة على رغم انفجار قنبلتين في مدينة مايدوجوري المضطربة في شمال شرقي البلاد مما أفزع الناخبين. ولم ترد تقارير عن وقوع ضحايا.